«ارتفاع مفاجئ» أسعار النفط في التعاملات الآسيوية المبكرة بعد تراجع أمس

أسعار النفط في آسيا تشهد ارتفاعًا ملحوظًا بعد تراجع سابق حيث تعيد السوق تقييم ظروف العرض وسط توقعات تقرير وكالة الطاقة الدولية الشهري للطلب العالمي، وزادت العقود الآجلة لخام برنت إلى 86.26 دولارًا للبرميل، بينما ارتفعت عقود غرب تكساس الوسيط إلى 82.36 دولارًا، ويُعزى ذلك إلى توقعات بانخفاض الإنتاج الروسي وتأثيرات التغيرات الاقتصادية العالمية.

عوامل تؤثر في أسعار النفط وتحركات السوق الآسيوية

تتأثر أسعار النفط في آسيا بشكل ملحوظ بالعوامل المتعلقة بالعرض والطلب على حد سواء؛ فالتراجع المتوقع في صادرات النفط الروسية بسبب انخفاض الإنتاج بمقدار 700 ألف برميل يوميًا يُعد دعمًا رئيسيًا للأسعار حيث تشير بيانات بنك إيه.إن.زد إلى تقلص الإنتاج على نحو واضح في السوق، ويتزامن ذلك مع انتظارات صدور تقرير وكالة الطاقة الدولية الشهرية الذي قد يقلل من توقعات الطلب العالمي بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي، مما يخلق حالة من الحذر لدى المستثمرين تجاه أسعار النفط ويحفز تقلبات طفيفة في الأسعار داخل المنطقة الآسيوية.

دور الطلب العالمي وتأثير التعافي الاقتصادي الصيني على أسعار النفط

يركز المستثمرون على تطورات الطلب العالمي خاصة مع تقرير أوبك الذي يحذر من مخاطر انخفاض الطلب خلال فصل الصيف نتيجة النمو الضعيف وتشديد السياسات النقدية، إضافة إلى الاضطرابات في القطاع المالي العالمي؛ ولكن على الجانب الإيجابي، أظهرت بيانات التجارة الصينية ارتفاعًا كبيرًا في واردات النفط الخام بنسبة 22.5% في مارس مما يعزز التوقعات بتحسن الطلب بفعل التعافي الاقتصادي الصيني، وتأتي هذه الديناميكية لتوازن من تأثير المخاوف العالمية وتدفع بأسعار النفط نحو مستويات مرتفعة نسبيًا بالرغم من العوامل السلبية، مما يعكس أهمية الصين كمحرك أساسي للطلب في السوق العالمية.

كيف يؤثر ضعف الدولار الأمريكي على أسعار النفط ومستقبل السوق؟

اللعب بدور مهم تطور آخر وهو ضعف الدولار الأمريكي الذي أغلق عند أدنى مستوى منذ فبراير مع بيانات التضخم التي أظهرت تباطؤًا في الولايات المتحدة، وهذا يخلق بيئة داعمة لأسعار النفط كون النفط مقوم بالعملة الأمريكية؛ فضعف الدولار يجعل النفط أرخص للمشترين الذين يحملون عملات أخرى، مما يدفع الطلب إلى الارتفاع ويُسهم في تحقيق مكاسب مستمرة للعقود الآجلة خاصة لخام غرب تكساس الوسيط و خام برنت، ويشكل هذا التفاعل بين السياسات النقدية وأسعار الصرف محورًا رئيسيًا لفهم توجهات السوق النفطية خلال الأسابيع القادمة.

• تراجع الإنتاج الروسي وتأثيره المباشر على المعروض العالمي
• توقعات وكالة الطاقة الدولية بخصوص الطلب وتأثيرها على الأسعار
• ارتفاع واردات النفط الصينية وأثرها في تحفيز الطلب
• تداعيات تباطؤ التضخم الأمريكي وضعف الدولار على الأسعار
• تقارير أوبك وتحذيراتها بشأن مخاطر الطلب الصيفي

تتوالى التأثيرات المتشابكة بين العرض والطلب وأسعار الصرف لتحدد مسار أسعار النفط، مع بقاء توقعات الطلب الأسبوعية محورًا رئيسًا لمحركات السوق، ويستمر النفط في جذب أنظار المستثمرين مع تقلباته المستمرة والمحفزة على التحركات السعرية.