مبابي بين أساطير رقم 10 في ريال مدريد: هل يعيد المجد الذي فقده بزيدان وكريستيانو؟

الرقم 10 في ريال مدريد لم يحظَ بنفس مكانته التي نالها في برشلونة، رغم ذلك يظل أحد أبرز الأرقام التي حملها كبار أساطير النادي، إلى جانب الرقم 7. أصبح الرقم 10 رمزًا عالميًا لصانعي الألعاب بعد أن ارتداه بيليه في مونديال 1958، إلا أن شهرته الأوروبية تزعمها ريال مدريد منذ البداية.

قبل أن يتحول الرقم 10 إلى رمز عالمي، كان هيكتور ريال الإسباني من أصول أرجنتينية أول من حمله مع “الملكي”، مساهمًا في تتويج الفريق بأول لقبين في دوري أبطال أوروبا. ثم انتقل الرقم إلى فيرينك بوشكاش، الذي يعد أقدم أوروبي حمل الرقم 10، حيث تألق مع منتخب المجر وريال مدريد بين 1958 و1967، مسجلًا 242 هدفًا في 262 مباراة ونال 10 ألقاب منها ثلاث بطولات دوري أبطال أوروبا.

مع رحيل بوشكاش، استمر حمل الرقم 10 بيد مانويل فيلازكيز ولاعبين بارزين آخرين مثل الألماني أولي شتيليكه والإسبانيان غارسيا نافاخاس وريكاردو غاييغو، إضافة إلى الروماني جيورجي حاجي المعروف بـ”مارادونا البلقان”.

الرقم 10 في ريال مدريد: ليس فقط لصُنّاع اللعب

في تاريخ ريال مدريد، لم يقتصر الرقم 10 فقط على صانعي الألعاب والمهاجمين، بل حمله مدافعون بارزون مثل فيرناندو هييرو الذي ارتدى الرقم 10 بالإضافة إلى 9 و6 في موسم 1991-1992، قبل أن يستقر على الرقم 4 لاحقًا. شهدت التسعينيات تداول الرقم 10 بين عدة لاعبين بارزين كالكرواتي روبرت بروسينتشكي، والإسباني ساندرو، والدنماركي مايكل لاودروب الذي أعطى مفهومًا متطورًا لدور لاعب الوسط، ثم ترك القميص للهولندي كلارانس سيدورف الذي حمل الرقم لأربع مواسم كاملة.

صراع الرقم 10 في ريال مدريد بين أساطير ظلها زيدان

ارتبط الرقم 10 في ريال مدريد بفترة من الجدل والجدل، خاصة بعد منحه للاعب المخضرم القادم من برشلونة لويس فيغو، الذي خاض 245 مباراة وسجل 58 هدفًا. رغم أداء فيغو، لم يحقق التميز المطلوب وسط نجوم الغالاكتيكوس، خصوصًا مع حضور زين الدين زيدان الذي سرق الأضواء وحمل الرقم 5، مما خفض من وهج الرقم 10. خلال هذه الفترة تضاءلت قيمة الرقم 10 مقارنة بما كان عليه في برشلونة مع نجوم مثل رونالدينيو وميسي.

بعد فيغو، عانى الرقم 10 في ريال مدريد من فقدان البريق مع روبينيو ويسلي شنايدر، وحتى مع لاسانا ديارا، قبل أن يعود قليلاً إلى الواجهة مع مسعود أوزيل الذي استعاد بعضًا من رونق القميص الأسطوري.

هل يُحيي مبابي الرقم 10 في ريال مدريد ويتحدى غياب الهيبة؟

لم يستعد الرقم 10 في ريال مدريد عظمته مع لاعبين مثل خاميس رودريغيز، لكنه وجد بعض الرونق مع لوكا مودريتش الذي أعاد للرقم بعض الهيبة، حتى مع هيمنة الرقم 7 ونجمها كريستيانو رونالدو. اليوم، يُلقي النجم الفرنسي كيليان مبابي بظلاله على القميص رقم 10 في ريال مدريد، ليبدأ صراعًا مثيرًا لاستعادة مكانة الرقم التي صنعتها أجيال سابقة بدءًا من بوشكاش مرورًا بزيدان وكريستيانو.

في مواجهة مبابي، يظهر نجم برشلونة الشاب لامين يامال، مما يزيد المنافسة على شرف الرقم وقالبه الأسطوري. تاريخ الرقم 10 في مدريد يوضح أنه ظل حاضرًا، لكنه غالبًا كان في ظل الرقم 7 الذي حمله نجوم مثل خوانيتو، إيميليو بوتراجينيو، وراؤول غونزاليس، وصولًا إلى كريستيانو رونالدو. الرقم 10 اختفى أحيانًا مع بروز فيغو وزيدان بأناقته رقم 5، واستسلم أمام فرضية كريستيانو، حتى مع موهبة أوزيل ومهارة مودريتش، ويبقى السؤال: هل ينجح مبابي في إعادة الرقم 10 ليحمل الأهمية والهيبة في ريال مدريد؟

• هيكتور ريال: أول من حمل الرقم 10 في النادي وحقق أول بطولتين في دوري الأبطال.
• فيرينك بوشكاش: صنع أسطورته بالرقم 10 مع ريال مدريد والمجر، حاملاً لقب “أقدم أوروبي يحمل 10”.
• لويس فيغو: رمز الجدل بعد انتقاله من برشلونة لمدريد وحمل الرقم 10 وسط ظلال زيدان.
• لوكا مودريتش ومسعود أوزيل: أعادا للرقم بريقًا رغم تحديات وجود الرقم 7.
• كيليان مبابي: التحدي الأكبر لإحياء الأسطورة ومكانة الرقم 10 في ريال مدريد اليوم.