شوف الكارثة: الأمم المتحدة تحذر من تفكك السودان بسبب حكومة الدعم السريع الجديدة

يشهد السودان أزمات متزايدة تهدد وحدته واستقراره، خاصة مع إعلان قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) تشكيل حكومة موازية، في خطوة خطيرة تستهدف استبدال النظام القائم. هذه التطورات تأتي بالتزامن مع الذكرى الثانية لاندلاع الحرب الأهلية، ما ساهم في تعزيز المخاوف الدولية إزاء احتمالية تعرض السودان للتفكك السياسي والاجتماعي والانزلاق نحو أزمات أعمق.

الأزمة السودانية: تشكيل حكومة موازية وزيادة الانقسام

أعلن حميدتي تشكيل حكومة جديدة أطلق عليها “حكومة السلام والوحدة”، مدعيًا أنها تمثل الوجه الجديد للسودان وكاشفًا عن دستور انتقالي يتماشى مع مبادئ جديدة للوحدة والعدالة، كما دعا لتبني عملة وطنية ووثائق هوية جديدة. هذه الحكومة تُعد خطوة رمزية لفرض واقع جديد وسط رفض واسع من الداخل والخارج، حيث أدان الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي هذه التحركات باعتبارها تصعيدًا خطيرًا يهدد سيادة البلاد ووحدتها.

المواقف الدولية والأممية تجاه الأزمة السودانية

الأمم المتحدة أبدت قلقًا عميقًا من تصاعد الخلافات، مطالبة الأطراف السودانية بالتوقف عن اتخاذ خطوات تزيد من تعقيد الأزمة، بينما أعربت بريطانيا عن رفضها القاطع للإجراءات الأحادية لتشكيل حكومة موازية، محذرة من نتائجها الكارثية. من جانبها، أكدت الحكومة السودانية المؤقتة تماسكها ورفضها القاطع لأي شرعية تُمنح لهذه الحكومة الموازية، معتبرة أنّ الخطوة تتعارض مع القانون ومبادئ الشرعية الدولية.

آثار النزاع السوداني على الواقع الإنساني والاقتصادي

مع دخول الحرب عامها الثالث، تعكف الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على إبراز الكارثة الإنسانية التي تعصف بالسكان، حيث أودت الحرب بنحو 30 ألف شخص ودفعت ملايين السودانيين للنزوح. الأزمة الإنسانية الناجمة عن النزاع ليست فقط بشرية، لكنها تنعكس أيضًا على الوضع الاقتصادي المتدهور الذي يتمثل في الانهيار النقدي ونقص الموارد الأساسية. يرى المراقبون أن الخطوات الأخيرة قد تشعل مزيدًا من الانقسام في ظل غياب أي حلول سلمية قابلة للتنفيذ.

مما لا شك فيه أن الأزمة السودانية تمثل تحديًا بالغ التعقيد في المشهد الإقليمي والدولي، تحتاج الجهود المشتركة لتوجيه الأطراف نحو الحوار البنّاء لتقليل المخاطر والدمار المترتب على استمرار النزاع.