«تصعيد مستمر» عدوان اسرائيلي على غزة يشهد مجازر وسط صمت دولي مثير للجدل

579 يومًا من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة شهدت تصعيدًا غير مسبوق في الهجمات الجوية والبرية التي أوقعت عشرات الشهداء والجرحى بين المدنيين، وسط تنصل رئيس الوزراء نتنياهو من الهدنة المعلنة، واستمرار الحصار الغذائي الذي يفاقم الأزمة الإنسانية، حيث تزداد معاناة سكان القطاع في ظل صمت دولي يعكس خذلانًا أخلاقيًا واضحًا.

579 يومًا من العدوان: تصاعد قصف الأسواق والملاجئ ودماء لا تتوقف

في ظل استمرار العدوان، قُتل 67 فلسطينيًا منذ فجر يوم الأربعاء بسبب غارات مكثفة طالت عدة مناطق في قطاع غزة، ما يؤكد حجم الجرائم المرتكبة بحق المدنيين، خصوصًا في حي الرمال الذي شهد مجزرة مروعة إثر استهداف مطعم التايلندي، حيث استُشهد 23 شخصًا بينهم الصحفي يحيى صبيح إضافة إلى إصابات كثيرة وقعت أثناء محاولات الهروب، ولم تقتصر المجازر على هذا المكان فحسب، بل تعرّضت مدارس تأوي نازحين لهجمات أدت إلى سقوط شهداء جدد، الأمر الذي يعكس استهدافًا ممنهجًا لمدنيين بلا تمييز.

579 يومًا من العدوان: استهداف الصحفيين والنازحين يفضح قسوة العمليات الحربية

شهداء آخرون سقطوا أثناء تغطياتهم الصحفية، فقد استُشهد الصحفي نور الدين مطر عبده خلال قصف مدرسة الكرامة التي كانت مأوى لعدد من النازحين، وارتفع عدد الشهداء هناك إلى 16، إلى جانب جرحى من الأطفال والنساء، وإذا ما نظرنا إلى حادثة قصف مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج، فإننا نجد أن 33 شخصًا فقدوا أرواحهم و73 آخرين أصيبوا، ما يؤكد أن العدوان لا يتوقف عن قصف الملاجئ والمدارس التي تمثل ملاذًا آمناً للمدنيين، ويدفع قطاع غزة إلى مزيد من الإنسانية المنهارة تحت وطأة القصف المستمر.

579 يومًا من العدوان: مجازر عائلة القدرة وأرواح ضاعت تحت القصف المكثف

مدينة خان يونس لم تكن بعيدة عن مآسي العدوان، حيث قتل 8 من أفراد عائلة القدرة بينهم الأب وأبناؤه في قصف منزلهم، ما يمحو عائلة كاملة من السجلات بهذه الفاجعة، وفي مناطق متفرقة ارتقى شهداء جدد منهم:

• جهاد محمود عصفور في عبسان شرق خان يونس
• هشام شهاب وزوجته نرمين شاهين في بني سهيلا
• طفلان قرب المدرسة الأمريكية في بيت لاهيا
• كنان محمد سمير قديح في عبسان توفي متأثرًا بجراحه
• مواطنة قُتلت في قصف بطائرة مسيرة في حي الشجاعية

هذا القصف المكثف طال أيضًا العديد من المناطق كالتي تلة قليبو شرقي جباليا، مفترق صوفا قرب رفح، وغرب بيت لاهيا، ما خلف مأساة إنسانية متزايدة تفاقمها العجز الحاد في القطاع الصحي الذي لم يعد قادرًا على التعامل مع الأعداد الهائلة من الضحايا والجرحى.

579 يومًا من العدوان: الأسرى الفلسطينيون بين الموت والإهمال في سجون الاحتلال

في الوقت الذي تتواصل فيه المجازر على الأرض، يتعرض الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال إلى أوضاع صحية مأساوية غالبًا ما تنتهي باستشهادهم، والحالة الأبرز هي استشهاد المواطن محمد إسماعيل الأسطل الذي مكث أكثر من عام معتقلًا بلا محاكمة في ظروف صحية سيئة، ما ينتهك كافة القوانين الدولية التي تحمي حقوق الإنسان، هذا يضاف إلى قائمة طويلة من الانتهاكات التي يتعرض لها الأسرى وسط صمت دولي لا يقل قسوة عن صمت الساحة الحربية.

في خضم استمرار 579 يومًا من العدوان الوحشي، تزداد الأعباء على المدنيين الذين يعانون القصف المكثف والمحاصرون في وجه أزمة إنسانية حادة، ويبقى الوضع بحاجة إلى وقفة جادة وجهود دولية تضع حدًا لهذه الانتهاكات المستمرة للأرواح والكرامة الإنسانية.