معجزة وكرامة: القصة اللي ما تصدقها عن الإهانة وأثرها الكبير

في الشريعة الإسلامية، توجد مصطلحات ثلاث تشكل محور التمييز بين الأحداث الخارقة للعادة، وهي: المعجزة، والكرامة، والإهانة. تختلف هذه المصطلحات في طبيعتها وأهدافها والجهة المُسخرة لها، مما يبرز أهمية فهم الفوارق بينها لتجنّب اللبس في تصنيف الأحداث الإسلامية الكبرى، مثل “طوفان الأقصى” وتداعياتها ذات الأبعاد المتعددة، سواء الدينية، السياسية، أو الإنسانية.

المعجزة: الدليل الإلهي على صدق النبي

المعجزة هي إحدى الوسائل الإلهية التي يسخرها الله لتأييد رسوله وإثبات صدقه أمام قومه، وتُصاحب التحدي لإظهار عظمة الدين. أمثلة على ذلك تشمل معجزات الأنبياء مثل انشقاق القمر لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أو عصا سيدنا موسى عليه السلام التي تحولت إلى ثعبان مُبين، أو ناقة صالح عليه السلام التي خرجت من الصخر. تتميز المعجزة بمصدرها الإلهي المباشر وابتعادها عن أي شكل من التدخل البشري، مما يجعلها خارقة للعقل والمنطق، وهذا هو الغرض من وجودها لتثبت النبوة بشكل قطعي.

الكرامة: المنة الإلهية لأولياء الله

الكرامة، بخلاف المعجزة، تكون خاصة بالأولياء الصالحين من عباد الله، وتتميز بكونها ليست مصحوبة بالتحدي أو الدعوة للنبوة. أمثلة معروفة من الكرامات تشمل قصة مريم عليها السلام ورزقها المستمر في غير موسمه، أو ما رآه سيدنا عمر رضي الله عنه عندما شاهد جيشه في نهاوند وهو بعيد عنهم. هذه الكرامات تحمل رسالة إلهية تهدف إلى تثبيت قلب الولي وزيادة يقينه، لكنها لا تستمد قيمتها من التحدي بقدر ما تصاحبها السكينة والإيمان العميق.

الإهانة: فضح المدعي بالكذب

أما الإهانة، فهي شكل من أشكال الأحداث الخارقة التي ينفرد فيها الله بفضح مدّعي النبوة الكاذب، وإظهار زيفه للعامة. من أمثلة ذلك ما حدث لمسيلمة الكذاب عندما حاول إجراء أعمال خارقة كإصلاح عين شخص معطوبة، فانقلبت النتيجة بعكس مراده. تحمل الإهانة رسالة ربانية واضحة بأن الحق يعلو ولا يُعلى عليه، وأن من يحاول الخروج عن النظام الإلهي سيفتضح أمره عاجلاً أم آجلاً.

بين المعجزة والكرامة والإهانة، يظل تمييز المفهوم مهماً عند تحليل الأحداث الإنسانية، مثل عملية “طوفان الأقصى”. هذه العملية، التي تراوحت تداعياتها بين القتل والمقاومة والصمود، لا يمكن تصنيفها تحت أي من التصنيفات الثلاثة وفقاً لتعريفاتها الإسلامية. الأحداث هناك، بقدر عظمتها، تُظهر جبروت الظروف البشرية وتفاعلها مع الوحي الإلهي، لكنها تجسد نتائج ذات جوانب مركبة تختلط بين ما هو إيجابي وسلبي، سياسياً وإنسانياً.