شوف التفاصيل: “الدراما ودورها في تشكيل قيم الشباب” بالأعلى للثقافة

تلعب الدراما دورًا بالغ الأهمية في تشكيل وعي الأفراد، خاصة الشباب والنشء، حيث تسهم في ترسيخ القيم الاجتماعية والثقافية والمؤسساتية. ولأن الدراما المصرية كانت دومًا مركزًا للإبداع والتأثير، فإنها تجذب أنظار المجتمع والعالم، مما يرفع سقف التحديات أمام صناع المحتوى. فتوجيه الدراما نحو بناء قيم الانتماء والوعي بات ضرورة تفرضها تحديات الحاضر.

الدراما وتأثيرها في تشكيل وعي الشباب

لا تزال الدراما أحد أكثر أدوات التأثير قوّةً في المجتمعات، حيث تُساهم في بناء إدراك الشباب لمعاني المسؤولية والانتماء. ونوّه الدكتور طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، بأهمية الرؤية التي طرحتها القيادة السياسية المصرية في هذا المجال، والتي عزّزت الوعي بأثر الإعلام البصري في تشكيل هوية الشباب؛ فالتجارب العظيمة مثل مسلسلات “الاختيار” والأفلام الوطنية كـ”الممر” سلطت الضوء على قضايا متعددة مع التأكيد على دور الفن في تقوية القيم. كما دعا صناع الدراما لمراعاة جودة المحتوى والابتعاد عن التجاوزات التي قد تضر بالوعي الجمعي.

معايير أخلاقية وأسس للدراما الإيجابية

أكدت لجان متخصصة على ضرورة أن تتبنى الأعمال الإعلامية أسسًا واضحة للارتقاء بالذوق العام، منها التركيز على الرسائل الإيجابية وتجنب مشاهد التخريب، كالشتائم أو تمجيد الجريمة، التي وصفها الدكتور حسين حسني بأنها الأكثر انتشارًا حاليًا. كما أشار إلى أهمية الالتزام بمعايير تحترم عقل المشاهد وتخصص مساحة للمواضيع الاجتماعية التي تزرع الإيجابية في النفوس؛ فأفراد الأسرة والمجتمع يعولون على الإعلام في إنتاج محتوى يُحسن الواقع ويلهم الأجيال القادمة.

مستقبل الدراما ودورها التنموي

تطرقت السفيرة سامية بيبرس والإعلامية عبير حلمي إلى دور الدراما ليس فقط في الترفيه بل كأداة ضرورية لفهم التحديات المعاصرة ونقل القيم الوطنية بأسلوب يسهم في صقل الروح الثقافية للمجتمع. ويرى الخبراء أنه مع التحولات الرقمية وزيادة منافسة المنصات العالمية، يُعَد تطوير المحتوى الذي يحترم هوية مصر وتاريخها ضرورة استراتيجية. علاوةً على ذلك، أشارت الأبحاث إلى حاجة الدراما لتبني التفكير الإبداعي والاستفادة من مشاريع التخرج الجامعية كفرصة للنهوض.

وعلى صعيد آخر، تناولت النقاشات أهمية المسلسلات التاريخية والاجتماعية في بناء رؤية حقيقية للأجيال الحالية، مؤكدةً أن المجتمع يعي جيدًا الفارق بين العمل الفني الهادف ومحتويات الترفيه الاستهلاكية. ويبقى الأمل معقودًا على تعزيز التعاون بين المؤسسات الإعلامية والتعليمية والقيادية للنهوض بالدراما كصناعة ذات تأثير ثقافي تترك أثرًا إيجابيًا يتجاوز حدود الشاشة.