مركز أسوان للقلب.. كيف يحفظ الإرث الإنساني لدكتور مجدي يعقوب في وجدان المصريين؟

مركز أسوان للقلب يعد إرثًا إنسانيًا يخلّد اسم الدكتور مجدي يعقوب في وجدان المصريين، حيث جسّد هذا الصرح الطبي العريق رسالة العطاء والتفاني في علاج أمراض القلب بالمجان، مع الحفاظ على أعلى معايير الجودة العالمية في الرعاية الصحية. يشتهر المركز بدوره الحيوي في تحسين حياة آلاف المرضى خاصة في صعيد مصر، ويُعتبر نموذجًا مميزًا لتجسيد حلم طبيب القلب العالمي مجدي يعقوب الذي أضاء سماء الطب بإنجازاته.

مركز أسوان للقلب: قصة نجاح مجدي يعقوب من مصر إلى العالمية

يمثل مركز أسوان للقلب محطة فارقة في حياة الدكتور مجدي يعقوب، الذي بدأ رحلته من بلبيس بمحافظة الشرقية عام 1935، في أسرة قبطية تهتم بالعلم والتعليم. تأثر يعقوب بوالده الطبيب الجراح، مما دفعه لأن يتخصص في جراحة القلب، وهو المجال الذي كان في وقته تحديًا علميًا كبيرًا. بعد انتقاله إلى بريطانيا في الستينيات، أصبح يعقوب أحد أبرز الأسماء في جراحات القلب المفتوح وزراعة القلب، ولعب دورًا رياديًا في إجراء أول عملية زرع قلب ناجحة في بريطانيا عام 1980.

حصل يعقوب على لقب “سير” ووسام الاستحقاق البريطاني تقديرًا لإنجازاته الطبية، وهو الآن واحد من أكثر العلماء العرب تقديرًا عالميًا، مما ينعكس على مدى تأثير مركز أسوان للقلب الذي أسسه في مصر، ويُبرز موقعه كمنارة للطب والإنسانية.

مركز أسوان للقلب: رسالة متجددة لعلاج مرضى القلب في صعيد مصر

يُجسد مركز أسوان للقلب حلم الدكتور مجدي يعقوب في توفير علاج حديث ومجاني لمرضى القلب في صعيد مصر، حيث تواجه كثير من الأسر تحديات كبيرة في الوصول إلى الرعاية الطبية المتخصصة. تأسّس المركز في 2009 كنموذج غير ربحي يُعالج الأطفال والكبار دون أي مقابل، ويوفر خدمات طبية متقدمة بأيدي فريق طبي مصري متميز يتم تدريبه بإشراف يعقوب.

إن تفاني يعقوب يتجلى في تخصيصه وقتًا طويلاً بين غرف العمليات والمرضى، بدون تقاضي أجر، متحدثًا معهم بلغة بسيطة وابتسامة دافئة، ليكون أكثر من مجرد طبيب، بل أبًا روحيًا يزرع الأمل خصوصًا في قلوب الأطفال. يعتمد المركز على معايير رفيعة تضمن جودة العلاج، مما جعله يحتل مكانة رائدة في الشرق الأوسط وأفريقيا.

مركز أسوان للقلب وسير مجدي يعقوب: نموذج للعطاء والإنسانية

يعتبر مركز أسوان للقلب صورة مشرفة لمصر على الساحة العالمية، حيث يصور الإرث الإنساني والدور الخيري للدكتور مجدي يعقوب الذي أصبح قدوة للأجيال، ومصدر إلهام للأطباء الشباب الذين يرون فيه النموذج الأمثل للإخلاص والتفاني في العمل. يعقوب الذي يفضل العمل بصمت بعيدًا عن الأضواء، يرى في نجاح كل عملية قلب تحديًا إنسانيًا أكبر من أي تكريم رسمي، مؤكدًا أن “أكبر تكريم لي هو أن أرى طفلًا يعود للحياة”.

• تأسيس المركز عام 2009 بهدف تقديم خدمات مجانية
• تجهيز المركز بأحدث تقنيات جراحة القلب
• تدريب الأطباء وتطوير الكوادر الطبية المحلية
• جذب الدعم والتبرعات لتوسيع نطاق الخدمات

خلال الفترة الأخيرة، انتشرت إشاعات عن وفاة الدكتور يعقوب، لكنها سرعان ما نُفت عبر بيان رسمي من مؤسسة مركز أسوان للقلب، مؤكدة صحته الجيدة وإقامته في إنجلترا، مما جعل محبيه يجددون الدعاء له، مؤكدين أن مكانته الوطنية والإنسانية لا يمكن أن تُنسى أو تُمحى.

يبقى مركز أسوان للقلب تجسيدًا حيًّا لإرث طبي وإنساني خالد، يعكس رحلة طبيب فذ لم يعالج القلوب فقط، بل فتح قلوب البشر نحو مزيد من الحب والعطاء، ليخلّد اسم مجدي يعقوب في ذاكرتهم والأجيال القادمة.