لحياة أفضل.. كيف يواجه الناس تحديات ليلة في سوق الجملة؟

العمل في سوق الجملة ليلاً يجسد قصة كفاح يومي مستمرة لأناس كثيرين، يعيشون ظروفًا صعبة ويقاتلون من أجل لقمة عيشهم، في الوقت الذي يتحول فيه الليل لبداية نشاطٍ جديدٍ مليء بالتحديات. من خلال صور السوق المتنوعة، نكتشف كيف يتكاتف هؤلاء العمال بالرغم من جسامة التعب، حاملين أعباء الحياة بصبرٍ وعزيمة.

قصص الكفاح والعمل المتواصل في سوق الجملة ليلاً

لدى منتصف الليل، تنطلق السيدة باي دوك في رحلتها بين أروقة السوق، حاملة سلتيها المليئتين بالأرز المكسور والمعكرونة المقلية، صاخبةً بصوتها لتنادي: “من يريد أرزًا ونودلز؟”، بينما تتجول بسرعة بين الزبائن، محاولةً بيع ما بين 20 و30 صندوقًا يوميًا بسعر 15,000 دونج للصندوق، ليكفي عيشها مع زوجها البسيط. لا يكتفي السوق عند هذا الحد، فالسيد ساو كوا البالغ من العمر 70 عامًا، يقود دراجته النارية القديمة محملاً بأكياس الخضراوات يوميًا وسط ليل لا يرحم، حيث يجمع البضائع من التجار ليُعيد بيعها في سوق تاك رانغ. مع غياب وسائل الراحة، تؤكد أحوال الفقر المستمرة والاعتماد على العمل الليلي مدى صلابة هؤلاء الأشخاص والتزامهم بكسب الرزق رغم كل الصعوبات. ينام ساو كوا ساعات قليلة متقطعة أحيانًا أثناء العمل، بينما يستمر في مواجهة الأيام بالعمل والتوفير حتى يحصل على الحد الأدنى لتغطية حاجيات البيت ودفع الإيجار، دون أن يشكو قسوة الحياة، بل يحتفي بالبساطة التي تسمح له بإعالة أسرته.

الجانب الإنساني والتكاتف بين العمال في سوق الجملة ليلاً

في تلك البيئة المزدحمة والباردة، يتجلى جانب الرحمة والود الإنساني بين العاملين، فبينما تتصارع الأرواح من أجل كل ربح يسهل الحياة ولو قليلاً، تتحول العلاقات إلى روابط أخوية تُشعر كل منهم بالقوة، خاصةً في لحظات الشدة. يراقب أحيانًا أحد البائعين دكانه نيابةً عن الآخر، ويتشارك الجميع البضائع غير المباعة، كالهدايا التي تخفف أيام السوق الهادئة. توضح السيدة هونغ ين هذه الروح النبيلة: “عندما تقل البضاعة لدي، أشاركها مع الآخرين، وإذا تعثر بيعي، يدير زملائي البيع بنيابة عني”. أما السيد هونغ، فيحمل الخضروات من تشاو دوك ويفر التفاهم بين الجميع عبر مشاركته ما لم يُبع، مؤكدًا أن التعاون لا يقل أهمية عن العمل نفسه. في ذلك الإطار، نرى مثالًا يلخص الجو الحميم: حين انقلبت عربة الفاكهة للسيد هاي هوانغ، لم ينتظر أحدهم أن يُطلب منه المساعدة، بل اندفع الجميع ليستعيدوا معًا المنتجات، مستخدمين القمصان في تنظيفها بحنان نابع من الاحترام والتعاطف.

قصص شخصيات من سوق الجملة ليلاً تعكس الصبر والمثابرة

في دروب سوق راش سوي، تظهر شخصيات مختلفة تمثل روح السوق الحية؛ السيدة هوينه ثي نام التي تبيع تذاكر اليانصيب طوال الليل، تجمع بين مسؤولياتها رعاية زوجها في النهار والعمل ليلاً فتتحلى بحب ومثابرة لا تعرف الكلل، رغم برد الليل ورياحه. أما السيد با، سائق التوك توك الذي يجوب السوق ويحمل كل ما يُطلب منه، فقد لمس كرم الباعة حين أُعطِي أرزًا دبقًا مجانًا عندما نسى نقوده، تجربة ختمت لياليه الطوال بابتسامة دافئة على وجهه المتعب. كل هؤلاء الأشخاص يعكسون كفاح البقاء في سوق الجملة ليلاً، فبينما تصارع الحياة وزخمها، لا يفقدون أبدًا روح الدعم المتبادل التي تجعل من السوق ملاذًا للحياة الجميلة والقيم الإنسانية.

الاسم المهنة والدور العمل الليلي ملاحظات
باي دوك باعة الأرز والمعكرونة بيع الأرز والمعكرونة من 11 مساءً تبيع 20-30 صندوقًا يوميًا بسعر 15,000 دونج للصندوق
ساو كوا تاجر خضروات شراء الخضروات بالليل وبيعها في سوق تاك رانغ يعيش في غرفة صغيرة مع عائلته وينام ساعات قليلة
هوينه ثي نام باعة تذاكر اليانصيب بيع التذاكر من 11 مساءً حتى 5 صباحًا ترعى زوجها في المستشفى نهارًا وتعمل ليلاً
با سائق توك توك تنقل البضائع داخل السوق طوال الليل يحصل على دعم من الباعة في اللحظات الصعبة
  • العمل يبدأ عند منتصف الليل ويستمر حتى الفجر
  • يتحمل العاملون مشاق الطقس والظروف دون كلل
  • تتسم العلاقات بالود والمساعدة المتبادلة
  • الرعاية الأسرية والإصرار يرافقان العمل الليلي المتواصل