انخفاض مفاجئ في أسعار الأرز بالغرب.. ما هي الأسباب وراء ذلك؟

أسعار الأرز في فيتنام تتراجع بشكل مستمر منذ قرار الفلبين حظر استيراد الأرز الفيتنامي لمدة 60 يومًا، مما أثار قلق المزارعين في المناطق الغربية للبلاد. هذا الانخفاض الحاد الذي تجاوز 1000-2000 دونج للكيلوغرام أثر بشكل مباشر على دخل المزارعين، خاصة مع تراجع إنتاجية محاصيل الموسم الصيفي والخريفي الحالية، بالإضافة إلى زيادة تكاليف الزراعة وسط ظروف مناخية صعبة.

انخفاض أسعار الأرز في فيتنام وتأثيره على الإنتاج والربحية

في 27 أغسطس، أكد السيد لي تيان سي الذي يملك أكثر من 100 هكتار من حقول الأرز في بلدية ماي هوونغ بمدينة كان ثو، أنه يتابع أسعار الأرز يوميًا وواجه خيبة أمل متزايدة بسبب الانخفاض المستمر في السعر؛ حيث كان سعر أرز OM18 في يوليو حوالي 7500 دونج للكيلوغرام، لكنه تراجع اليوم إلى ما قرُب من 5700 دونج فقط، بانخفاض تجاوز 1800 دونج في أقل من 20 يومًا وهذا يشكل عبئًا كبيرًا على المزارعين، خصوصًا مع انخفاض محصول الأرز الصيفي والخريفي من 600-650 كجم/ 1000 متر مربع إلى 450 كجم فقط، بفارق 150-200 كجم مقارنة بالعام الماضي. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت تكلفة الأسمدة والمبيدات لتصل إلى 2.5 مليون دونج للكيلوغرام، مما زاد من الخسائر، وعمل السيد سي على وصف حال المزارعين الذين لم يتمكنوا إلا من تحقيق أرباح ضئيلة أو حتى تكبدوا خسائر فادحة، مؤكدًا أن من تمكنوا من تحقيق ربح هم نادرون.

أما السيد لي كووك دات من بلدية دونج تاي في مقاطعة آن جيانج فأوضح أن سعر الأرز انخفض حاليا بنحو 2000 دونج مقارنة بنفس الفترة في السابق، وبالمقارنة مع الشهر الماضي، بلغ سعر أرز OM18 وDai Thom 8 نحو 5600 دونج للكيلوغرام، بينما تتراوح أنواع الأرز الأخرى بين 5200 و5300 دونج فقط، وهو ما يفاقم من صعوبات المزارعين.

تحديات السوق المستوردة وتأثير حظر الفلبين على أسعار الأرز في فيتنام

يرسم المزارعون صورة قاتمة لسوق الأرز الحالي، حيث تحدّث السيد دات عن خسائر المزارعين الذين يستأجرون الأراضي والتي لم تعد تحقق ربحًا؛ فقد توقفت شركات السمسرة والتجارة عن شراء الأرز خوفًا من عدم توفر الأموال، في حين أن السيد دات نفسه وجه قلقه بسبب توقف الفلبين عن استيراد الأرز الفيتنامي، إذ يشير إلى أن السعر المثالي يجب أن يكون حوالي 7000 دونج لتحقيق الربح المطلوب.

من جهتها، بينت السيدة هونغ ثام، تاجرة الأرز في بلدية داي نجاي بمدينة كان ثو، أن هذا الانخفاض يأتي نتيجة توقف مؤقت للعديد من الدول عن استيراد الأرز، مما أدى إلى هبوط حاد في أسعار محاصيل الصيف والخريف. وعادة ما كان يتم التنافس بين التجار لوضع الودائع وضمان الأسعار قبل الحصاد بـ20-30 يومًا، إلا أن هذا الموسم شهد موقفًا غير معتادًا حيث يخشى التجار من المخاطرة بإيداع أموالهم مبكرًا، وينتظرون حتى قرب موسم الحصاد لتحديد الأسعار لتجنب الخسائر.

وفي سياق الدعم والمساندة، أكد السيد ترام كووك لونج، المدير العام لشركة فينا ترونج لونج التجارية المحدودة في كان ثو، أن صعوبة تحصيل الديون تتضاعف في سنوات تراجع المحاصيل وارتفاع الأسعار؛ حيث توفر شركته الأسمدة للمزارعين، ويشعر براحة عندما يبيع المزارعون إنتاجهم بأسعار جيدة، معبرًا عن تعاطفه العميق مع معاناة المزارعين هذا العام وسط الظروف الصعبة.

ارتفاع مخزون الأرز عالمياً وتأثيره على أسعار الأرز في فيتنام

كشف السيد دينه مينه تام، مدير شركة ماي المحدودة في دونج ثاب، أن أسعار الأرز الخام المخصص للتصدير إلى الفلبين انخفضت بشدة منذ توقف الاستيراد الفلبيني مؤقتًا، حيث تراجعت من أكثر من 8800 دونج للكغم إلى أقل من 8000 دونج، ويُعد السوق الفلبيني أكبر مستورد لأرز فيتنام حيث يستحوذ على أكثر من 40% من صادرات الأرز. وقف الاستيراد من الفلبين أثر على الطلب وأجبر الموردين على تقليل مشترياتهم، مما دفع بأسعار الأرز للانخفاض، إلى جانب ضغط واردات الأرز من كمبوديا.

• توقف استيراد الفلبين لمدة 60 يومًا
• زيادة مخزون الأرز الكمبودي في السوق الفيتنامي
• ارتفاع العرض عالميًا مع استعداد الهند لطرح أكثر من 20 ألف طن من الأرز قريبا

وبحسب السيد تام، نظرا لكبر حجم المخزونات العالمية، من المتوقع استقرار أسعار الأرز أو استمرارها في الهبوط حتى نهاية عام 2025، مشيرًا إلى أن الطلب داخل السوق المحلية في فيتنام ضعيف حاليًا.

من جانبه، أكد السيد فام تاي بينه رئيس مجلس إدارة شركة ترونغ آن للتكنولوجيا الزراعية المساهمة في كان ثو أن معظم الدول أصبحت مكتفية ذاتيًا من الغذاء، مما قلل من القدرة الشرائية للأرز الفيتنامي. وأوضح أن حظر استيراد الأرز الفيتنامي من قبل الفلبين التي تشكل نحو 40% من السوق التصديري بالإضافة إلى دول أخرى، يجعل من الصعب توقع ارتفاع الأسعار حتى نهاية العام، خاصة مع بقاء محاصيل الصيف والخريف لم تُحصد بعد، فضلاً عن وجود محصول الخريف والشتاء القادم. ولذلك، أكّد على ضرورة إعادة النظر في استراتيجيات التصدير، مشيرًا إلى مشاركة في مناقصة لأكثر من 200 ألف طن من احتياطي الدولة لدعم المزارعين.