انطلاق أكاديمية سعودية لاكتشاف المواهب الثقافية في التعليم العام 2025

ماراثون يومي لمسافة 200 ماراثون في 200 يوم على ساحل بريطانيا العظمى هو تحدٍ استثنائي قام به ستيف جيمس، المصرفي المتقاعد البالغ من العمر 65 عاماً، والذي استطاع تجاوز نصف المشوار بثبات ومثابرة. هذا التحدي الجسدي الشديد أثار اهتمام الباحثين في جامعة إكستر الذين يدرسون تأثيره على كبار السنّ وصحّتهم أثناء هذه الرحلة الصعبة.

رحلة ماراثون يومية لمسافة 200 ماراثون في 200 يوم: بداية مليئة بالتحديات

كانت البداية لهذا التحدي الشاق مليئة بالصعوبات؛ فقد عانى ستيف جيمس خلال الأسبوعين الأولين من بثور مؤلمة على قدميه، وهي مشكلة لم يواجهها خلال 50 عاماً من ممارسته للجري، بالإضافة إلى نوبة نقرس استلزمت زيارته قسم الطوارئ، ما جعل الأمر يبدو وكأنه أكثر تحدٍ جسدي من المتوقع. قال جيمس وفق ما نقلته صحيفة «الغارديان»: «شعرت بقدمي تحت ضغط هائل، ونوبة النقرس كانت مفاجئة، لكن بعد تناول الدواء تحسنت حالتي». رغم هذه الصعوبات، استمر ستيف في تحديه، مؤكدًا أنه الآن يشعر بتحسن.

انطلق الستيني من توبشام على الساحل الجنوبي لديفون في أبريل، متجهاً إلى كِنت في جنوب شرق إنجلترا، ثم شمالًا نحو جون أوغروتس في شمال شرق أسكوتلندا، وهو الآن يواصل تقدمه على الساحل الغربي لأسكوتلندا باتجاه الجنوب. رحلته لا تتبع مساراً محددًا، فهو يخطط لمساره ويعدل عليه باستمرار لمواجهة طبيعة التضاريس المختلفة، خصوصًا في المناطق التي تفتقر إلى مسارات ساحلية واضحة، مثل أسكوتلندا حيث يحتاج لأن يرسم طريقه بنفسه.

التحدي اليومي لماراثون يومي لمسافة 200 ماراثون في 200 يوم: مزيج من الجري والمشي

يمثل خوض ماراثون يوميًا في المتوسط تحديًا جسديًا ومعنويًا هائلًا، لكنه لا يركز على تحقيق أزمنة قياسية، بل على القدرة على الاستمرارية. ستيف يروي أسلوبه قائلاً: «لا أركض بكثافة بشكل يومي، بل أمزج بين المشي والهرولة والجري. أوقف نفسي مرتين في اليوم فقط لأخذ استراحة قصيرة، أحتسي خلالها فنجان قهوة أو أتناول قطعة حلوى، ثم أواصل رحلتي».

يعتمد جيمس نظامًا روتينيًا صارمًا يشبه جدوله اليومي كأنّه عمل عادي، مبينًا أن الاستيقاظ والمغادرة في توقيت محدد هما عنصران أساسيان في نجاحه. رغم أنه لم يكن رياضيًا موهوبًا في شبابه ولم يمارس الرياضة التنافسية بشكل احترافي، إلا أن إرادته القوية ساعدته على المثابرة. لا يتبع جيمس النظام الغذائي الرياضي المتعارف عليه، حيث يتناول وجبات بسيطة مثل رقائق الحبوب، وخبز محشو باللحم المقدد، ويختتم يومه بعشاء يناسبه كسمك مع البطاطا المقلية.

دراسة أثر ماراثون يومي لمسافة 200 ماراثون في 200 يوم على كبار السن

تتابع جامعة إكستر التقدم الصحي لستيف جيمس، حيث تم تقييم حالته الصحية قبل البدء، ويُرسل جيمس بياناته يوميًا للفريق البحثي لتحليلها. تشمل هذه البيانات استهلاكه للسعرات الحرارية، مستويات الأكسجين في الدم، وقياسات العضلات، مما يساعد في فهم تأثير هذا التحدي على رجل مسن في عمره. حتى الآن، خسر ستيف حوالي 10 كيلوغرامات، لكن الباحثين لم يروا أي تأثير سلبي على صحته العامة.

أوضحت فريا هاي، الباحثة في فسيولوجيا التغذية بجامعة إكستر: «يمنحنا هذا التحدي فرصة لفهم كيف يؤثر التحمل البدني الشديد على جسم شخص مسن، ولا يزال الأمر غير واضح ما إذا كان فقدان الوزن بسبب الدهون فقط أو أيضًا الكتلة العضلية». خلال هذه الرحلة، لا يقتصر اهتمام جيمس على الجوانب البدنية فقط، بل يهتم أيضًا بجمع التبرعات لبحوث السرطان وللكشافة في المملكة المتحدة، ويستغل وقته في الاستماع إلى الموسيقى وتعلم اللغة الويلزية «كمرايك».

• انطلق من توبشام في أبريل الماضي.
• مر بكِنت في جنوب شرق إنجلترا.
• واصل شمالًا نحو أسكوتلندا، مضطرًا لرسم طرقه في المناطق التي تفتقر لمسارات ساحلية.
• يعتمد على مزيج من الجري والمشي لتخطي المسافات اليومية.

يقر جيمس بأن الجزء الأصعب من التحدي هو المسافة الجبلية على الساحل الشمالي لديفون وكورنوال، معبراً عن أمله في تأقلم جسده تمامًا مع الصعوبات التي ستواجهه هناك ليتمكن من التكيف دون مشاكل. قصة ستيف تجسد قوة الإرادة وقدرة الإنسان على دفع حدود الجسم حتى في سن متقدمة، وهي مصدر إلهام للعديد ممن يسعون لاختبار قدراتهم الجسدية ومواجهة تحدياتهم الشخصية بشجاعة.