«فرصة استثمار» تراجع الدولار الأمريكي مقابل اليورو والإسترليني يثير اهتمام الأسواق

عملة الدولار الأمريكي شهدت تراجعًا كبيرًا خلال تداولات الخميس، حيث وصلت إلى أدنى مستوياتها خلال ثلاث سنوات ونصف أمام كل من اليورو والجنيه الإسترليني، وهو ما يعكس موجة بيع قوية نتيجة التوقعات القوية باقتراب خفض معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، هذا التراجع لم يكن مفاجئًا بالنظر إلى الأداء الأخير للأسواق وتوجه السياسات النقدية.

تراجع ملحوظ في قيمة الدولار الأمريكي

عملة الدولار الأمريكي سجلت انخفاضًا كبيرًا في مقابل العملات الرئيسية مثل اليورو والجنيه الإسترليني، حيث ارتفعت العملة الأوروبية الموحدة بنسبة 0.39% لتصل إلى 1.1705 دولار، لتصل في وقت سابق إلى أعلى مستوى لها منذ أكتوبر 2021 عند 1.1744 دولار، الجنيه الإسترليني حقق أداءً قويًا أيضًا، حيث ارتفع بنسبة 0.45% ووصل إلى 1.3728 دولار، وهو الأداء الأفضل له منذ أكتوبر 2021 عندما بلغ ذروته عند 1.3764 دولار، ويعكس هذا الأداء الضغوط المتزايدة على الدولار الأمريكي جراء التحولات الجذرية في توقعات المستثمرين.

اتجاه العملات الأخرى مقابل الدولار الأمريكي

بينما كان الدولار الأمريكي في انحدار، تمكنت عملات رئيسية أخرى من تحقيق مكاسب كبيرة، حيث ارتفع الفرنك السويسري ووصل إلى أعلى مستوى له خلال عشر سنوات ونصف، إذ بلغت قيمته 0.80 دولار، وفي الوقت نفسه، شهدت العملة اليابانية (الين) تحسنًا كبيرًا في مقابل الدولار، حيث انخفض الأخير بنسبة 0.61% إلى 144.38 ين، هذه التغيرات جاءت كنتيجة مباشرة لاستراتيجيات المستثمرين لإعادة توزيع أصولهم بعيدًا عن الدولار وصعود التوجه نحو العملات التي تقدم استقرارًا أكثر في هذه الفترة.

ماذا يعني خفض معدلات الفائدة للدولار الأمريكي؟

خفض معدلات الفائدة يشكل تحديًا كبيرًا للدولار الأمريكي، إذ يعني هذا الخطوة احتواء تدفق الاستثمارات باتجاه الولايات المتحدة، خبير العملات إريك ثيوريت أكد أن التركيز الحالي على مجلس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي واحتمالية خفض معدلات الفائدة في وقت أقرب من المتوقع قد يزيد من الضغوط الحالية، حيث رفعت عقود مجلس الاحتياطي الفدرالي الآجلة التوقعات بحدوث خفض بنسبة 65 نقطة أساس بحلول نهاية 2025، مع احتمالية البدء خلال اجتماع سبتمبر.

• ضغوط اقتصادية تدفع الدولار الأمريكي للتراجع
• أثر الرسوم الجمركية لمزيد من الانعكاسات السلبية
• تحول المستثمرين إلى أسواق بديلة خارج الولايات المتحدة
• التوترات السياسية بين الاحتياطي الفيدرالي والإدارة الأمريكية

مع تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول بأهمية الثبات والتمسك بالإجراءات الحالية رغم توقعات التضخم، يبدو أن السوق أمام فترة مليئة بالتحديات والتغيرات المستقبلية التي ستحدد ما إذا كانت الاستراتيجية الحالية ستثبت نجاحها أم لا، خاصةً وسط التوتر السياسي بين البيت الأبيض والاحتياطي الفيدرالي.