• رحيل أسطورة.. تعرف على أبرز محطات الإعلامي الراحل عاطف كامل ومسيرته التي أثرت الإعلام العربي.

رحيل الإعلامي عاطف كامل.. سيرة مهنية ومسيرة إعلامية خالدة تركت بصمة لا تُنسى في عالم الإعلام المصري، حيث اشتهر بالتزامه الجاد وأسلوبه المميز الذي جذب القلوب، وخاصة من خلال برامجه التي تناولت قضايا الشباب وأحلامهم الدافعة نحو التقدم، مما جعل اسمه مرتبطًا بمصداقية عالية وشعبية واسعة خلال مسيرته داخل ماسبيرو.

البداية المشوقة لمسيرة الإعلامي عاطف كامل داخل ماسبيرو

انطلقت قصة الإعلامي عاطف كامل من قلب مبنى الإذاعة والتلفزيون المصري “ماسبيرو” في أواخر التسعينيات، حين خضع لأول اختبار أمام الكاميرا الذي كان نقطة تحول حاسمة في حياته المهنية؛ إذ التقى الإعلامية القديرة الراحلة سهير الإتربي التي أكدت له: “أنت خلقت لتكون مذيعًا.. حضورك وصوتك يؤهلانك لذلك”؛ هذه الكلمات كانت دافعًا قويًا له لاجتياز اختبار الكاميرا من المحاولة الأولى، لتبدأ بعدها رحلة طويلة مليئة بالتجارب الإعلامية التي امتدت على مدار عقود. وقد تميز عاطف كامل خلال هذه المرحلة بالتزامه الصارم وحبه لمهنة الإعلام، ما جعله نموذجًا يحتذى به في مجتمع ماسبيرو الذي يعتبر منبع الإعلام المصري.

برامج الإعلامي عاطف كامل وأسلوبه الإعلامي الفريد في خدمة قضايا الشباب

تميّز الإعلامي عاطف كامل في تقديم برامج جادة ذات محتوى هادف يستهدف قضايا الشباب وطموحاتهم، مع التركيز على التحديات التي تواجههم وكيفية التغلب عليها بروح عميقة وواقعية، مبتعدًا تمامًا عن الترفيه السطحي أو الاستعراض الذي لا يخدم جوهر الموضوع؛ كان يؤمن دائمًا بأن الإعلام ليس مجرد أداة للترفيه، بل منصة للتنوير والتثقيف، والعمل على تقديم حلول ملموسة للمشكلات المجتمعية. ومن أبرز مميزاته المهنية احترامه الكبير لجمهوره ودقته المتناهية في صياغة الأسئلة، إلى جانب استماعه الجيد لضيوفه، ما أكسبه ثقتهم وتقديرهم، وجعل من برامجه مثالًا للتفاعل الإيجابي مع المجتمع.

  • التركيز على قضايا الشباب الاجتماعية والفكرية
  • تقديم نماذج ناجحة تلهم الجمهور
  • الحرص على الدقة والشفافية في الحوار
  • الابتعاد عن الإثارة الزائفة والتركيز على المضمون

دور مدرسة ماسبيرو في صقل صوت الإعلامي عاطف كامل ورؤيته الإعلامية

ينتمي الإعلامي الراحل عاطف كامل إلى جيل نادر من الإعلاميين الذين تربوا وتلقوا تدريبهم داخل مدرسة ماسبيرو العريقة، التي أسهمت بشكل أساسي في تشكيل معايير الالتزام، الانضباط، وحسن الأداء لكل مذيع. كان صوته معروفًا بالهدوء والوقار، مما جعله قريبًا من وجدان المشاهد المصري، إضافة إلى ابتسامته الدافئة التي تعكس شخصيته المتواضعة؛ وهذه الصفات المتكاملة جعلت منه نموذج إعلامي فريد يجمع بين الحضور القوي والتواضع الإنساني. كما كان يرى الإعلام كرسالة ومسؤولية عميقة تجاه المجتمع، بعيدة عن مجرد الرغبة في الشهرة، معتبراً أن الإعلامي الحقيقي هو من يتحلى بالصدق والحياد، ويسعى لنقل هموم الناس بواقعية وإخلاص.

مع تلقي خبر وفاة عاطف كامل، عمَّ الحزن أوساط الإعلاميين وزملائه في ماسبيرو، حيث وصفوه بأنه مثال الأخلاق الرفيعة والتعاون الدائم، فيما عبر الجمهور عن صدمتهم وخسارتهم الكبيرة في هذا المذيع الذي كتب اسمه بحروف من ذهب في سجل الإعلام المصري؛ إذ لا تزال ذاكرته حية في قلوب الجميع، خاصة أنه كان رمزًا لجيل من الإعلاميين الأوفياء الذين ساروا وراء رسالتهم الإعلامية لا وراء الشهرة السريعة.

العنصر الوصف
البداية اختبار الكاميرا في ماسبيرو عام 1997 بعد لقاء سهير الإتربي
البرامج تركيز على قضايا الشباب وتقديم محتوى هادف وجاد
أسلوبه الإعلامي الهدوء، الاحترام، الدقة، والتواضع
الرسالة الإعلام كرسالة ومسؤولية لتنوير المجتمع وعكس همومه
الإرث بصمة لا تُمحى في الإعلام المصري وجيل إعلامي ملتزم

برحيل عاطف كامل، فقد الإعلام المصري صوتًا أصيلًا جمع بين المهنية الأصيلة والإنسانية العالية، ليترك خلفه إرثًا إعلاميًا خالدًا يبقى مصدر إلهام لكل من يطمح لخوض عالم الإعلام بإخلاص والتزام، وينير الطريق أمام جيل جديد يتعلم من مثابرته وشغفه بالمهنة، متجاوزًا الكثير من التحديات التي شهدتها الساحة الإعلامية خلال السنوات الماضية؛ لتظل صورته حية في ذاكرة متابعيه جميعًا، حكيمة؛ تدعو إلى الإصغاء والفهم والتفاعل البناء.

رحم الله الإعلامي القدير عاطف كامل وأسكنه فسيح جناته، وعزَّى قلوب محبيه وزملائه الذين فقدوا واحدًا من أبرز أعمدتهم، لا سيما داخل أروقة ماسبيرو التي احتضنت مشواره الإعلامي بكل تفانٍ وجدية.