الأثرياء يتفوقون.. مصر تحافظ على لقب عاصمة شمال أفريقيا رغم هبوط المليونيرات

رغم تراجع عدد المليونيرات، مصر تظل عاصمة الأثرياء في شمال أفريقيا، محافظة على موقعها المرموق كواحدة من أهم دول القارة من حيث تجمع الثروات، حسب آخر تقرير لشركة الاستشارات العالمية “هنلي أند بارتنرز” حتى يونيو 2025، حيث جاءت مصر في المركز الثاني أفريقيا بعد جنوب أفريقيا.

عدد المليونيرات والمليارديرات في مصر وتغيراتهم حتى 2025

كشف التقرير أن عدد الأفراد الذين يمتلكون ثروة تتجاوز مليون دولار في مصر بلغ 14.8 ألف شخص بنهاية يونيو 2025، مقارنة بـ 15.6 ألف مليونير في نهاية عام 2023، وهو ما يشير إلى تراجع ملحوظ في أعداد المليونيرات داخل البلاد، تأثرًا بالتحديات الاقتصادية وانخفاض قيمة الجنيه المصري مقابل العملات الأجنبية، وهو ما يفرض ضغوطًا على الثروات المحلية ويحد من توسع الطبقة الغنية.

وعلى صعيد كبار الأثرياء من أصحاب الثروات الكبيرة، انخفض عدد “السنتي مليونيرات” في مصر، أي من تتجاوز ثرواتهم 100 مليون دولار، من 52 في 2023 إلى 49 شخصًا في 2025، أما عدد المليارديرات فقد استقر عند 7 أشخاص، مع تركز نحو نصف الثروات داخل العاصمة القاهرة، التي تظل مركز نشاط الأثرياء وقلب الاقتصاد المصري. وعلى الرغم من التراجع في العدد، تبقى مصر ثاني أغنى دولة في أفريقيا من حيث تركز الثروات.

مصر مقارنة بدول شمال أفريقيا: ارتفاعات وانخفاضات واضحة في أعداد الأثرياء

في العقد الأخير، شهدت مصر انخفاضًا بنحو 15% في عدد الأثرياء مقارنة بعام 2015، نتيجة تأثير عوامل اقتصادية، من بينها تقلبات سعر الصرف والضغوط الاقتصادية المختلفة. وفي المقابل، ارتفع عدد الأثرياء في المغرب بشكل ملحوظ، حيث بلغ عدد المليونيرات 7,500 مليونير، إلى جانب 35 سنتي مليونير و4 مليارديرات في 2024، مقابل 6,800 مليونير في 2023، وأكثر من 40% زيادة منذ عام 2015، مما يعكس تعافيًا اقتصاديًا نسبيًا ونموًا مستدامًا في التجمعات الاقتصادية للطبقة الغنية بالمغرب.

أما الجزائر، فاحتلت المرتبة الثالثة إقليميًا بأعداد تتضمن 2,700 مليونير، و7 سنتي مليونيرات، بالإضافة إلى ملياردير واحد في 2024، مقارنة بـ 2,800 مليونير و8 سنتي مليونيرات في 2023، وهو مؤشر على تراجع بنحو 23% خلال العشر سنوات السابقة، يعزى إلى عدة عوامل اقتصادية وسياسية أثرت على انسيابية نمو الثروات فيها.

عوامل تؤثر على توزيع الثروات واحتفاظ مصر بمكانتها في شمال أفريقيا

تُعزى مكانة مصر كعاصمة الأثرياء في شمال أفريقيا إلى عدة أسباب، من بينها قوة الاقتصاد المصري النسبي، إلى جانب موقعها الجغرافي والديموغرافي، بالإضافة إلى تركيز الاستثمارات داخل العاصمة القاهرة، التي تعتبر مركزًا للأعمال وفرص النمو. وتظل التحديات الاقتصادية موجودة، مثل تقلبات العملة والتضخم، والتي أثرت على عدد المليونيرات لكنها لم تؤثر بشكل حاسم على مجموع الثروات الكبيرة.

أبرز نقاط تؤثر في واقع الثروات في مصر وشمال أفريقيا تشمل:

• تذبذب سعر صرف العملات المحلية مقابل الدولار الأمريكي
• الضغوط الاقتصادية المتلاحقة والبيئة الاستثمارية
• تركيز الأثرياء في المدن الكبرى مثل القاهرة والرباط
• تغير السياسات المالية والاقتصادية التي تؤثر على الطبقة الغنية

تُحدث هذه العوامل توازنات مستمرة في أعداد المليونيرات والمليارديرات في المنطقة، ورغم التراجع الواضح في عدد الأثرياء المصريين خلال السنوات الماضية، فإن مصر لا تزال ثاني أغنى دولة في أفريقيا، ووجهة تجميع للأثرياء، ما يدل على استمرار مكانتها الاقتصادية وتأثيرها في شمال أفريقيا.