خبير يحسم الجدل: هل يشكل تسونامي المحيط الهادئ تهديداً للدول العربية؟

تسونامي المحيط الهادئ هل يهدد الدول العربية؟ تحليل شامل لآراء الخبراء

تسونامي المحيط الهادئ وتأثيره المحتمل على الدول العربية

تشكل موجات تسونامي المحيط الهادئ مصدر قلق كبير للمناطق الساحلية حوله، حيث ضرب زلزال بقوة 8.8 درجة على مقياس ريختر شرق روسيا، ما أدى إلى توليد موجات مد عالٍ عبر المحيط الهادئ أثرت على اليابان وهاواي، وانتشرت هزات ارتدادية بلغت 6.9 درجة، مما زاد من تعقيد الوضع. وقد تم رصد موجات تسونامي بين 3 إلى 4 أمتار في شبه جزيرة كامتشاتكا، و60 سنتيمترًا في شمال اليابان، وأقل من 30 سنتيمترًا في جزر ألوشيان. رغم هذه الأحداث، تساءل كثير من المتابعين في العالم العربي: هل تسونامي المحيط الهادئ يشكل خطرًا على الدول العربية، خاصة مع استمرار تحرك هذه الموجات وظهور تحذيرات رسمية تشير إلى استمرار تأثيرها لفترات طويلة.

آراء الخبراء حول مدى تهديد تسونامي المحيط الهادئ للدول العربية

يؤكد الدكتور محمد عز العرب، المختص في رصد الزلازل بمصر، أن تسونامي المحيط الهادئ يتولد عادة من زلازل بحرية ذات قوة لا تقل عن 6.5 درجة، لكن موقع الزلزال في “الحزام الناري” شرق روسيا، يبعد آلاف الكيلومترات عن الدول العربية، ولهذا السبب لا يشكل تهديدًا مباشرًا عليها. ويتفق الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة، مع هذا الرأي، مشيرًا إلى أن موجات التسونامي التي أثرت على اليابان قد تمتد لدول ذات سواحل على المحيط الهادئ مثل إندونيسيا وأستراليا، لكن أثرها على مصر والدول العربية ضعيف ومعدوم عمليًا.

تسونامي المحيط الهادئ: دروس تاريخية وتوصيات للدول العربية

يُذكر أن هذا الزلزال هو الأكبر منذ زلزال اليابان في مارس 2011 الذي بلغت قوته 9.0 درجة، وتسبب في تسونامي هائل تجاوز ارتفاعه 40 مترًا، مخلفًا دمارًا واسعًا على اليابان. وبناءً على دروس تلك الكوارث، شدد الدكتور طه رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية في مصر، على ضرورة تطوير الدول العربية بنيتها التكنولوجية الخاصة برصد الزلازل والأمواج البحرية، مع تطبيق الكود الزلزالي في تصميم المباني. وأكد على أهمية الاستعداد عبر التوعية المجتمعية، وإنشاء خطط الطوارئ التي تشمل الإخلاء والإيواء، بالإضافة إلى تعزيز قدرات الإنذار المبكر للحد من المخاطر في المستقبل، حتى وإن تعززت احتمالات التأثر بشكل ضئيل.

• تطوير محطات الرصد البحري والزلازلي في الدول العربية
• تنفيذ الكود الزلزالي في التصاميم العمرانية الجديدة
• التوعية المجتمعية بخطط الإخلاء والطوارئ
• تعزيز أنظمة الإنذار المبكر والكشف المبكر عن الكوارث البحرية

تشير هذه الأحداث إلى أن تسونامي المحيط الهادئ لا يشكل خطرًا مباشرًا على الدول العربية، لكنها تضع أمامها تحديًا في تعزيز إجراءات الحماية والاستعداد، حيث تشكل الكوارث الطبيعية دعوة مستمرة لتطوير البنية التحتية والتخطيط الوقائي الذي يضمن تقليل الأضرار الناجمة عن أي موجة مد مرتقبة. حتى وإن لم يكن تسونامي المحيط الهادئ مهددًا للدول العربية بشكل مباشر، إلا أن هذا الحادث يسلط الضوء على أهمية الجاهزية التامة للحفاظ على الأمن والسلامة في مواجهة أي طارئ جبري.