فضيحة «نستله».. انهيار ثقة عملاق الصناعات الغذائية بعد إقالة رئيسه بسبب علاقة محرمة

لوران فريكس يصدم سوق العمل الغذائي بإقالته المفاجئة من «نستله» إثر علاقة مع موظفة، في حادثة هزت الشركة السويسرية الكبرى وأبرزت صرامة تطبيق قواعد السلوك المهني داخل أكبر شركة أغذية في العالم.

تفاصيل إقالة لوران فريكس وأسبابها داخل شركة نستله

أعلنت شركة نستله في بيان رسمي أمس، الإقالة الفورية لرئيسها التنفيذي لوران فريكس بعد تحقيق داخلي كشف عن خرق فاضح لمدونة قواعد السلوك الخاصة بالشركة، نتيجة علاقته بمساعدة تتمتع بخضوع مباشر لتوجيهاته. التحقيق، الذي ترأسه رئيس مجلس الإدارة بول بولكه والمدير المستقل بابلو إيسلا، بالإضافة إلى مستشار خارجي، أكد عدم إفصاح فريكس عن العلاقة، وهو ما يعد انتهاكاً صارخاً لسياسات نستله التي تمنع العلاقات الشخصية غير المعلنة مع المرؤوسين المباشرين، نظراً لتضارب المصالح المحتمل وتأثيره على النزاهة المؤسسية.

أكدت نستله أن القرار كان ضرورياً للحفاظ على قيم الشركة الصارمة وأنظمة الحوكمة التي تسير بها، حيث عبّر بولكه عن امتنانه لسنوات خدمة فريكس، مقابل تعيين فيليب نافراتيل، الرئيس التنفيذي السابق لوحدة نسبريسو، خلفاً له بأثر فوري مع الالتزام بتنفيذ الاستراتيجية والرؤية الحالية للشركة دون تغيير في المسار.

التحديات الاقتصادية التي تواجه نستله وتأثير إقالة لوران فريكس عليها

تأتي إقالة لوران فريكس في وقت صعب تمر به شركة نستله، إذ عانت من تراجع في المبيعات بنسبة 1.8% خلال النصف الأول من 2025، حيث بلغت قيمة مبيعاتها 44.2 مليار فرنك سويسري (حوالي 55 مليار دولار)، وسط ضغوطات ناتجة عن ضعف الطلب الاستهلاكي وارتفاع تكاليف الإنتاج. فريكس الذي قضى عقوداً طويلة داخل نستله وتولى منصبه في سبتمبر 2024 خلفاً لمارك شنايدر، كان يواجه تحديات حقيقية في الإبقاء على نمو الشركة في ظل تقلبات الأسواق العالمية.

تُذكر نستله بأنها أكبر شركة أغذية في العالم، تمتلك علامات تجارية شهيرة مثل كيت كات، نسكافيه، وبورينا، وبلغت مبيعاتها الإجمالية أكثر من 101.5 مليار دولار في 2024، مما يجعل استقرار قيادتها وضمان تطبيق سياسات السلوك المهني أمراً حساساً وحيوياً.

الفترة الزمنية مبيعات نستله
2024 101.5 مليار دولار
النصف الأول 2025 44.2 مليار فرنك سويسري (حوالي 55 مليار دولار)

الإقالة في سياق التغييرات القيادية وأثرها على استراتيجية نستله المستقبلية

يُعد قرار إقالة لوران فريكس ضمن سلسلة تغييرات قيادية تطرأ على شركة نستله خلال عامين فقط، بعد إقالة مارك شنايدر الذي كان أحد الرؤساء التنفيذيين القلائل الذين عينوا من خارج الشركة في تاريخها الممتد لأكثر من 159 عاماً. تشير التحركات المتكررة إلى رغبة قوية في الحفاظ على الاستراتيجية التي وضعت قبل سنوات رغم التحديات المتعددة.

فيليب نافراتيل، الذي انضم لنستله عام 2001 وتولى قيادة وحدة نسبريسو في يوليو 2024، يظهر كخيار لضمان الاستمرارية وتعزيز الأداء من دون المساس بخط سير الشركة. ترددت هذه الإقالة بعد تقرير ورد عبر خط الإبلاغ الداخلي في ربيع 2025، وتلاه تحقيق شامل بمساعدة مستشار خارجي أكد العلاقة غير المعلنة لرئيس الشركة التنفيذي السابق مع مرؤوسته، ما تسبب في صدمة داخل الصناعة وفتح نقاشات عن مدى حساسية قضايا النزاهة وشفافية القيادة.

  • عدم الإفصاح عن علاقات شخصية مع المرؤوسين المباشرين يُعد انتهاكاً لمدونة السلوك
  • أهمية الحفاظ على القيم المؤسسية ضمن أكبر شركات الأغذية عالمياً
  • استمرارية الاستراتيجية رغم تغييرات الرؤساء التنفيذيين

تأتي هذه الحادثة في سياق فضائح مشابهة عالمياً، منها استقالة برنارد لوني من شركة «بي بي» بسبب علاقات لم تُعلن، وكذلك إقالة أشلي بوكانان من «كولز» بسبب علاقة شخصية مع مورد، مما يؤكد على أن قواعد السلوك المهني صارمة ولا تسامح فيها في أروقة الشركات الكبرى، التي تتعامل مع عمالتها ومنتجاتها الأكثر حساسية وتأثيراً على الأسواق العالمية.