قفزة تاريخية.. الريال اليمني يرتفع بقوة مع انطلاق المرحلة الثالثة للتحسن الاقتصادي

التحسن المستمر في سعر صرف الريال اليمني يشكل بوابة أمل جديدة لعشرات الملايين من اليمنيين الذين عانوا خلال سنوات من انهيار العملة الوطنية، حيث يُسجل الاقتصاد اليمني اليوم تطورًا ملموسًا في قيمة الريال وسط توقعات حذرة بانفراجة قد تعيد تشكيل خريطة الأسواق المحلية بعد تدهور مستمر دام سنوات طويلة.

مراحل التحسن الممنهج في سعر صرف الريال اليمني

لا يُعتبر التحسن الأخير في سعر صرف الريال مجرد تذبذب عابر في السوق، بل يأتي ضمن “المرحلة الثالثة من التحسن الممنهج” التي أشار إليها الكاتب والخبير الاقتصادي ماجد الداعري؛ حيث أكد بأن المؤشرات الاقتصادية الحالية تحمل إشارات إيجابية جدًا، وتوحي باتجاه تصاعدي مستقر للعملة اليمنية في الفترات القادمة. ويتزامن إعلان الداعري مع تسجيل ارتفاع ملحوظ في قيمة الريال اليمني مساء السبت، أمام العملات الأجنبية الأكثر تداولًا مثل الريال السعودي والدولار الأمريكي، في خطوة هي الأبرز منذ بداية الأزمة الاقتصادية التي امتدت لأكثر من تسع سنوات.

التحسن المستمر في سوق الصرف وتأثيراته الاقتصادية

تشير البيانات الرسمية، ومنها تلك الصادرة عن بنك القطيبي للتمويل الأصغر، إلى أن سعر صرف الريال السعودي شهد انخفاضًا إلى 350 ريال يمني لأول مرة منذ أكثر من عام، بعدما كان مستقرًا عند نحو 425 ريالًا منذ بداية الشهر الجاري، بينما انخفض سعر الدولار الأمريكي بشكل طفيف ليصل إلى حوالي 1380 ريالًا في بعض الأسواق مقارنة بأكثر من 1700 ريال قبل عدة أشهر. ويعكس هذا التحسن في سعر صرف الريال اليمني إمكانية استقرار نسبي في سوق الصرف، وهو ما يمكن أن يؤثر إيجابيًا على أسعار السلع الأساسية، ويخفض الضغوط المعيشية على المواطنين الناتجة عن ارتفاع تكاليف الحياة.

الأسباب والعوامل الداعمة لتحسن سعر صرف الريال اليمني

يمكن عزو التحسن المستمر في قيمة الريال اليمني إلى عدة عوامل مهمة، أبرزها:

• تحسن تدفقات الإيرادات النفطية والغازية القادمة من حقول شبوة وحضرموت.
• ضخ كميات كبيرة من العملة الأجنبية من قبل البنك المركزي اليمني في عدن.
• تراجع الطلب على الدولار نتيجة تحسن الثقة جزئيًا في العملة المحلية.
• الدعم الخارجي المتزايد من دول التحالف وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.

وترى الجهات الاقتصادية أن هذه التطورات هي جزء من خطة اقتصادية أشمل تهدف إلى إعادة هيكلة الجهاز المصرفي اليمني، مع توجه لتوحيد سعر الصرف الذي يُعد خطوة حاسمة رغم التحديات الكبيرة المتبقية على الساحة.

التحسن في سعر صرف الريال اليمني يعبر عن مؤشرات اقتصادية واعدة وسط ظروف معقدة، مما يعكس قدرة السوق على استيعاب الضغوط وتحقيق توازن نسبي قد يشكل نقطة انعطاف مهمة في مسيرة تعافي الاقتصاد الوطني.