صفقة تجارية بين أمريكا واليابان تحقق تغيرات كبيرة في الاقتصاد العالمي اليوم

الاتفاق التجاري الضخم بين الولايات المتحدة واليابان يعزز الشراكة الاقتصادية ويفتح آفاقًا جديدة للاستثمار والتبادل التجاري، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسميًا عن توقيع أكبر صفقة تجارية في التاريخ بين البلدين، وتستهدف هذه الصفقة رفع مستوى التعاون الاقتصادي وتخفيض التعريفات الجمركية المتبادلة إلى 15%، مع استثمارات ضخمة تبلغ 550 مليار دولار من اليابان في الولايات المتحدة.

أبعاد الاتفاق التجاري الضخم بين الولايات المتحدة واليابان

أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الاتفاق التجاري الضخم بين الولايات المتحدة واليابان يمثل إنجازًا تاريخيًا يُعزز مكانة كلا البلدين في الساحة الاقتصادية العالمية، مشيرًا إلى أن اليابان ستفتح أبوابها أمام السلع الأمريكية، خاصة السيارات والشاحنات والأرز وبعض المنتجات الزراعية الأخرى التي تشكل جزءًا هامًا من صادرات الولايات المتحدة. وأكد ترامب عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن الصفقة ستشمل استثمارًا يابانيًا ضخمًا يقدر بـ 550 مليار دولار داخل الولايات المتحدة، مع فرض تعريفة جمركية متبادلة ثابتة عند 15%، في خطوة تهدف إلى توازن العلاقات التجارية بين الطرفين وتعزيز التعاون الاقتصادي.

من ناحية أخرى، عبر كبير مفاوضي التجارة اليابانيين، ريوسي أكازاوا، عن نجاح المهمة بزيارته للبيت الأبيض واستخدامه وسم “المهمة أُنجزت” على منصّة فيسبوك، كما شهدت الصفقة تواصلًا مكثفًا بين بي بي سي والسفارة اليابانية في واشنطن للحصول على مزيد من التفاصيل. في مراسم التوقيع التي أقيمت في البيت الأبيض الثلاثاء، وصف ترامب الصفقة بأنها الأكبر من نوعها وربما الأكبر في التاريخ، مشيرًا إلى التعاون والجهد المشترك بين المسؤولين الأميركيين واليابانيين لإنجاز هذه الاتفاقية المميزة التي وصفها بأنها “صفقة ممتازة لجميع الأطراف”.

تأثير الاتفاق التجاري الضخم على الرسوم الجمركية وأسواق السيارات

رحب رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، بالاتفاق التجاري الضخم معلنًا أنه تم الحفاظ على معدل الرسوم الجمركية اليابانية عند 15%، بدلًا من الزيادة التي كانت مقررة إلى 25% على الرسوم الجمركية المتبادلة، لتصبح بذلك أقل نسبة بين الدول التي لديها فائض تجاري مع الولايات المتحدة. وأكد إيشيبا أيضًا أن الرسوم الجمركية الأمريكية على السيارات اليابانية ستنخفض من 25% إلى 15%، مما يعزز إمكانية تصدير السيارات والشاحنات اليابانية إلى السوق الأمريكية بشكل أكبر، دون أي تراجع في الرسوم الجمركية من اليابان على المنتجات الزراعية.

تجدر الإشارة إلى أن خطة الرسوم الجمركية التي كانت مقررة لشهر أبريل وتأثرت بتأجيل لمدة 90 يومًا بسبب تقلبات الأسواق العالمية، أتيحت خلالها فرصة إضافية لمفاوضي التجارة في طوكيو للتباحث مع نظرائهم في واشنطن حول بنود الصفقة. وقد أثرت هذه الاتفاقية بشكل فوري على الأسواق المالية اليابانية، حيث ارتفع مؤشر نيكي 225 بنسبة تقارب 2% مع بداية الأربعاء في طوكيو، وارتفعت أسهم شركات صناعة السيارات الكبرى مثل “تويوتا” و”نيسان” و”هوندا” بعد الإعلان عن تخفيض التعريفات الجمركية.

الظروف السياسية المحيطة بالاتفاق التجاري الضخم بين الولايات المتحدة واليابان

صرّح رئيس الوزراء الياباني، شيغيرو إيشيبا، خلال مؤتمر صحفي أن الاتفاق التجاري الضخم جرى في ظل ظروف سياسية صعبة، حيث يواجه ضغوطًا متزايدة لتقديم استقالته بسبب خسارة حزبه الليبرالي الديمقراطي أغلبيته في مجلس الشيوخ خلال الانتخابات الأخيرة، بعد خسارته أيضًا للغالبية في مجلس النواب في العام السابق. ويعد هذا الاتفاق بمثابة إنجاز بارز لإدارة إيشيبا التي تسعى لترسيخ التعاون الاقتصادي الياباني الأمريكي في وقت تشهد فيه اليابان حالة عدم استقرار سياسي نسبي.

فيما يلي جدول يوضح أهم بنود الاتفاق وتأثيرها:

البند التفصيل
معدل التعريفات الجمركية المتبادلة ثابت عند 15% لكل من الطرفين
الاستثمارات اليابانية في الولايات المتحدة حوالي 550 مليار دولار
تخفيض رسوم السيارات الأمريكية على السيارات اليابانية من 25% إلى 15%
الرسوم الجمركية على المنتجات الزراعية اليابانية ثبات دون خفض
  • فتح السوق اليابانية أمام السلع الأمريكية مثل السيارات والأرز والمنتجات الزراعية
  • تثبيت وتخفيض بعض التعريفات الجمركية لتعزيز التبادل التجاري
  • رفع مستوى الاستثمارات المتبادلة بين الأطراف

من جهة أخرى، أشار ترامب إلى أنه من المتوقع الإعلان عن صفقة تجارية قريبة مع الاتحاد الأوروبي، وأكد أن المزيد من الاتفاقيات ستُكشف في المستقبل القريب، مما يؤشر إلى استراتيجية أمريكية جديدة لتعزيز العلاقات التجارية الدولية. يبقى أن هذه الاتفاقية ستشكل نقطة تحول مهمة في العلاقات التجارية الأمريكية اليابانية، مع توقعات برفع معدلات التبادل التجاري والاقتصادي بين أكبر شركاء تجاريين على مستوى العالم.