عائشة باريم تواجه مصير مجهول خلف القضبان.. نجوم تركيا يتضامنون معها بعدتدهور حالتها الصحية

في مشهد مؤثر، وقفت عائشة باريم، مديرة أعمال أبرز نجوم الفن التركي، أمام القضاء للمرة الأولى منذ اعتقالها قبل خمسة أشهر، وسط دعم جماهيري وفني واسع رافق قضيتها منذ اللحظة الأولى، والتي باتت إحدى أكثر القضايا حساسية في الوسط الثقافي التركي.

وقوف عائشة باريم أمام المحكمة

الجلسة التي عُقدت أمس الاثنين في محكمة “تشاغليان” بمدينة إسطنبول، حملت الكثير من الترقب، خاصة بعد تأكيد فريق دفاعها أن حالتها الصحية تشهد تدهورًا خطيرًا، ما دفعهم إلى التقدم بطلب عاجل لإطلاق سراحها لأسباب طبية إنسانية.

تقرير طبي يكشف حقائق صادمة

قدّم المحامون للمحكمة تقريرًا صادرًا عن لجنة طبية متخصصة بناءً على تكليف قضائي، كشف عن إصابة باريم بعدة مشاكل صحية بالغة الخطورة، من بينها: تمدد في شريان دماغي مهدد بالانفجار، تضخم في عضلة القلب، قصور شديد في الصمامات، واضطرابات مزمنة في نبضات القلب قد تستدعي تدخلًا جراحيًا أو زراعة قلب، كما أشار التقرير إلى أنها فقدت وعيها أكثر من مرة خلال فترة احتجازها، ما يُظهر حجم المعاناة التي تعيشها داخل السجن.

الوسط الفني يتّحد لدعمها

وفي مشهد يعكس مدى العلاقة التي جمعت باريم بالفنانين، حضر عدد من الوجوه المعروفة إلى المحكمة، أبرزهم نجوم الصف الأول الذين لطالما تعاونت معهم في إدارة أعمالهم، تعبيرًا عن تضامنهم ومساندتهم لها في هذه المحنة، وقد التزم معظمهم الصمت أمام عدسات الصحافة، واكتفوا بالتواجد الصامت، تعبيرًا عن موقفهم الإنساني، في لحظة بدت فيها الكلمات عاجزة عن وصف ما تمرّ به زميلتهم.

اتهامات ثقيلة وسيناريوهات مفتوحة

ترجع جذور القضية إلى يناير 2025، حين بدأت السلطات التركية تحقيقات موسّعة مع باريم، ووجهت لها اتهامات تتعلق بالمشاركة في التحريض على احتجاجات سابقة، إضافة إلى تهم أخرى مثل الابتزاز والإخلال بحرية العمل، وهي تهم تنفيها باريم بشكل قاطع، مؤكدة أن نشاطها لم يتجاوز نطاق عملها الإداري في الوسط الفني.

وخلال الأشهر الماضية، أدلى عدد من الفنانين بشهاداتهم أمام النيابة، الأمر الذي أسهم في تصعيد القضية وتحويلها إلى قضية رأي عام.

بين المرض والقضية

في ظل الظروف الصحية الحرجة التي تمر بها، يجد فريق الدفاع نفسه أمام معادلة دقيقة، احترام المسار القضائي، مع المطالبة بتوفير الحد الأدنى من الرعاية والرحمة للمتهمة، التي لا تزال لم تُدان حتى الآن.

ومع تزايد المطالبات الحقوقية بإطلاق سراحها لأسباب إنسانية، يبقى القرار بيد القضاء، الذي ينتظر أن يبت في هذه المطالب خلال الجلسات القادمة.