«آفاق استثنائية» تبادل سلعي بين الغرف العربية والصين يقترب من تريليون يوان خلال 2024

الغرف العربية تسجل تبادلًا سلعيًا بقيمة 946 مليار يوان مع الصين خلال أربعة أشهر من 2024

شهد التعاون التجاري بين الغرف العربية والصين نموًا ملحوظًا في عام 2024، حيث بلغ حجم التبادل السلعي بين الجانبين 946.2 مليار يوان خلال الأربعة أشهر الأولى من العام، مما يعكس تعزيز الروابط الاقتصادية بين الدول العربية والصين ويبرز أهمية استراتيجيات التعاون التي تم تبنيها مؤخرًا.

رؤية اتحاد الغرف العربية لتعزيز التعاون مع الصين في التبادل السلعي

أعلن الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، خلال كلمته كمتحدث رئيس في معرض الصين الدولي الثالث لتعزيز سلاسل الإمداد في بكين، عن خطة استراتيجية ثلاثية المحاور لتعزيز التعاون مع الصين في مجال التبادل السلعي، تقوم على:

  • إنشاء مراكز توزيع وموانئ لوجستية مشتركة في الموانئ العربية مثل شرق البحر الأبيض المتوسط، الخليج، والسواحل الأفريقية
  • تحسين الاستثمار في ربط الشبكات الرقمية والمنصات الإلكترونية، ونقل التكنولوجيا المتقدمة لتوطين التصنيع في المصانع العربية
  • التحول الرقمي في سلاسل الإمداد باستخدام تقنيات البلوك تشين لتتبع الشحنات وتحليل البيانات الضخمة

تؤكد هذه المحاور على أهمية تفعيل منظومة التعاون من خلال دمج البنية التحتية اللوجستية الحديثة مع التطور الرقمي، لتعزيز التبادل السلعي بين الغرف العربية والصين بشكل مستدام وذكي.

زيادة التبادل السلعي بين الغرف العربية والصين ودور مقاطعة شاندونغ

شهد حجم التجارة السلعية بين الصين والدول العربية صعودًا من 303.8 مليار يوان عام 2004 إلى 2.8 تريليون يوان عام 2023، بزيادة مذهلة بلغت 820.9%، في حين أن التبادل خلال أول أربعة أشهر من 2024 بلغ 946.2 مليار يوان، بزيادة 3.8% عن نفس الفترة في العام السابق، مما يعكس أهمية التبادل السلعي بين الغرف العربية والصين كجزء من إجمالي التجارة الخارجية الصينية التي بلغت 6.9%.

تعتبر الدول العربية أكبر موردي الطاقة للصين، بينما تصدر الصين للبُلدان العربية منتجات إلكترونية متنوعة مثل أجهزة الكمبيوتر، المركبات، والبنية التحتية الرقمية، وهو ما يدعم تنوع وكفاءة التبادل السلعي بين الجانبين. وتمتاز مقاطعة شاندونغ الصينية كأحد أكبر المراكز الصناعية والتكنولوجية، ما يجعلها نقطة انطلاق رئيسة لتعزيز تكامل سلسلة التوريد وزيادة حجم التبادل السلعي بين الغرف العربية والصين.

تعزيز التعاون في التبادل السلعي والطاقة النظيفة بدعم المبادرات المشتركة

عُقد خلال معرض الصين الدولي الثالث لسلاسل الإمداد لقاءات هامة بين اتحاد الغرف العربية وغرفة التجارة الدولية ICC، حيث تم الاتفاق على تنفيذ مشاريع مشتركة لدعم البلدان العربية التي تواجه ظروفًا اقتصادية واجتماعية استثنائية، خصوصًا في لبنان وفلسطين، من خلال جمع تمويلات دولية بمساهمة البنك الدولي، بهدف تعزيز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

في المجال البيئي، أشار الدكتور خالد حنفي إلى أن تطوير الطاقة النظيفة أصبح ضرورة ملحّة؛ إذ تنتج الدول العربية أكثر من 15 جيجاواط من الطاقة المتجددة، ومتوقع أن يتضاعف هذا الرقم ثلاث مرات بحلول 2030، بينما تتصدر الصين عالمياً الاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بنسبة تفوق 40% من الاستثمارات العالمية. وقد وفرت مبادرة الحزام والطريق تمويلًا يفوق 50 مليار دولار لمشاريع الطاقة الخضراء في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، مما يعزز الروابط بين المناطق ويحفز التبادل السلعي بين الغرف العربية والصين في قطاعات التكنولوجيا والطاقة.

يؤكد اتحاد الغرف العربية التزامه بدعم التعاون المتبادل مع الصين عبر تبادل الخبرات، ودعم مشاريع الطاقة النظيفة، ونقل التقنيات، ما يسرّع نشر حلول بيئية مستدامة مع توقعات توفر أكثر من 30 مليون فرصة عمل عالميًا في قطاع الطاقة النظيفة بحلول 2030، مما يعكس قدرة التبادل السلعي بين الغرف العربية والصين على تحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

العام حجم التبادل السلعي (باليوان) النمو السنوي (%)
2004 303.8 مليار
2023 2.8 تريليون 820.9
الأشهر الأربعة الأولى 2024 946.2 مليار 3.8

يشكل التبادل السلعي بين الغرف العربية والصين موردًا حيويًا يدعم المشاريع الاستراتيجية والتنموية للطرفين، ويعكس نموًا متزايدًا مدعومًا برؤية واضحة لتوطين الصناعات ونقل التكنولوجيا، كما تعكس الشراكات القائمة في مجال الخدمات اللوجستية والتقنيات الرقمية أهمية هذا التعاون لتحقيق نمو مستدام ومنافع متبادلة للطرفين عبر مبادرات ملموسة وتقنيات حديثة.