«انفجار ضخم» فيديو يوثق انفجار مخازن أسلحة في صنعاء وما تداعياته الآن

انفجار مخازن أسلحة الحوثي في اليمن ظهر في فيديو متداول مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وادعى ناشروه أنه نتيجة قصف الطيران الأميركي يوم الخميس الماضي، ولكن هذا الادعاء غير صحيح، حيث تزامن انتشار الفيديو مع استمرار الغارات على مواقع حوثية في صنعاء ومحافظات أخرى، مما أثار التساؤلات حول صحته وانتشاره.

انفجار مخازن أسلحة الحوثي في اليمن وتوقيت الفيديو الحقيقي

تداول الفيديو وسط استمرار الطيران الأميركي في استهداف مواقع الحوثي، وكان واضحًا أن المشاهد المروعة تظهر انفجارًا ضخمًا أعقبه تصاعد أعمدة الدخان، لكن موقع “مسبار” المختص بمكافحة الأخبار المضللة نفى صحة الادعاء، مشيرًا إلى أن الفيديو قديم يعود إلى أبريل 2015، وليس من الحملة الأخيرة للطيران الأميركي. هذا الفيديو يظهر انفجارًا ناجمًا عن غارة جوية شنها التحالف العربي بقيادة السعودية في إطار عملية “عاصفة الحزم”، وتحديدًا في قاعدة صواريخ بجبل فج عطان جنوب غرب صنعاء.

انفجار مخازن أسلحة الحوثي في اليمن في إطار العملية العسكرية “عاصفة الحزم”

ما جرى في الفيديو ينتمي إلى مراحل الأزمة اليمنية منذ بداية التدخل العربي في 2015، حيث القت الغارة تحيا قاعدة ذخيرة صواريخ قوية، تسبب في انفجارات عنيفة ضربت المنازل القريبة، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى بين السكان المدنيين، مما يوضح حجم التأثير الكبير لمثل هذه العمليات العسكرية، ويسلط الضوء على حجم الدمار الذي خلفته العمليات الجوية آنذاك في مناطق الحوثي.

انفجار مخازن أسلحة الحوثي في اليمن والممارسات الإعلامية حول الفيديوهات الحربية

انتشار فيديوهات مثل هذا يؤدي إلى تشويش الرأي العام لا سيما باستغلال سياقات زمنية خاطئة لتعزيز روايات معينة أو إثارة ردود فعل عاطفية فورية، وللتمييز بين المحتوى الصحيح والمضلل يجب اتباع خطوات مهمة منها:

• التحقق من مصدر الفيديو وتاريخه بدقة
• مراجعة بيانات المواقع المختصة بكشف الأخبار المزيفة مثل “مسبار”
• متابعة الأخبار الرسمية من الجهات المعنية
• التمحيص في تفاصيل المشاهد والتأكيد على وجود تطابق مع الأحداث الحالية
• عدم نشر المحتوى قبل التأكد من صحته كاملة

يبقى الواقع أن انفجار مخازن أسلحة الحوثي في اليمن التي تظهر في الفيديو كان جزءًا من حملة عسكرية قديمة، وللتعامل مع الأخبار المنتشرة اليوم يجب فهم الأبعاد الزمنية والتحقق من المصادر بدقة لتجنب تضليل الرأي العام؛ فالقصص الحربية تتطلب دقة تفصيلية في الزمان والمكان، وإلا تصبح مجرد مشاهد تُستخدم لأغراض إعلامية لا تمت للواقع بصلة.