انخفاض جديد في أسعار النفط مع تعثر جهود السلام في أوكرانيا.. فكيف سيكون تأثيره؟

ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف اليوم الجمعة مع تراجع الآمال في التوصل إلى اتفاق سلام قريب بين روسيا وأوكرانيا، مما عزز من علاوة المخاطر التي يفرضها البائعون، ووضع الأسعار على مسار لإنهاء موجة خسائر دامت أسبوعين. هذا الارتفاع يعكس تحركات الأسواق وسط التطورات السياسية والاقتصادية الأخيرة التي تؤثر بشكل مباشر على السوق العالمية للنفط.

تراجع آمال السلام بين روسيا وأوكرانيا وتأثيرها على أسعار النفط

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا نتيجة تراجع الآمال في التوصل إلى اتفاق سلام وشيك بين روسيا وأوكرانيا، وهو ما أدى إلى زيادة في مخاطر السوق التي يتعامل معها البائعون بحذر أكبر؛ فالتوترات المستمرة أدت إلى موجة بيع مكثفة في العقود الآجلة للنفط خلال الأسبوعين الماضيين. صعدت العقود الآجلة لخام برنت 12 سنتًا لتصل إلى 67.79 دولارًا للبرميل، بينما ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 13 سنتًا إلى 63.65 دولارًا، مسجلة مكاسب ملحوظة بعد خسائر مستمرة. هذا الارتفاع جاء بعد تحقيق برنت مكاسب بنسبة 2.7% خلال الأسبوع، وخام غرب تكساس بنحو 1.1%، رغم استمرار المخاوف السياسية التي تحفز تداولات النفط على اعتبارها عاملًا مؤثرًا.

تقارير المخزونات الأمريكية وتأثيرها المباشر على سوق النفط

كان لتقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أثر كبير على تحركات أسعار النفط، إذ أظهرت بيانات أولية انخفاض المخزونات الأمريكية بمقدار 6 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 15 أغسطس، متجاوزة توقعات المحللين التي كانت تشير إلى انخفاض يبلغ 1.8 مليون برميل فقط. هذا الانخفاض المفاجئ في مخزونات النفط يساهم في دعم الأسعار بشكل بطئ، حيث يلعب التوازن بين العرض والطلب دورًا حاسمًا في تحركات السوق، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية والاقتصادية. يعد مراقبو السوق هذه البيانات مؤشرات حيوية تسمح لهم بتقييم حالة سوق النفط على المدى القريب، بالإضافة إلى توقعات الطلب العالمي وتأثيرها على الأسعار.

مؤتمر “جاكسون هول” والفيدرالي الأمريكي وتأثيرهما على أسعار النفط

يرتقب المستثمرون مؤتمر البنك الاحتياطي الفيدرالي في جاكسون هول، ولاية وايومنغ، والذي يُعد الحدث السنوي لمحافظي البنوك المركزية حول العالم، حيث من المنتظر أن يلقي رئيس الفيدرالي جيروم باول خطابًا هامًا قد يحمل مؤشرات حول خفض محتمل في أسعار الفائدة الشهر المقبل. هذا الحدث لا يقل أهمية عن التطورات السياسية، إذ إن تحركات الفيدرالي تؤثر على استقرار الأسواق المالية وأسعار السلع بشكل عام، ومنها النفط. إذ يمثل خفض أسعار الفائدة عاملًا محفزًا للسوق، حيث يقلل تكلفة الاقتراض ويزيد من الإنفاق الاستهلاكي، مما يدعم الطلب على النفط.

نوع الخام السعر الحالي (دولار للبرميل) الارتفاع اليومي (سنت) المكاسب الأسبوعية (%)
خام برنت 67.79 12 2.7%
خام غرب تكساس الوسيط 63.65 13 1.1%

هناك عدة عوامل واضحة تحيط بتقلبات أسعار النفط التي يشهدها السوق مؤخرًا، من أبرزها:

  • تطورات الصراع الروسي الأوكراني وتأثيراتها على الطلب والعرض
  • تغيرات المخزونات النفطية في الأسواق الكبرى ودورها في تحديد الأسعار
  • سياسات البنك الفيدرالي الأمريكي والتوقعات الاقتصادية المتعلقة بأسعار الفائدة

حركة أسعار النفط اليوم تعكس حالة من الحذر والترقب في الأسواق، إذ يتعامل المستثمرون مع مجموعة معقدة من العوامل التي تدفع الأسعار للتحرك بوتيرة متفاوتة، ما يعزز أهمية متابعة الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية عن كثب. مع تزايد المخاطر السياسية وتؤثرات تقارير المخزونات الرسمية وتحركات الفيدرالي، يظل النفط سلعة حساسة تتأثر بأدنى تغيرات كما يظهر من ارتفاعات طفيفة في الأسعار بعد فترة خسائر مستمرة.