لوحة تاريخية.. خلفية علمية تربط بين الفن والتقنية في هاتف Nothing الجديد

الارتباط بين لوحة فنية من القرن التاسع عشر وتطور شاشات الهواتف الذكية هو من المواضيع المدهشة التي كشفت عنها شركة “Nothing” التكنولوجية، حيث أظهرت كيف أن فن التنقيط في لوحة “الأحد في لا غراند جات” كان له تأثير غير مباشر على فكرة البيكسلات في شاشات الهواتف الذكية الحديثة، مما يبرز الصلة العميقة بين الفن والعلم والتكنولوجيا.

تعرف على لوحة “الأحد في لا غراند جات” ودورها في فن التنقيط

لوحة “A Sunday on La Grande Jatte” التي رسمها الفنان الفرنسي جورج بيير سورا في ثمانينيات القرن التاسع عشر، تجسد مشهدًا هادئًا لأشخاص يجلسون على ضفاف نهر السين لكن سر جمالها يكمن في الطريقة التي صيغت بها؛ إذ تتكون الصورة بالكامل من نقاط صغيرة ملونة بدقة متناهية بعيدة عن التمويه والتداخل التقليدي في الرسم. هذا الأسلوب الفني الذي أطلق عليه اسم “فن التنقيط” (Pointillism) كان ابتكارًا لسورا، حيث قام بتوزيع نقاط ألوان متجاورة تنسجم بصريًا عندما يبتعد النظر، ما أتاح للعين مزج الألوان بشكل طبيعي داخل دماغ المشاهد، وهي تقنية استعانت بها الأنماط الرقمية لاحقًا في تصميم الصور.

كيف تحولت النقاط الفنية إلى تقنية البيكسلات في شاشات الهواتف الذكية

الرابط بين فن التنقيط وتقنية البيكسلات يكمن في طريقة استقبال وتحليل الدماغ للألوان؛ فعندما ننظر إلى لوحة سورا من بعيد، يدمج دماغنا ألوان النقاط الصغيرة ليظهر لنا صورة متماسكة وواضحة، وهذا تمامًا ما يحدث في شاشات الهواتف الذكية التي تتكون من ملايين البيكسلات الملونة الصغيرة، إذ يعمل الدماغ على دمج هذه النقاط الرقمية ليشكل الصور والفيديوهات التي نراها. التقنية الحديثة تعتمد على مبدأ قديم مستوحى من فن التنقيط، وهذا يوضح كيف أن تدخلات الفن ساهمت في تشكيل الأدوات التكنولوجية المعاصرة.

دور الابتكارات الفنية مثل عجلة الألوان في تقدم تصميم شاشات الهواتف

لا تقتصر أهمية لوحة “الأحد في لا غراند جات” وفن التنقيط على فكرة البيكسلات فقط، بل تشمل أيضًا اكتشافات فنية أخرى في نفس الحقبة، مثل عجلة الألوان التي ساعدت الفنانين على خلق لوحات ذات ألوان أكثر حيوية وتناسق، وأصبحت هذه الأدوات معيارًا أساسيًا في عالم التصميم. شركة “Nothing” تستخدم هذه المفاهيم الفنية في برمجة وتصميم أجهزتها حتى اليوم، مما يعكس الترابط الوثيق بين الفن والعلم والتكنولوجيا. وتؤكد الشركة في رسالتها الأخيرة أن تجارب وابتكارات متعددة امتدت عبر قرون من الزمن وأجيال من العقول المبدعة، جميعها ساهمت في وجود الهواتف الذكية التي نحملها في أيدينا الآن.

  • لوحة “الأحد في لا غراند جات” كأيقونة لفن التنقيط
  • استلهام تقنية البيكسلات من دمج الألوان في اللوحات الفنية
  • استمرارية تأثير عجلة الألوان في تصميم الشاشات الحديثة