«حادث مفاجئ» حريق سنترال رمسيس ماذا حدث بالفعل ومن السبب وراء الحريق

احترق سنترال رمسيس، وهو أمر خطير لأنه يمثل القلب النابض وشريان رئيسي للاتصالات في مصر، وما تمناه أي أحد وقوع كارثة بهذا الحجم على شبكة الاتصالات الحيوية، فسنترال رمسيس ليس مجرد سنترال عادي بل هو المحور الذي يمر عبره الإنترنت والمكالمات وحتى المعاملات البنكية المهمة، فهنا نستعرض تفاصيل ما حدث وكيف أثر الحريق بشكل غير مسبوق على الشبكة الوطنية

سنترال رمسيس .. الحريق الذي أثّر عميقًا على مصر

سنترال رمسيس ليس مجرد سنترال أبسط من تلك المتواجدة في الشوارع أو الأحياء فهو السنترال الرئيسي لحركة الإنترنت والمكالمات في مصر، أغلب خدمات الإنترنت والتحويلات البنكية مثل إنستاباي أو حتى المكالمات الاعتيادية تمر عبر هذا السنترال الحيوي، وهذا ما يجعل تأثير أي عطل فيه كارثيًا، وهذا ما حدث بالضبط مع الحريق الذي لم يكن عاديًا بل ضرب القلب الحقيقي للشبكة.

سنترال رمسيس .. الكابلات الضخمة والاتصالات المحورية

سنترال رمسيس مربوط بشكل مباشر بكابلات إنترنت ضخمة تأتي من البحر الأحمر والمتوسط، هذا الربط يجعل السنترال حلقة وصل رئيسية بين شبكة الاتصالات في القاهرة والجيزة، بدأ الحريق داخل غرفة الكهرباء التي تحتوي على المحولات واللوحات الرئيسية، والدخان الناتج دخل على الأجهزة الحساسة التي تعتمد على الفايبر والليزر لنقل البيانات، وهذا أدى إلى تلف كبير في الإشارات مما أسفر عنه توقف واسع للنظام بالكامل.

سنترال رمسيس .. الكارثة التي فاقمت الأوضاع

المشكلة الأكبر في حريق سنترال رمسيس كانت بسبب الدخان الذي يحوي ذرات صغيرة تسد الليزر داخل الأجهزة، مما أدى إلى انقطاع الإشارة كأن السلك قد قُطع، بالإضافة إلى إيقاف الأجهزة تلقائيًا لحماية نفسها من الضرر، رغم وجود بطاريات احتياطية UPS التي تشغل الأجهزة عند انقطاع الكهرباء إلا أن قدرتها محدودة وتستمر لبضع دقائق فقط، وعندما استمر انقطاع الكهرباء لفترة، تعطلت الأجهزة تمامًا، والأثر كان كارثيًا على كل الخدمات المتصلة

سنترال رمسيس .. أهمية الشبكة وتأثير الحريق

هذا الحريق تسبب في حذف كل إعدادات الشبكة ومسارات التوصيل التي تُخزن مؤقتًا، ما جعل إعادة تشغيل الأجهزة تستغرق وقتًا طويلاً، فضلاً عن تعطل أنظمة الطوارئ التي تعتمد على السنترال بتحويل المكالمات بين الخط الأرضي والموبايل، بالإضافة إلى الخطوط الساخنة وأرقام الطوارئ التي تعطلت، مما جعل الناس تواجه صعوبة بالغة في التواصل مع الشرطة أو الإسعاف أو الغاز، وهذا زاد من خطورة الموقف وجهود التعافي أصبحت معقدة وفورية

سنترال رمسيس .. البنك الإلكتروني والانقطاعات المفاجئة

تمتاز البنوك باعتمادها بشكل كبير على الإنترنت والشبكات المؤمنة التي لا تحتمل الانقطاعات، وأي توقف بسيط يتسبب في تعليق التحويلات التي تعتمد على أكواد الأمان والمصادقة الإلكترونية، ظهور حريق سنترال رمسيس تسبب في توقف خدمات مثل إنستاباي وتعطل أجهزة الصراف الآلي ATM، ولم تعمل أي خدمات مالية إلكترونية بشكل طبيعي، هنا برز سؤال هام عن وجود خطة بديلة أو مسارات احتياطية تتولى عبء الشبكة عند وقوع الأزمات، ولكن الواقع أن الشبكة ليست قوية بما فيه الكفاية ولا تعتمد على عدة مسارات متكاملة

• شبكة الاتصالات في مصر تعتمد بشكل كبير على نقطة مركزية واحدة
• غياب وجود شبكة بديلة متكاملة يشعل أزمات شديدة في حالة وقوع أي عطل
• الاعتماد على شبكة ذات هيكل نجمى يجعل كل شيء يتوقف إذا ما سقطت النقطة الأساسية
• فشل البطاريات الاحتياطية في دعم الأجهزة لفترة طويلة أثناء انقطاع الكهرباء

سنترال رمسيس .. شبكة مصر بين النجمية والميش

شبكة الإنترنت في مصر ليست بدائية، بل هي مزيج بين النظام النجمي Star ونظام الشبكة Mesh، لكن المشكلة أن الجانب المركزي يحتكر التحكم، وهو ما جعل الحريق يؤثر بشكل شامل على الخدمات، الدرس الذي يجب استيعابه من كارثة سنترال رمسيس أن الاعتماد على نقطة واحدة في شبكة حيوية مثل هذه غير مجدٍ، وجب وجود احتياطي فعلي حقيقي يتم تفعيله خلال الأزمات بكل سهولة، إضافة إلى ضرورة قدرة الشبكة على إعادة ترتيب نفسها بشكل أوتوماتيكي دون تدخل يدوي لتجنب توقف الخدمات الكبرى تمامًا

الاعتماد الجزئي على نظام مركزي قد يخلق أزمة عند وقوع خلل كبير كما حدث هنا، ومن الضروري أن تكون البنية التحتية مرنة وقادرة على مقاومة الصدمات غير المتوقعة لضمان استقرار الخدمات الحيوية كل ذلك يجعل الحريق في سنترال رمسيس بمثابة جرس إنذار لإعادة التفكير جذريًا في تصميم شبكات الاتصالات الوطنية لتفادي كوارث أكبر مستقبلًا