18 عاماً.. كيف أعادت رجاء بلمليح الألحان الخليجية لتتغنى بها المغرب؟

رجاء بلمليح وصورة الصوت المغربي في الغناء الخليجي الحديث، تبقى حكاية فنية ملهمة وشهادة على قدرة الفن في صنع الخلود أبعد من حدود الزمن، حيث رحلت في 2007 ولكنها تركت بصمة لا تمحى في التاريخ الغنائي العربي. لم تكن مجرد مطربة عابرة، بل كانت صوتًا مميزًا حمل تراث المغرب ليجد حضوره في فضاء الغناء الخليجي الغني، متحدية بصوتها الرهاف والقوي تحديات مسيرة الفن العربي وبصورة خاصة في الخليج.

رجاء بلمليح وتألقها في مسابقة أضواء المدينة وبداية الصوت المغربي في الخليج

منذ بداياتها في مسابقة «أضواء المدينة» في الثمانينات، أظهر صوت رجاء بلمليح القدرة على تجديد الغناء الخليجي من خلال إضافة الطابع المغربي الذي لم يكن معروفًا في تلك الفترة، حيث اختلطت رهافة الصوت مع قوة الأداء، لتشقّ طريقها وسط المنافسة القوية مع كبار النجوم كسميرة سعيد، وتثبت أن الصوت المغربي الخليجي الأصيل قادر على أن يصل إلى المشرق والخليج بنفس التأثير والصدق. قدمت رجاء بلمليح أغاني خالدة مثل «صبري عليك طال» و«يا غايب» و«اعتراف» التي شكلت جزءًا أساسيًا من ذاكرة الأغنية الخليجية، موضحة كيف يمكن للغناء أن يكون جسراً بين الأصالة والحداثة والتميّز الفني.

رجاء بلمليح سفيرة النوايا الحسنة ودورها الاجتماعي في دعم المرأة والتعليم

لم تقتصر مسيرة رجاء بلمليح على الجانب الفني فقط، بل امتدت لتشمل العمل المجتمعي حيث منحتها منظمة «اليونيسيف» لقب «سفيرة النوايا الحسنة» عام 1999، تعبيرًا عن إيمانها بالقضايا الاجتماعية ودعمها للمرأة والتعليم، عبر مشوارها الذي جسد صورة الفنانة الملتزمة بقضايا مجتمعها. وعلى الرغم من رحيلها المبكر، إلا أن صوتها وأسلوبها في الغناء ما زالا يحتفظان بمكانة كبيرة بين الجمهور والنقاد، مؤكدين تميزها في أداء الأغنية التعبيرية النابعة من القلب، والتي تركت علامات واضحة في الساحة الغنائية العربية، خصوصًا بمنطقة الخليج.

التميز الفني لرجاء بلمليح ونجاح الصوت المغربي في تطويع الأغنية الخليجية

تجربة رجاء بلمليح تمثل علامة فارقة في تاريخ تطويع الصوت المغربي للأغنية الخليجية، حيث أبدعت في فهم المقامات الخليجية وأعادتها بصوت رشيق يناسب الذوق الخليجي دون التنازل عن هويتها المغربية، مما منحها مكانة متميزة بين جمهور المشرق. كانت حريصة على اختيار نصوص غنائية ذات قيمة شعرية عالية، عملت مع كبار الملحنين الذين ساعدوها على إبراز مساحات صوتها الكبيرة وقدرتها على الأداء الطربي والعاطفي بجانب دقتها التقنية، بعيدًا عن التطريب المبالغ فيه أو الاستعراض غير الضروري. هذه التفاصيل الفنية منحتها احترام النقاد الذين رأوا فيها صوتًا يمتلك مشروعًا فنيًا رصينًا يتخطى مجرد النجاح المؤقت.

  • إدراك المقامات الخليجية وإعادة تقديمها بشكل يليق بالأذن الخليجية
  • الاختيار الحكيم للنصوص ذات القيمة الشعرية العميقة
  • التعاون مع ملحنين كبار لإبراز جوانب صوتها الفني
  • أداء مبني على البساطة الفنية مع اتقان المقامات بدون مبالغة
العام الإنجاز
الثمانينات انطلاق مسيرتها الفنية بمسابقة أضواء المدينة
1999 منح لقب سفيرة النوايا الحسنة من اليونيسيف
2007 وفاتها في ربيع عمرها وتركت إرثًا فنيًا خالدًا

تظل رجاء بلمليح صوتًا مغربياً خليجياً فريداً، فجدت في دمجها للأصالة المغربية مع روح الأغنية الخليجية دعمًا لتنوّع المشهد الفني وأطلقت جسراً لعشرات الأصوات المغاربية التي وجدت متنفسًا بين الخليج والمشرق، لتشكل بذلك أحد أوجه الازدهار الفني العربي في نهايات القرن العشرين، حيث بقيت أيقونة غنائية تلهم الأجيال وتعكس قدرة الفن على تجاوز الحدود والزمان.