بدون شهادة: ظاهرة انتحال صفة الأطباء تثير الجدل وتشغل الجميع في 2025

تتصاعد ظاهرة انتحال صفة الأطباء بشكل مقلق في مصر مع بداية عام 2025، حيث شهدت الساحة الاجتماعية سلسلة من الوقائع التي أظهرت كيف يستغل البعض عدم وجود شهادات طبية رسمية للتربّح والتسبب في أضرار خطيرة للمواطنين. المجال الطبي، وبالأخص التجميل، كان ميدانًا خصبًا لهذه الانتهاكات، ما أثار جدلًا واسعًا ودفع السلطات إلى اتخاذ إجراءات حاسمة ضد هذه الممارسات غير القانونية.

انتحال صفة الأطباء في التجميل يثير الذعر

في واقعة هزّت الشارع بمحافظة سوهاج، تم ضبط امرأة حاصلة على شهادة بكالوريوس في الخدمة الاجتماعية وهي تدير مركز تجميل غير مرخص. مارست المتهمة إجراء عمليات تجميل معقدة، مثل حقن الفيلر والبوتوكس، دون امتلاك أي خلفية طبية معتمدة. إثر ذلك، تم إغلاق المركز فورًا وإحالتها إلى النيابة العامة بتهم تتعلق بتعريض حياة المواطنين للخطر.
وفي واقعة أخرى، ألقي القبض على طالبة بكلية الألسن (19 عامًا) تدير مركز تجميل داخل شقة سكنية، مروجة خدماتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها "طبيبة تجميل". المداهمة كشفت عن معدات وأدوية مهربة وغير مرخصة، ما يشير إلى تصاعد خطورة هذا النمط من الانتهاكات في قطاع حساس تتطلب ممارسته دقة واحترافية عالية.

انتحال صفة الأطباء كما تجاوز التجميل

لم تقتصر حالات انتحال صفة الأطباء على مجالات التجميل، بل امتدت إلى مجالات أخرى مثل علاج السمنة والنحافة. ففي كفر الشيخ، أُغلِق مركز غير مرخص يديره شخص يحمل درجة جامعية في اللغة العربية، بعد تقديمه وصفات طبية لمرضى يعانون من مشكلات صحية. أيضًا في بورسعيد، جرى إلقاء القبض على فني أشعة ينتحل صفة طبيب عظام ويدير عيادة مكنت من استغلال ثقة المرضى في هذا المجال الحساس.
بينما شهدت محافظة القاهرة قضية أثارت اهتمامًا واسعًا العام الماضي، حيث تم القبض على مهندسة انتحلت صفة طبيبة تجميل وأدارت مركزًا استقطب مشاهير وفنانين. هذه الحالة دفعت الجهات الرقابية لإعادة مراجعة الأنشطة الطبية الخاصة ومعالجة التراخيص المشبوهة.

إجراءات حكومية وتوعية شعبية ضرورية

أمام هذا التحدي، تبرز الحاجة الملحة لتعزيز الرقابة على القطاع الطبي وتقييد الممارسات التي تتم دون مؤهلات رسمية. الأرقام تشير إلى أن مصر شهدت عشرات الوقائع المماثلة منذ بداية 2025، ما يجعل من الضرورة بمكان تبني سياسات صارمة تضبط هذا المشهد المربك.
بالوقت نفسه، يُنصح المواطنون بتوخي الحذر، وعدم التعامل مع أي جهات طبية غير معتمدة، خاصة في الخدمات ذات الحساسية العالية مثل التجميل. يمكن تلخيص أهم النصائح على النحو التالي:

• التحقق من التراخيص الطبية للمراكز والخدمات.
• الإبلاغ عن أي ممارسات طبية مشبوهة.
• التوعية بأهمية اختيار مصادر العلاج المعتمدة لضمان الأمان الصحي.

ختامًا، السلوكيات غير القانونية المرتبطة بانتحال صفة الأطباء تهدد النظام الصحي وتزيد من أعباء الجهات الرقابية. لذا، يتطلب الأمر تكثيف الجهود الحكومية مع رفع وعي المواطنين لوقف تلك الظاهرة المتزايدة.