«أبوظبي للغة العربية» يشارك في ندوة بالقاهرة لمناقشة إبداعات المتنبي

المقالة الرئيسية عن مناقشة الدكتور علي بن تميم لكتاب «عيون العجائب في ما أورده أبو الطيب من اختراعات وغرائب» في الجامعة الأمريكية بالقاهرة

تُعد مناقشة كتاب «عيون العجائب في ما أورده أبو الطيب من اختراعات وغرائب» للدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، من أبرز الفعاليات العلمية التي تجمع بين النقد الأدبي المعاصر ودراسة شعر المتنبي بأسلوب مبتكر، حيث تناقش الندوة المنهجية التي اتبعها الدكتور بن تميم في قراءة أشعار المتنبي، مع التركيز على تطبيق أساليب النقد الحديث على الأدب الكلاسيكي، مع محاولة المقارنة بين تجارب شعراء عالميين. تأتي أهمية هذا النقاش في إثراء الدراسات الأدبية وتقديم قاعدة جديدة لطلاب الدراسات العليا في أدب المقارن.

المنهجية النقدية للمتنبي في «عيون العجائب في ما أورده أبو الطيب من اختراعات وغرائب»

ركزت الندوة العلمية التي احتضنتها الجامعة الأمريكية بالقاهرة على استعراض المنهجية الدقيقة التي اعتمدها الدكتور علي بن تميم لدراسة شعر المتنبي ضمن كتابه «عيون العجائب في ما أورده أبو الطيب من اختراعات وغرائب»؛ حيث أشار المشاركون من أساتذة الأدب والأكاديميين إلى أهمية اعتماد هذه الطريقة في تطبيق أساليب النقد المعاصر على الأدب العربي الكلاسيكي، وهو ما يفتح الأفق أمام مقارنة أشعار المتنبي بتجارب شعراء عالميين مختلفة، ما يضفي عمقًا وتحليلًا متجددًا على التجربة الشعرية. وأكدت الدكتورة ريم البرديسي أن الكتاب يصلح كمرجع أكاديمي ضروري لطلاب الدراسات العليا، خصوصًا في أقسام الأدب المقارن، لما يحمله من تحليل دقيق ومضمون غني يتجاوز الطرح التقليدي.

إسهامات نقدية وتميّز اختيار مفهوم «الاختراع» في دراسة المتنبي

شهدت الندوة إضاءات نقدية مهمة؛ حيث وصف الدكتور أحمد درويش التجربة البحثية في كتاب «عيون العجائب في ما أورده أبو الطيب من اختراعات وغرائب» بأنها نموذج مبتكر يسمح بفهم أعمق شعر المتنبي وثقافته؛ فيما أبرز الدكتور أحمد بلبلولة التميز القائم على اختيار مفهوم «الاختراع» كعنوان رئيسي، مشيرًا إلى الترابط بين الاختراعات الشعرية لدى المتنبي والغرائب التي أوردها، وهو ما يطرح تساؤلات جديدة وينفتح على آفاق غير مسبوقة لدراسة هذه التجربة الشعرية العريقة. وقد استعرض الدكتور علي بن تميم في هذا السياق جهود رواد النقد مثل طه حسين ومحمود شاكر، موضحًا أن العديد من الدراسات اللاحقة ظلت تقليدية إلى حد كبير دون تجديد، رغم وجود محاولات جادة للخروج عن الإطار المألوف.

تعدد الأساليب وضرورة التمييز النقدي في قراءة شعر المتنبي

ناقش المشاركون في الندوة تعدد المستويات الشعرية في تجربة المتنبي، مؤكدين أهمية تبني مناهج متعددة لقراءتها، ومن ضمنها منهج التحليل النفسي الذي يفرض ضرورة التمييز الدقيق بين مفهومي «الأنا» و«الذات» عند دراسة النصوص الشعرية، وهو تفصيل مهم يثري الفهم النقدي للنصوص. كما شدد الدكتور مصطفى عمار خلال مداخلته على أن العديد من الباحثين وقعوا في فخ الانبهار بشعر المتنبي، مما أثر على موضوعية الدراسات السابقة، في حين يضع عمل الدكتور علي بن تميم إطارًا منهجيًا واضحًا يتيح تخطي هذه الإشكاليات، ويقدم مقاربة عقلانية ومنطقية متوازنة تعزز النقد الموضوعي لشعر المتنبي. ويجدر ذكر العناصر الأساسية التي تميز هذا العمل:

  • التركيز على المناهج النقدية الحديثة والمعاصرة
  • فتح آفاق مقارنة بين الأدب العربي والكلاسيكي بأدب عالمي
  • الاعتماد على منهج متعدد الأبعاد لقراءة النصوص
  • التمييز بين الأنا والذات في التحليل النفسي للأشعار

يُعتبر كتاب «عيون العجائب في ما أورده أبو الطيب من اختراعات وغرائب» بمثابة خطوة نوعية في الدراسات النقدية العربية، إذ يعيد إنتاج تجربة المتنبي الشعرية بأسلوب يجمع بين الابتكار والدقة العلمية، ما يجعله مرجعًا مهمًا للمشتغلين بالأدب العربي والدراسات المقارنة، ويرسخ مكانة الدكتور علي بن تميم كأحد أبرز النقاد الذين يقدمون طرحًا متجددًا يثري الساحة الأدبية العربية وينقلها إلى مستويات معرفية متقدمة.