بنك الصين يفاجئ الأسواق: تثبيت سعر الدولار مقابل اليوان عند 7.1535 اليوم

في خطوة جديدة ضمن سياسته النقدية الدقيقة، حدد بنك الصين الشعبي صباح الجمعة سعر صرف الدولار مقابل اليوان عند مستوى 7.1535 يوان لكل دولار، وهو ما جاء دون توقعات المحللين التي أشارت إلى مستوى 7.1688، ويعد هذا التثبيت أداة قوية تستخدمها بكين للسيطرة على سعر الدولار في السوق الصيني والحفاظ على استقرار العملة المحلية.

سعر الدولار مقابل اليوان يتراجع عن التوقعات

أعلن بنك الصين الشعبي عن تحديد سعر الدولار مقابل اليوان عند 7.1535، في وقت كانت فيه الأسواق تتوقع رقمًا أعلى بناءً على استطلاع أجرته وكالة رويترز والذي أشار إلى احتمال وصول السعر إلى 7.1688، ويأتي هذا التراجع في إطار سياسة الصين للتحكم في حركة عملتها أمام الدولار الأمريكي للحفاظ على التوازن الاقتصادي والمالي.

وبالمقارنة مع سعر الإغلاق السابق البالغ 7.1717 يوان لكل دولار، يُظهر القرار تدخلًا مباشرًا لتهدئة السوق، لا سيما في ظل التقلبات العالمية المرتبطة بأسعار العملات والتوترات التجارية الدولية، ويؤكد هذا النهج رغبة السلطات النقدية الصينية في كبح أية تحركات مفرطة لسعر الدولار في مواجهة اليوان.

سياسة سعر الصرف الثابت لبنك الصين

يعتمد بنك الصين الشعبي على آلية سعر الدولار مقابل اليوان الثابتة بشكل جزئي، حيث يتم تثبيت قيمة اليوان أمام سلة من العملات العالمية، وعلى رأسها الدولار الأمريكي، ويُعد هذا النظام أحد أبرز أدوات البنك للسيطرة على السوق النقدي، إذ يسمح له بتعديل السعر بشكل يومي لمواءمة السياسات التجارية والاقتصادية.

يرتبط الاقتصاد الصيني بشكل وثيق بالدولار الأمريكي نظرًا إلى حجم التبادل التجاري الضخم بين الولايات المتحدة والصين، ما يجعل الدولار محورًا رئيسيًا في رسم السياسات النقدية لبكين، ومن هنا تأتي أهمية متابعة سعر الدولار مقابل اليوان كمؤشر لحالة الاقتصاد الصيني وتوجهاته.

ضخ السيولة وتعزيز الاستقرار النقدي

إلى جانب تحديد سعر الدولار مقابل اليوان، قام بنك الصين الشعبي بضخ 34 مليار يوان في السوق ضمن عمليات إعادة الشراء لأجل 7 أيام بعائد قدره 1.4%، ويهدف هذا الإجراء إلى دعم السيولة في النظام المالي الصيني وضمان استقراره، خاصة في ظل الضغوط الموسمية والاقتصادية المختلفة.

وتسعى السلطات النقدية في الصين من خلال هذا الضخ المنتظم للسيولة إلى المحافظة على استقرار البنوك المحلية وتخفيف أي ضغوط قد تؤثر على الإقراض والتمويل الداخلي، كما يمثل هذا الإجراء تكاملًا مع سياسة تثبيت سعر الصرف للحد من تأثير التغيرات الدولية على الاقتصاد المحلي.

يبقى سعر الدولار مقابل اليوان مؤشرًا رئيسيًا في الاقتصاد الصيني، حيث يعكس قرارات بنك الصين الشعبي ورؤيته تجاه الاستقرار النقدي المحلي في مواجهة التحديات العالمية، ويؤكد هذا التوجه التزام بكين بإدارة دقيقة لسعر الصرف للحفاظ على تنافسية صادراتها وضبط التضخم الداخلي.