ترقب حاسم.. البورصة السعودية تواجه خطر خسارة شهرية سادسة تزامنًا مع تحركات الفيدرالي الأميركي

البورصة السعودية تقترب من الخسارة الشهرية السادسة وسط ترقب لقرارات الفيدرالي الأميركي خلال سبتمبر 2025، حيث يشهد مؤشر “تاسي” أداءً متذبذبًا نتيجة ضعف الإقبال على المخاطرة وغياب المحفزات القوية في السوق، في ظل انتظار المستثمرين لتوجهات السياسة النقدية الأمريكية وتأثيرها على الأسواق المالية الإقليمية والعالمية.

تأثير قرارات الفيدرالي الأميركي على البورصة السعودية وتوقعات السوق

تتجه البورصة السعودية نحو تسجيل الخسارة الشهرية السادسة خلال عام 2025، وسط حالة ترقب لقرار الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة الشهر المقبل، وهو المحرك الأساسي لتوجهات المستثمرين في السوق المحلية. وأوضح إكرامي عبد الله، كبير المحللين الماليين في صحيفة “الاقتصادية”، أن السوق يتحرك ضمن نطاق ضيق منذ عدة أسابيع بسبب غياب عوامل دفع واضحة، مؤكدًا أن نتائج قرار الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر ستحدد مسار الأسواق بشكل أوضح، سواء عبر خفض الفائدة أو تثبيتها، حيث ستوفر تلك الخطوة وضوحًا في السياسة النقدية الأمريكية التي تؤثر بشكل مباشر على أسواق الأسهم في المنطقة، بما فيها سوق الأسهم السعودية.

رغم بداية جلسة الأحد الأخيرة من شهر أغسطس بأداء إيجابي، إلا أن المؤشر العام سجل انخفاضًا طفيفًا عند مستوى 10730 نقطة، متأثرًا بهبوط أغلب أسهم قطاع المواد الأساسية، خاصة شركات البتروكيماويات، بينما شهدت بعض الأسهم القيادية انتعاشًا محدودًا، ما يعكس استمرار ضعف الزخم في السوق.

ارتفاع أسعار الفائدة وتأثيرها على سوق الأسهم السعودية وجذب السيولة للبنوك

تعد أسعار الفائدة المرتفعة عامل ضغط مباشر على سوق الأسهم السعودية، حيث يفضل المستثمرون في ظل هذا المناخ الاقتصادي التحوط باستخدام أدوات الدين ذات العوائد الثابتة أو الودائع الآمنة، مما يقلل الطلب على الأسهم ويحد من حركتها. خلال الأسبوع الماضي، نجحت عدة بنوك سعودية في جمع مليارات الدولارات عبر إصدار سندات وصكوك بعوائد تصل إلى حوالي 6%، مستقطبة بذلك شريحة كبيرة من المستثمرين الباحثين عن عوائد مستقرة ومخاطر منخفضة.

لا تبدو الأسواق بعيدة عن تحركات الفيدرالي الأمريكي، إذ أظهرت عقود مقايضة أسعار الفائدة يوم الجمعة احتمالية بنسبة 80% لخفض أسعار الفائدة في سبتمبر، مع تسعير لتوقع خفضين إضافيين بمقدار ربع نقطة مئوية حتى نهاية 2025، بالإضافة إلى توقعات عامة بتيسير نقدي بواقع 125 نقطة أساس حتى سبتمبر 2026، مما يشير إلى تحولات محتملة قد تعيد الزخم إلى سوق الأسهم السعودية وتحفز تحسن الأداء.

تطورات الأسهم السعودية بين إعادة هيكلة “بترورابغ” وأداء العقارات الإيجابي

شهد سهم “بترورابغ” انخفاضًا بأكثر من 2% بعد مكاسب مؤقتة في بداية جلسة التداول، وذلك عقب إعلان خطتين متتاليتين لإعادة هيكلة رأس المال بهدف معالجة الخسائر المتراكمة التي بلغت 7.3 مليار ريال بنهاية الربع الثاني من 2025. وحسب المستشار المالي محمد الميموني، فإن موافقة المساهمين الرئيسيين على زيادة رأس المال تعكس حرصهم على دعم الشركة، لكن التحديات التشغيلية والتمويلية ما زالت قائمة، مع توقعات بأن تساعد هذه الخطوة في تعزيز المركز المالي وتخفيف الأعباء التمويلية.

في المقابل، شهد بعض أسهم قطاع العقارات أداءً جيدًا مؤخراً ومن أبرزها:

  • سهم “البحر الأحمر” الذي ارتفع بنسبة 1.5% ليصل إلى 44.88 ريال، بعد إعلان شركة البحر الأحمر عن شراكة استراتيجية مع “طيران الرياض” لتعزيز التعاون التسويقي.
  • سهم “سينومي سنترز” الذي سجل ارتفاعًا بنحو 1% إلى 20.6 ريال، إثر إعلان الشركة عن تسوية نهائية بقيمة 250 مليون ريال تتعلق بتعويض تأميني إثر حريق جزئي في أحد المجمعات التجارية، مع توقع انعكاس إيجابي على نتائج الربع الثالث.

يبقى أداء سوق الأسهم السعودية مرتبطًا باستمرار تأثير قرارات الفيدرالي الأميركي وتطورات السياسة النقدية، إلى جانب العوامل الاقتصادية المحلية والدولية، إذ تعيش الأسواق حالة من الترقب الذي يفرض حدوده على حركة المؤشر ويجعل من عامل الفائدة ونتائج الشركات المؤثرة المحدد الأساسي لمسار السوق في الفترات القادمة.