«زراعة مبتكرة» مشروع أرز القمر يطور أنواع أرز تنمو في ظل انعدام الجاذبية

الأرز في انعدام الجاذبية هو محور بحث علمي يعمل عليه مشروع القمر والأرز بهدف تطوير سلالة من الأرز تتميز بصغر الحجم وغنى البروتين، بحيث يمكن أن تنمو في بيئة الفضاء التي تتميز بانعدام الجاذبية، وهذا يسهم في تحقيق الاستدامة من خلال إعادة تدوير الموارد، مع محاولة حل تحديات مماثلة تواجه الزراعة على الأرض، علاوة على أن ارتفاع النسبة الأكبر من أصناف الأرز القزمية أكبر من السعة المسموح بها في محطة الفضاء الدولية، ما دفع الفريق لابتكار “الأرز فائق القزم” الذي يبلغ ارتفاعه فقط حوالي 10 سنتيمترات مع الحفاظ على إنتاجية عالية

كيف يعمل الأرز في انعدام الجاذبية لتطوير سلالة مجهرية وفريدة

يتمحور البحث حول إيجاد حلول حيوية لمشكلة حجم النبات الذي يمثل عائقًا في بيئة الفضاء، إذ أن العديد من أصناف الأرز القزمية متوسطة الحجم ولا تتناسب مع ظروف نمو الكائنات الحية في المحطة الفضائية، ويهدف مشروع القمر والأرز إلى تخفيض ارتفاع النبات إلى 10 سنتيمترات مع الإبقاء على إنتاجيته ووفرة الغلة، مع التركيز على تحدي تقليص الحجم المرتبط بهرمون الجبرلين الذي قد يؤثر سلبًا على النمو والإنبات، لذلك يحرص الفريق على تطوير أرز صحي ومغذٍ في آنٍ معًا، ويتم تجربة هذه النباتات في جهاز دوار يحاكي انعدام الجاذبية على الأرض، لأن التجارب الفضائية الفعلية معقدة ومكلفة للغاية، وهو ما يوفر بديلًا عمليًا لاختبار نمو الأرز في ظروف المحطة الفضائية

التعاون الجامعي في مشروع الأرز في انعدام الجاذبية بين الخبرة والابتكار

يشارك في المشروع ثلاث جامعات إيطالية تتمتع بخبرات متميزة؛ جامعة ميلانو المتخصصة في علم وراثة الأرز، وجامعة روما “سابينزا” التي تركز على فسيولوجيا النبات، وجامعة نابولي “فيديريكو الثاني” التي لها باع واسع في إنتاج المحاصيل الفضائية، وقد فحص الباحثون أنواعًا من الأرز ذات طفرات منخفضة وقاموا بتعديل الجينات لتحسين بنية النباتات نفسها، بالإضافة إلى العمل على رفع نسبة البروتين من خلال تغيير التوازن بين الجراثيم الغنية بالبروتين والنشا في الحبوب، مما يعزز القيمة الغذائية ويجعل هذا الأرز خيارًا متقدمًا لرحلات الفضاء

فوائد الأرز في انعدام الجاذبية على الصحة النفسية وتطبيقاته المستقبلية على الأرض

لا تقتصر أهمية الأرز في انعدام الجاذبية على توفير الغذاء في الفضاء فحسب، بل تلعب مراقبة النباتات والعناية بها دورًا في الحفاظ على الصحة النفسية لرُكّاب رحلات الفضاء الطويلة، حيث يخفف هذا النشاط من الإرهاق الناتج عن تناول الأطعمة المغلفة فقط، مما يدعم الجانب البدني والعقلي بشكل متوازن ويقلل من احتمالية وقوع أخطاء قد تكون قاتلة، ومن جهة أخرى، يحمل المشروع وعودًا بالاستفادة على الأرض، مثل زراعة المحاصيل في بيئات صعبة كالقطب الشمالي، الصحاري، أو الأماكن ذات المساحات المحدودة، مما يفتح آفاقًا جديدة لتحقيق الأمن الغذائي تحت ظروف بيئية غير ملائمة، ويعرض المشروع نتائج أبحاثه في الاجتماعات العلمية المختصة

• إنتاج أرز فائق القزم يبلغ ارتفاعه 10 سم مع غلة عالية
• تعديل الجينات لتحسين بنية النبات وقيمته الغذائية
• محاكاة انعدام الجاذبية باستخدام أجهزة دوارة على الأرض
• تعزيز محتوى البروتين عبر ضبط نسب الجراثيم والنشا
• دعم الصحة النفسية من خلال رعاية النباتات خلال المهمات الفضائية

يبقى مشروع الأرز في انعدام الجاذبية خطوة متقدمة لا تقتصر على تلبية احتياجات رواد الفضاء وحسب، بل تفتح آفاقًا لتوفير محاصيل زراعية مناسبة في ظروف معيشية قاسية على الأرض، ويُعد الأرز بهذه المواصفات نموذجًا ناجحًا للتكيف مع بيئات متغيرة وصعبة، يدعم استدامة الغذاء والصحة النفسية بلمسات علمية مبتكرة