«تراجع ملحوظ» انخفاض أسعار النفط بعد قرار أوبك+ بزيادة الإنتاج العالمي

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم الإثنين عقب إعلان تحالف “أوبك+” عن زيادة مفاجئة في معدلات الإنتاج لشهر أغسطس المقبل، بما تجاوز توقعات الأسواق وسط تصاعد الغموض حول السياسات التجارية الأمريكية وتأثيرها المحتمل على معدل النمو الاقتصادي العالمي، وقد سجل خام “برنت” تراجعًا طفيفًا ليصل إلى 68.06 دولار للبرميل بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط إلى 66.31 دولار.

كيف أثرت زيادة إنتاج أوبك+ على أسعار النفط في أغسطس

أدى إعلان منظمة أوبك وحلفائها المعروف بتحالف “أوبك+” عن رفع الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يوميًا في أغسطس إلى هبوط ملحوظ في أسعار النفط، حيث مثلت هذه الزيادة قفزة كبيرة مقارنة بالشهور الماضية التي شهدت زيادات أقل بكثير، فبينما تم زيادة 411 ألف برميل لشهور مايو ويونيو ويوليو، و138 ألف برميل في أبريل، يُظهر هذا القرار توجهًا واضحًا نحو تعزيز حصة السوق رغم المخاطر المرتبطة بتراجع الأسعار والإيرادات. وصف المحلل تيم إيفانز هذا التحرك بأنه أكثر عدوانية لرغبة أوبك+ في كسب موطئ قدم أكبر بالمنافسة، مع استعداد لتحمّل ضغوط الانخفاض في أسعار النفط نتيجة التضخم في العرض.

تفاصيل وتوقعات زيادة إنتاج أوبك+ وتأثيرها على السوق النفطية

تقديرات “آر بي سي كابيتال” وضعتها المحللة هليما كروفت في قلب النقاش حول هذه الزيادة، حيث أشارت إلى أن قرار أغسطس سيعيد تقريبًا 80% من خفض الإنتاج الطوعي للثمانية الدول الأعضاء في أوبك، البالغ 2.2 مليون برميل يوميًا، ومع ذلك فإن الزيادات الفعلية كانت أقل من المستويات المقررة وتعتمد بشكل كبير على الإمدادات السعودية التي رفعت أسعار البيع الرسمية لخاماتها لتعكس ثقة المملكة في الطلب الآسيوي المتواصل، مما يدل على استراتيجية دقيقة لموازنة الطلب والسوق.

يتوقع محللو “غولدمان ساكس” أن يستمر التحالف في رفع الإنتاج تدريجيًا، مع زيادة محتملة بنحو 550 ألف برميل في سبتمبر لتعزيز المعروض في السوق النفطية.

عوامل وضغوط خارجية تدفع أسعار النفط للانخفاض

في المقابل، تبقى أسعار النفط عرضة لضغوط متزايدة من حالة عدم اليقين حول الرسوم الجمركية الأمريكية المرتقبة التي تؤثر بشكل مباشر على الطلب العالمي، فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض تعريفات جمركية متفاوتة على العديد من الدول، مع الإشارة إلى إمكانية زيادات تصل إلى 60% أو 70%، ما خلق حالة غموض كبيرة وأدى إلى تأجيل في تطبيق هذه الرسوم بدون توضيح دقيق للتوقيت أو آليات التنفيذ وهو ما زاد من قلق المستثمرين وتوقعاتهم لتباطؤ النشاط الاقتصادي يقلل بدوره من الطلب على النفط.

أكدت كبيرة محللي السوق بريانكا ساشديفا أن القلق من هذه السياسات التجارية سيظل عاملًا محوريًا خلال النصف الثاني من عام 2025 في ظل استمرار ضعف الدولار كعامل إيجابي وحيد يدعم الأسعار حاليا.

• زيادة إنتاج أوبك+ بنحو 548 ألف برميل يوميًا في أغسطس
• اعتماد الزيادات الفعلية بشكل كبير على الإمدادات السعودية
• التأجيل الغامض للرسوم الجمركية الأمريكية وتأثيرها السلبي
• توقع زيادة إضافية في الإنتاج لشهر سبتمبر تبلغ 550 ألف برميل
• مخاوف من تباطؤ الطلب العالمي بسبب التوترات التجارية

تتجلى عودة ضخ الإنتاج من أوبك+ بصورة أكثر حدة في محاولات السيطرة على السوق رغم مخاطر تناقص الإيرادات، والقلق الأمريكي يزداد مع الشكوك المتعلقة بالرسوم الجمركية والذي يؤثر على الطلب، لذلك من المتوقع أن تظل الأسعار متقلبة إلى حد كبير بينما يراقب المستثمرون تطورات العرض والطلب بحذر شديد خلال الفترة القادمة