كييف تعلن استرداد مئات الجثث من روسيا.. ما تفاصيل العملية العسكرية؟

روسيا تعيد جثث ألف جندي أوكراني ضمن اتفاقيات تبادل بين الدولتين، حيث أكدت كييف الثلاثاء استلام هذه الجثث في إطار التعاون المحدود بين الطرفين المتحاربين، والذي يُعتبر أحد ندر المجالات التي شهدت تعاونًا مباشرًا منذ بدء النزاع في فبراير 2022، وهو الأمر الذي يعكس أهمية ملف تبادل الجثث وأسرى الحرب في المحادثات الجارية.

تفاصيل إعادة جثث الجنود الأوكرانيين وفق الاتفاقيات الإنسانية

أعلنت الهيئة الحكومية الأوكرانية المسؤولة عن تنسيق عمليات تبادل الجثث وأسرى الحرب عبر منصة “تليغرام” أن روسيا سلمت ما يقرب من ألف جثة عسكري أوكراني، مشيرة إلى وجود خمسة من بين هؤلاء الجنود قضوا أثناء وجودهم في الأسر الروسية، وهو ما يعكس الظروف المعقدة التي تعرض لها بعض الأسرى خلال فترة اعتقالهم. وأكد الجانب الأوكراني أنه بصدد إجراء فحوصات دقيقة لتحديد هوية الرفات التي وصلت من مناطق القتال في شرق البلاد وكذلك من منطقة كورسك الروسية، في خطوة ضرورية لضمان دقة البيانات وحفظ كرامة العسكريين المتوفين.

اتفاق إسطنبول ووقف إطلاق النار المؤقت لإنقاذ الجرحى وجمع الجثث

في شهر يونيو 2025، تم التوصل إلى اتفاق في إسطنبول بين روسيا وأوكرانيا ينص على تسليم كل دولة ما يصل إلى 6000 جثة عسكرية، إلى جانب تبادل أسرى الحرب، مع التركيز على الحالات الإنسانية مثل المرضى والمصابين بجروح خطيرة، والشبان تحت سن 25 عامًا. وقال رئيس الوفد الروسي فلاديمير ميدينسكي في الشهر الماضي إن موسكو اقترحت وقف إطلاق نار مؤقت يستمر 24 إلى 48 ساعة يسمح بجمع الجرحى ونقل جثث الجنود، مما يعكس اهتمام الطرفين بتخفيف معاناة المتضررين من الحرب. وأشار ميدينسكي إلى أن جميع الاتفاقيات الإنسانية التي تم الاتفاق عليها خلال الجولة الثانية من المفاوضات قد نُفذت، وتم إنجاز عملية تبادل الأسرى الثانية التي وصفت بأنها غير مسبوقة في تاريخ النزاع.

عمليات تبادل الأسرى وإعادة جثث الجنود بين كييف وموسكو

منذ الاتفاق في إسطنبول، أجرى الطرفان أربع عمليات تبادل أسرى أدت إلى استرجاع أوكرانيا لجثامين 4812 جنديًا، وهو رقم يعكس التزام الجانبين بتنفيذ بنود التبادل رغم استمرار الحرب. وشهدت مايو ويونيو 2025 عقد جولتين من المحادثات التي لم تحقق تقدمًا ملموسًا لإنهاء النزاع، لكنها أسفرت عن اتفاقات حساسة مثل إطلاق سراح مئات السجناء من كلا الطرفين وإعادة رفات مقاتلين، حسب ما نقلت وكالة فرانس برس. وفي هذا السياق، يمكن تلخيص الجهود الإنسانية المشتركة في النقاط التالية:

• إعادة جثث العسكريين وتسليمها إلى الطرف الأوكراني.
• تبادل أسرى الحرب خاصة المرضى والمصابين بجروح خطيرة.
• تنفيذ وقف إطلاق نار قصير الأمد لجمع الجرحى والجثث.
• إجراء فحوصات لتأكيد هوية الرفات المستلمة.

تُعد عمليات إعادة جثث الجنود وتبادل أسرى الحرب من المبادرات الإنسانية النادرة التي جمعت كييف وموسكو منذ انطلاق نزاع فبراير 2022؛ حيث مثلت هذه العمليات ثمرة مباشرة وحيدة للمفاوضات التي جرت في إسطنبول، رغم فشلها في تحقيق تقدم سياسي لإنهاء القتال. هذا التعاون المحدود بين الطرفين يعكس حرصًا نسبيًا على الجوانب الإنسانية وسط أجواء الصراع، مما يمنح الأمل في إمكانية توسيع مجالات الحوار مستقبلاً.