«فرصة استثمارية» المستثمرون الهنود نحو الفضة بدلاً من الذهب ما السبب الحقيقي وراء ذلك

يتجه المستثمرون الهنود بشكل متزايد نحو الاستثمار في الفضة بدلاً من الذهب، مع ارتفاع أسعار الفضة إلى أعلى مستوياتها خلال 14 عاماً مدفوعة بعوائد متفوقة هذا العام على الذهب، مما يجعل الفضة خيارًا جذابًا في السوق الهندي الأكبر مستهلك للمعدن الأبيض؛ حيث بلغ السعر المحلي للفضة مستوى قياسياً عند 114,875 روبية للكيلوغرام، مما زاد من التفاؤل بتحقيق أرباح إضافية وسط قلة المعروض.

لماذا يتجه المستثمرون الهنود نحو الفضة بدل الذهب؟

شهدت الفضة قفزة غير معتادة في أسعارها بنسبة 21% خلال الأشهر الثلاثة الماضية في الهند، متجاوزة الزيادة المحدودة التي حققها الذهب والتي بلغت 5% فقط خلال نفس الفترة، ما يعكس تحولًا واضحًا في توجهات المستثمرين الذين كانوا تاريخياً يميلون إلى الذهب بشكل كبير. ويؤكد أوميشن أغاروال، المستثمر المعروف في العملات الذهبية، أنه على الرغم من نجاح الذهب في السنوات الماضية، اختار هذا الأسبوع أول سبيكة فضة له بوزن كيلوغرام، مع توقعات بأن تحقق الفضة عوائد مماثلة للذهب. هذا النمو في أسعار الفضة يشكل انعكاسًا ملحوظًا مقارنة بالعام الماضي حين كان الذهب هو الفائز بنسبة 34% مقابل 23% للفضة.

العوامل الداعمة لصعود الفضة في السوق الهندي

يرتبط ارتفاع الفضة بشكل رئيسي بمزيج من الطلب الاستثماري المتزايد والطلب الصناعي الذي يزداد قوة في قطاعات متقدمة مثل الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية، حيث يزيد الطلب على الفضة عن حجم الإنتاج المتاح، وفق تصريحات شيراغ تاكار، المدير التنفيذي لشركة «أمرابالي غوجارات»، أحد كبار مستوردي الفضة في الهند. ويشير تاكار إلى أن السمة الجديدة في السوق هي استمرار شراء المستثمرين رغم ارتفاع الأسعار، خلافًا للعادة التي تدفع المستثمرين لجني الأرباح أو سحب استثماراتهم من صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) عند ارتفاع الأسعار. هذا الطلب الصناعي المتنامي يعزز من قيمة الفضة ويجعلها استثماراً ذا أفق واعد.

تدفقات صناديق الاستثمار والتحولات في تفضيلات المستثمرين الهنديين نحو الفضة

سجلت صناديق المؤشرات المتداولة في الفضة في الهند تدفقات مالية قياسية بلغت 20.04 مليار روبية في يونيو، مقارنة بـ 8.53 مليارات في مايو، بينما تجاوزت الاستثمارات في هذه الصناديق 39.25 مليار روبية في الربع الثاني من عام 2025، متفوقة على صناديق الذهب التي جمعت 23.67 مليار روبية فقط. ويشرح فيكرام دهوان، مدير قسم السلع في شركة «نيبون إنديا»، أن صناديق المؤشرات توفر طريقة سهلة وفعالة للوصول إلى سوق الفضة، الذي يصعب التعامل فيه ماديًا بسبب ثقله وكلفة التخزين والنقل.

كذلك، أثرت التقلبات في أسواق الأسهم، التي نشأت بسبب التعرفة الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، على توجه المستثمرين لتنويع محافظهم الاستثمارية، مما زاد الطلب على الفضة ليس فقط من الريف حيث كانت المفضلة، بل توسع ليشمل الطبقة الحضرية الباحثة عن بدائل استثمارية أكثر استقرارًا.

• ارتفاع أسعار الفضة وتحقيقها مستويات غير مسبوقة
• زيادة الطلب الصناعي خاصة في الطاقة الشمسية والسيارات الكهربائية
• تدفقات استثمارية قياسية في صناديق المؤشرات المتداولة في الفضة
• تنوع المستثمرين بين الريف والحضر وتزايد الاهتمام الحضري

أما على صعيد الواردات، فقد سجّلت الهند ارتفاعًا هائلاً في واردات الفضة بنسبة 431% في مايو مقارنة بالسنة السابقة لتصل إلى 544.1 طن، في مقابل تراجع واردات الذهب بنسبة 25% إلى 30.5 طن وفق بيانات وزارة التجارة الهندية؛ ما يعكس بوضوح تحولاً ملموسًا في تفضيلات المستثمرين نحو الفضة، التي يراهنون على استمرارية تصاعد قيمتها وربحيتها مستقبلاً.