«فرصة استثمار» لماذا تراجع الذهب بعد اتفاق أمريكا والصين المفاجئ

لماذا تراجع الذهب بعد التوصل إلى اتفاق بين أمريكا والصين؟

شهدت أسعار الذهب تراجعًا ملحوظًا خلال تعاملات اليوم السبت، حيث انخفض سعر الأوقية بنسبة 2.8% مع نهاية الأسبوع الماضي، وذلك بالتزامن مع إنفراجة في المشهد الجيوسياسي وتحسن العلاقات الاقتصادية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما أضعف جاذبية الذهب كملاذ آمن لصالح المزيد من الاستثمارات عالية المخاطر.

انعكاس تأثير الاتفاق الأمريكي-الصيني على أسعار الذهب

تراجعت أسعار الذهب بشكل ملموس في الأسواق المحلية نتيجة تطورات كبيرة على صعيد التجارة العالمية، حيث انخفض جرام الذهب عيار 21 بواقع 25 جنيهًا ليصل إلى 4600 جنيه، وفي نفس الوقت، هبطت الأوقية بنحو 95 دولارًا لتبلغ 3274 دولارًا، كما شهدت عيارات أخرى انخفاضًا على النحو التالي:

• سجل الذهب عيار 24 مستوى 5257 جنيهًا
• بلغ الذهب عيار 18 نحو 3943 جنيهًا
• وصل عيار 14 إلى 3067 جنيهًا
• أما الجنيه الذهب، فقد سجل 36800 جنيه

جاء هذا التراجع بالتزامن مع تهدئة التوترات بين الصين والولايات المتحدة، حيث قُرّب موعد توقيع اتفاقيات جديدة قبل حلول 9 يوليو، وقد أسهمت هذه التفاهمات في زيادة ثقة الأسواق الدولية بشكل كبير، ما دفع المستثمرين نحو تقليص الاعتماد على الذهب كوسيلة آمنة للتحوط في ظل تراجع علاوة المخاطر العالمية.

العلاقة بين تراجع الذهب وتحولات الاقتصاد العالمي

رغم ضعف الدولار خلال الأسبوع الماضي وتراجع مؤشره بنسبة 1.32%، لم يتمكن الذهب من الاستفادة من هذا الضعف بسبب قفزة ملحوظة في شهية المستثمرين تجاه الأصول المرتبطة بالنمو، حيث حقق مؤشرا "ناسداك" و"ستاندرد آند بورز 500" ارتفاعات قياسية، مما عزز التوجه نحو قنوات الاستثمار البديلة مثل الأسهم، في ظل الأداء القوي للاقتصاد العالمي.

وقد شملت الأزمة تحولًا واضحًا في الطلب التقليدي على الأصول الآمنة كالذهب، وذلك نتيجة استمرار توجه المستثمرين نحو إعادة تقييم خياراتهم الاستثمارية بناءً على ديناميكيات السوق الحالية، خاصة مع الانتعاش الملحوظ في الأسهم الأمريكية، بالإضافة إلى مؤشرات على استقرار العلاقات السياسية والاقتصادية حول العالم.

المخاطر الجيوسياسية وتأثيرها على الذهب

المرونة التي ظهرت في الملفات الجيوسياسية الرئيسية لعبت هي الأخرى دورًا كبيرًا في إضعاف الطلب على الذهب، فقد أبدت إيران استعدادًا للتفاوض مع الولايات المتحدة، كما ترجّحت انتهاء التوترات بين قطاع غزة وإسرائيل خلال أسبوعين فقط، وفقًا لتقارير إعلامية، وهو ما ساعد على تخفيف التوترات السياسية وتقليص علاوة المخاطر المرتبطة بالنزاعات الإقليمية.

على صعيد آخر، شهد الاقتصاد الأمريكي نفسه بعض التحديات، حيث ارتفع مؤشر التضخم بنسبة 2.7% لشهر مايو، مما زاد الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لإعادة النظر في سياساته، ومع ذلك، ظلت الأسواق في حالة ترقب وسط تباين التوقعات بشأن مستقبل النمو الاقتصادي العالمي وسعر الفائدة.

وتبقى الأسواق في حالة انتظار لتطورات أكثر وضوحًا على الأصعدة السياسية والاقتصادية، ما قد يُحدد مدى استمرار الاتجاه التراجعي لأسعار الذهب أو إمكانية عودة المستثمرين له كملاذ آمن إذا عادت التوترات من جديد.