«انخفاض ملحوظ» أسعار الذهب مع ارتفاع قيمة الدولار هل يستمر الهبوط؟

الأسعار الذهبية شهدت تراجعًا في تعاملات اليوم الاثنين بسبب قوة الدولار وارتفاع عوائد السندات الأمريكية، حيث خسرت عقود الذهب الفورية والآجلة جزءًا من مكاسبها التي تحققت في نهاية الأسبوع الماضي، ويعود ذلك لتركيز المتعاملين على تحركات الدولار ومعدلات العوائد السيادية التي تؤثر بشكل ملموس على تحركات الأسعار العالمية للذهب.

تراجع أسعار الذهب وتأثير قوة الدولار وارتفاع عوائد السندات

انخفضت أسعار الذهب في تعاملات اليوم وسط سيطرة قوة الدولار الأمريكي الذي ارتفع مؤشره أمام سلة العملات الست الرئيسية بنسبة 0.17% ليصل إلى 97.35 نقطة، ويرتبط التحرك التصاعدي في الدولار الأمريكي عادة بتراجع أسعار الذهب نظرًا لأنه يُسعر عادة بالدولار، وبالتالي فإن ارتفاع قيمة الدولار يجعل الذهب أقل جذبًا للمستثمرين الباحثين عن السلع المقومة بالعملة الأمريكية، بالإضافة إلى تزايد عوائد سندات الخزانة الأمريكية التي استقرت عند مستويات 4.369% لعقود عشر سنوات، وهو ما يمثل ارتفاعًا ملحوظًا عن معدلات العوائد السابقة وقد يدفع المتعاملين إلى تحويل الاستثمارات من الذهب إلى السندات ذات العائد الأعلى.

مقارنة بين أداء عقود الذهب الفورية والآجلة في السوق الحالي

شهدت عقود الذهب الآجلة تسليم أغسطس انخفاضًا بنحو 0.85% لتصل إلى 3318.05 دولار للأوقية مقارنة بـ3346.50 دولار للأوقية يوم الجمعة الماضية، مع تداولات تراوحت بين 3305.12 و3352.20 دولار للأوقية، بينما بلغ نطاق الأسعار خلال العام الماضي بين 2351.90 و3509.90 دولار للأوقية، وفي المقابل انخفض سعر الذهب في العقود الفورية بنسبة 0.79% إلى 3310.38 دولار للأوقية مع تداولات بين 3296.50 و3341.89 دولار للأوقية ونطاق سنوي بين 2349.59 و3500.33 دولار. لذا، على الرغم من التراجع الحالي، إلا أن الأسعار ما تزال أعلى بأكثر من 38% مقارنة بالعام الماضي الأمر الذي يعكس تقلبات السوق وحرص المستثمرين على موازنة مخاطرهم مع الفرص المتاحة.

عوامل هامة تؤثر على أسعار الذهب فيما يتعلق بالدولار وعوائد السندات

تلعب عدة عوامل دورًا محوريًا في تحديد تحركات أسعار الذهب، منها تحركات الدولار وعوائد السندات السيادية حيث يستهوي المستثمرين التوجه نحو الأصول ذات العائد الأعلى كبديل للذهب، وبحسب بيانات اليوم ارتفعت عوائد السندات لعشرة أعوام في عدة دول كندا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا واليابان بأكثر من 0.1% مما ساهم في ضغط الأسعار الذهبية، وتشمل العوامل المؤثرة ما يلي:

• تغيرات مؤشر سعر الدولار مقابل العملات الرئيسية
• معدلات العوائد السنوية للسندات السيادية الأمريكية والاخرى العالمية
• المخاوف الاقتصادية والسياسية العالمية التي تزيد الطلب على الذهب كملاذ آمن
• التقلبات في أسواق الطاقة والسلع الأساسية التي تؤثر على التدفقات الاستثمارية

يشير التطور الحالي إلى تقلبات مستمرة في سوق الذهب حيث تتأثر الأسعار بعوامل متعددة ومتناقضة أحيانًا، مما يدعو المستثمرين إلى متابعة التحركات بحذر ومراجعة مراكزهم بشكل مستمر لضبط محافظهم الاستثمارية مع تغيرات الأسواق العالمية. تبقى الذهب سلعة ذات جاذبية كبيرة على المدى الطويل رغم التحديات المؤقتة التي تواجهها في ظل تقلبات الدولار وعوائد السندات.