شوف الكارثة: أمريكا تخسر الحرب التجارية قدام الصين باعتراف أستاذ اقتصاد دولي

في السنوات الأخيرة، اتجهت الولايات المتحدة الأمريكية والصين إلى مواجهة تجارية شديدة، عرفت إعلاميًا بـ”الحرب التجارية”. كانت دوافع هذه الحرب الإجراءات الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على البضائع الصينية، والتي ردت عليها الصين بإجراءات مضادة أثرت على الاقتصاد الأمريكي بشكل مباشر. يُثار الآن تساؤلات حول نتائج هذه المواجهة ومن المنتصر فيها، وهل ثمة نظام اقتصادي عالمي جديد يعيد تشكيل أسس الاقتصاد الدولي؟

الحرب التجارية بين الصين وأمريكا: الأسباب والخسائر

بدأت الحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين عندما فرضت واشنطن رسومًا جمركية باهظة على البضائع الصينية، معللة ذلك بحماية الاقتصاد الأمريكي وتقليل عجز الميزان التجاري. من جانبها، ردت الصين بفرض رسوم على السلع الأمريكية، ما أدى إلى خسائر كبيرة في الأسهم الأمريكية وإضعاف قيمة الدولار أمام العملات العالمية. وفقًا للدكتور ناصر قلاوون، أستاذ الاقتصاد الدولي، فإن واشنطن خسرت هذه الحرب نتيجة قوتها الاقتصادية المستقرة التي لم تتأثر بشكل كبير بهذه المواجهة مقارنة بأمريكا.

دور الصين وتأثيرها في النظام الاقتصادي العالمي

تُعتبر الصين اليوم أحد اللاعبين الرئيسيين في الاقتصاد العالمي، إذ تمتلك قدرات صناعية هائلة وسوقًا تصديرية قويًا يُصدر نسبة كبيرة من إنتاجه إلى الولايات المتحدة. أظهرت الصين قدرة مميزة على التكيف السريع مع التحديات، ما ساعدها في الرد الفعال على السياسات الأمريكية وإحداث تأثير كبير في الاقتصاد الأمريكي. الصين سعت لتوسيع نفوذها في أسواق جديدة؛ مثل إفريقيا وأوروبا، للتخفيف من اعتمادها على السوق الأمريكي، وهو ما ساعدها في الحفاظ على استقرار اقتصادها.

هل نحن أمام نظام اقتصادي عالمي جديد؟

ما يجري اليوم يشير إلى بداية تحول في موازين القوى الاقتصادية العالمية. هناك مخاوف عالمية بشأن المستقبل الاقتصادي وسط تصاعد النزاعات التجارية بين القوى الكبرى مثل أمريكا والصين، خاصة مع بحث الطرفين عن السيطرة على مواقع استراتيجية مثل أوكرانيا وقناة بنما. يبدو أن الصين تسعى لتبوء موقع القيادة الاقتصادية، بما سيجعل العالم يشهد نظامًا اقتصاديًا جديدًا يعتمد على تعددية الأقطاب بدلًا من الهيمنة الأمريكية التقليدية.