خدمات الذكاء الاصطناعي تواجه مخاطر حقيقية بعد تحذيرات كبار الخبراء اليوم

الفقاعة الاستثمارية في قطاع الذكاء الاصطناعي تثير قلق المستثمرين بسبب ارتفاع تقييم الشركات بشكل غير منطقي وتدفق رؤوس الأموال بسرعة، مما يعيد إلى الأذهان تجربة فقاعة الإنترنت قبل أكثر من 25 عامًا، فهل يتكرر التاريخ مع موجة استثمارات الذكاء الاصطناعي الحالية؟

تزايد الإنفاق العملاق وظهور فقاعة الاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي

حذر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة “أوبن إيه آي”، من احتمالية تشكل فقاعة استثمارية في قطاع الذكاء الاصطناعي، مستندًا في ذلك إلى الارتفاع غير المنطقي في تقييمات الشركات وتدفق رؤوس الأموال بسرعة كبيرة، مما يثير مخاوف تتعلق باستقرار السوق. إن الحماس المفرط لهذا القطاع انعكس بوضوح على الإنفاق الضخم من قبل الشركات التقنية على بناء وتعزيز البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، والتي لا تتوقف عن التزايد شهريًا. ومن أبرز الأمثلة على هذا الإنفاق الضخم توقعات شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة الإنفاق الرأسمالي لهذا العام على الذكاء الاصطناعي، حيث تبلغ نفقات “مايكروسوفت” نحو 120 مليار دولار، وتليها “أمازون” بأكثر من 100 مليار دولار، ومن ثم “ألفابت” التي تبلغ نفقاتها حوالي 85 مليار دولار. هذه الأرقام تعكس سباقًا محمومًا لتلبية الطلب الذي يتصاعد بسرعة ولكنه يثير في الوقت ذاته تساؤلات حول مدى استدامة هذا النمو.

التشابه والاختلاف بين فقاعة الإنترنت وفقاعة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي

في حين أن بعض الخبراء يرون إمكانية وجود تشابه بين فقاعة الإنترنت في أواخر التسعينيات وحالة حماس الاستثمار في قطاع الذكاء الاصطناعي، فإن آخرين يستبعدون هذه المقارنة بشكل قاطع. فقد نفى روب رووي، المحلل في “سيتي بنك”، فرضية تشابه الفقاعتين، مشيرًا إلى أن شركات الذكاء الاصطناعي الحديثة تتميز بأرباح قوية وتدفقات نقدية تمويلية كافية تعزز عملياتها؛ وهو عكس ما كان عليه الحال مع شركات الإنترنت التي كانت تعتمد على تمويلات ضخمة رغم عدم تحقيقها أرباحًا فعلية. وأوضح رووي أن موجة الاستثمار الحالية ليست مجرد حماس عابر، بل تعكس تحولات هيكلية في الاقتصاد العالمي، لا سيما مع النمو السريع للخدمات الرقمية التي أصبحت تشكل حصة كبيرة من الصادرات العالمية، مما يدعم استمرار الإنفاق التقني وتطوير قطاع الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع. ومع ذلك، يرى جو تساي، رئيس مجلس إدارة “علي بابا”، أن التوسع المفرط في بناء مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي قد يفوق حاجة السوق الفعلية، خاصة مع ظهور مشاريع تمول دون وجود عقود واضحة مع العملاء، وهي مؤشرات على تكوّن فقاعة محتملة.

مخاطر وفرص الفقاعة الاستثمارية في قطاع الذكاء الاصطناعي على المستثمرين

أثار الارتفاع الكبير في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي قلق المستثمرين، خصوصًا مع تنافس النماذج الصينية عالية الأداء التي تقدم تكلفة أقل، مثل نموذج “ديب دسيك” الذي حظي باهتمام واسع في وول ستريت. وبالرغم من المخاوف، أشار تحليل صادر عن “جولدمان ساكس” إلى أن صعود أسهم التكنولوجيا في السنوات الأخيرة لا يمثل بالضرورة فقاعة، لأن الشركات تستند إلى أسس مالية قوية تدعم هذا النمو. من ناحية أخرى، يحذر تورستن سلوك، كبير الاقتصاديين في “أبولو جلوبال مانجمنت”، من مبالغة في تقييم أكبر 10 شركات ضمن مؤشر “إس آند بي 500” أكثر من التسعينيات، ما قد يجعل انفجار الفقاعة القادمة أكثر حدة. لذا، يُوصى المستثمرون باتباع استراتيجية مدروسة عبر تنويع محافظهم الاستثمارية لتجنب الصدمات المحتملة، مع الأخذ بالاعتبار أن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يبقى فرصة واعدة على المدى الطويل، رغم المخاطر قصيرة الأمد.

• حذر سام ألتمان من فقاعة استثمارية في الذكاء الاصطناعي بسبب ارتفاع التقييمات.
• بعض المشاريع الممولة لا ترتبط بعقود واضحة مع العملاء، مما يثير مخاوف.
• تحولات هيكلية في الاقتصاد تدفع الاستثمار الرقمي ونمو الذكاء الاصطناعي.
• المستثمرون يتوخون الحذر بسبب المنافسة النشطة والنماذج التكنولوجية الصينية.
• تنويع المحافظ الاستثمارية يعد وسيلة لتفادي الصدمات المحتملة في السوق.