«ارتفاع جذاب» الذهب يرتفع مع ضعف الدولار ماذا ينتظر المستثمرون من بيانات الوظائف الأمريكية

الذهب سجل ارتفاعاً معوضاً بعض خسائره في نهاية تعاملات يوم الاثنين 30 يونيو/ حزيران، وسط تراجع الدولار الأميركي الذي لامس أدنى مستوياته خلال أكثر من شهر، ويترقب المستثمرون بشغف صدور البيانات الاقتصادية الأميركية خلال هذا الأسبوع بحثاً عن مؤشرات تدعم توجهات سياسة الاحتياطي الفيدرالي القادم، ما يعزز موقع الذهب كملاذ آمن في السوق المالي.

الذهب وتأثير تراجع الدولار على الأسعار

شهد الذهب فورة في الأسعار بعد أن انخفض الدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى، حيث ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.6% وصولاً إلى 3293.55 دولار للأونصة، بعدما وصل في بداية الجلسة إلى أدنى مستوى له منذ 29 مايو الماضي، ويعد هذا الارتفاع استمراراً لمسار صعود الذهب خلال الربع الثاني من السنة، الذي حقق مكاسب تُقدر بـ 5.5% وسط تقلبات الأسواق العالمية

بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب بنحو 0.83% لتصل إلى 3315.00 دولار عند نهاية التعاملات، مما يدل على ثقة المستثمرين في استمرار الدعم الذي يوفره ضعف الدولار، ويصف بيتر غرانت، نائب الرئيس وكبير استراتيجيي المعادن بشركة زانر ميتالز، ضعف الدولار بأنه عنصر دعم رئيسي، ولكنه يؤكد استمرار التداول ضمن نطاق محكم يتحكم في تحركات الذهب منذ منتصف مايو الماضي

هذا التراجع في الدولار جاء مدعوماً بعدة عوامل اقتصادية وتجارية، أبرزها انخفاض الدولار مقابل اليورو والفرنك السويسري، وسط تقييمات مرتفعة لاحتمالات تعميق عجز الموازنة الأميركية، إضافة إلى تجدد مفاوضات التجارة إثر التوصل إلى حلول مؤقتة بين الولايات المتحدة والصين بشأن شحنات المعادن الأرضية النادرة، وهو ما يؤثر إيجاباً على معنويات الأسواق

تطورات جيوسياسية وتأثيرها على سعر الذهب

لا تزال الأجواء الجيوسياسية تلعب دوراً مهماً في تحديد سعر الذهب المتقلب، وفي ظل استقرار وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بعد 12 يوماً من القتال المتواصل، تخفف هذه التطورات من الضغط على الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب، التي غالباً ما ترتفع قيمتها في أوقات التوترات والاضطرابات، ومع ذلك يبقى المعدن الأصفر محل اهتمام المستثمرين الباحثين عن حماية استثماراتهم من مخاطر الأسواق

إضافة إلى ذلك، شهدنا انهيار ضريبة الخدمات الرقمية في كندا التي كانت تستهدف شركات التكنولوجيا الأميركية، وهو ما أعاد تنشيط المفاوضات التجارية المتعثرة مع الولايات المتحدة، وهذا التطور له وقع إيجابي على الأسواق ويحد من مخاوف التوترات الاقتصادية التي كانت تهدد استقرار حركة الذهب

  • تراجع الدولار مقابل العملات الرئيسية سهل وصول الذهب إلى مستويات متقدمة
  • حلول تجارية بين قوى اقتصادية كبرى قلّصت التوترات التجارية
  • استقرار وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط خفف الطلب على الأصول الآمنة
  • بيانات اقتصادية أميركية مرتقبة ترتبط بسياسة الاحتياطي الفيدرالي تؤثر على سعر الذهب

توقعات أسعار الذهب المستقبلية وأداء المعادن الأخرى

ينتظر السوق الأميركي صدور بيانات التوظيف وطلبات إعانة البطالة للحصول على إشارات دقيقة حول اتجاه سياسة الاحتياطي الفيدرالي، حيث يتوقع محللو سيتي ثبات أسعار الذهب بين 3100 و3500 دولار للأونصة خلال الربع الثالث من العام، وهم يرون أن الذروة التي سجلها الذهب أواخر أبريل عند 3500 دولار قد تمثل سقف الأسعار مع اقتراب سوق الذهب من ذروته الحقيقية حالياً

على صعيد المعادن الثمينة الأخرى، شهدت الفضة انخفاضاً طفيفاً في سعرها الفوري بنسبة 0.1% لتصل إلى 35.93 دولار للأونصة، كما انخفض البلاتين بنسبة 0.3% إلى 1334.70 دولار، في حين تكبد البلاديوم خسائر أكبر بلغت 3.2%، رغم ذلك حققت هذه المعادن الثلاثة مكاسب خلال هذا الربع الأمر الذي يعكس تقلبات الأسواق وتفاعلها مع الأحداث الاقتصادية والجيوسياسية بكفاءة

المعدن سعر الأونصة بالدولار التغير الأخير
الذهب الفوري 3293.55 +0.6%
العقود الآجلة للذهب 3315.00 +0.83%
الفضة الفورية 35.93 -0.1%
البلاتين 1334.70 -0.3%
البلاديوم 1097.24 -3.2%

مع استمرار تراجع الدولار واختبارات البيانات الاقتصادية، تبقى حركة الذهب محط ترقب واسع بين المتداولين، وتبقى العوامل الخارجية مثل التوترات الجيوسياسية والصفقات التجارية المحددة قادرة على ايصال الأسعار إلى مستويات جديدة قد تتجاوز التوقعات المباشرة، في ظل عالم متغير تترابط فيه الأحداث بشكل معقد وتؤثر على مجريات السوق بطرق متعددة