الإهمال القاتل.. الصحة تكشف خطة جديدة لحماية الحالات الحرجة بعد وفاة عبير الأباصيري

العلاج الفوري والمجاني في حالات الطوارئ هو حق مكفول لكل مواطن، وأكدت وزارة الصحة على ضرورة الالتزام بهذا الحق دون أي شروط مالية أو معوقات تعرقل الحصول على الرعاية الطبية العاجلة. يأتي ذلك في ضوء وفاة الإعلامية عبير الأباصيري التي أثارت قضية أهمية التعامل الفوري مع الحالات الحرجة داخل المستشفيات، وسط تحذيرات صريحة من وزارة الصحة تجاه أي مستشفى خاص يفرض رسومًا مقابل خدمات الطوارئ.

الالتزام بحق العلاج الفوري والمجاني في حالات الطوارئ

أكد الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، أن حق المواطنين في العلاج الفوري والمجاني هو أولوية لا تقبل التأجيل أو المساومة، ولا ينبغي أن يواجه المريض أي شرط مادي في المراحل الأولى من تلقي الرعاية الصحية الطارئة؛ وذلك وفقًا لقرار رئيس الوزراء رقم 1063 لسنة 2014، والذي ينص على تقديم الرعاية الطارئة مجانًا خلال أول 48 ساعة سواء في المستشفيات الحكومية أو الخاصة، وعلى نفقة الدولة. وأوضح أن أي مستشفى خاص يُطالب المرضى برسوم مقابل خدمات الطوارئ يُعدّ مخالفًا للقانون، وستُفرض عليه عقوبات فورية تشمل الإغلاق وإحالة المسؤولين عن المخالفة للتحقيق في المستشفيات الحكومية، وذلك حفاظًا على حقوق المرضى وضمان حصولهم على الرعاية العدالة.

خطوات وزارة الصحة في التعامل مع انتهاكات تقديم العلاج الطارئ

حرصت وزارة الصحة على تسهيل عملية الإبلاغ عن أية مخالفة في تقديم العلاج الفوري والمجاني في حالات الطوارئ، وذلك عبر:

• التواصل المباشر مع الخط الساخن الخاص بالوزارة رقم 105 لتسجيل الشكاوى
• تقديم معلومات دقيقة عن المستشفى المخالفة وتفاصيل الواقعة
• معالجة الشكوى بجدية وحسم واتخاذ إجراءات فورية بحق المخالفين

تشمل الإجراءات الرسمية عقوبات تتنوع بين الإغلاق الفوري للمستشفيات الخاصة التي تثبت مخالفاتها، وتحويل المسؤولين لتحقيقات في المستشفيات الحكومية، فضلاً عن فرض الغرامات والعقوبات القانونية المناسبة، وهو ما يوضح حجم اهتمام الوزارة بضمان تطبيق حق العلاج الفوري والمجاني في حالات الطوارئ بدون استثناء.

وفاة عبير الأباصيري: دروس مؤلمة في ضرورة الالتزام بحق العلاج الطارئ

أثارت وفاة الإعلامية عبير الأباصيري جدلاً واسعًا حول واقع تطبيق حق العلاج الفوري والمجاني في حالات الطوارئ، بعد تعرضها لجلطة حادة ورفض استقبالها في مستشفى الهرم إلا بمقدم مالي قدره 1400 جنيه، بحجة عدم شمولها في التأمين الصحي الخاص بالتلفزيون المصري أو نقابة السينمائيين. وبقيت عبير حولت بين الحياة والموت داخل المستشفى لنحو ست ساعات، وسط رفض تقديم الخدمات الطبية اللازمة نتيجة عدم توفر هذا المبلغ، وهو ما دفع صديقتها سوزان عباس إلى فضح الحادثة على وسائل التواصل الاجتماعي، موجهة اتهامات واضحة للإهمال الطبي.

يمثل هذا الحادث المؤلم دافعًا قويًا لإعادة التأكيد على تطبيق حق العلاج الفوري والمجاني في حالات الطوارئ دون شروط، للحفاظ على حياة المرضى والتصدي لأي مظاهر استغلالية قد تقوض هذا الحق الأساسي.

حق العلاج الفوري والمجاني في حالات الطوارئ هو حجر الأساس في ضمان حفظ الأرواح وتوفير العدالة في منظومة الصحة، ووزير الصحة يعلن جاهزية الوزارة لمواجهة أي خروقات بكل حسم، داعيًا المواطنين إلى الإبلاغ فورًا عن أي مخالفة لضمان تطبيق القانون وحماية حقهم في الحصول على الرعاية الصحية بدون تأخير أو معوقات مالية.