مليارات الدولارات.. انطلاق مشروع الغاز الضخم لحل أزمة الكهرباء في ليبيا بشكل نهائي

الاقتصاد الليبي يشهد تحركًا مهمًا مع إطلاق مشروع غاز طبيعي ضخم في المنطقة NC-7 غرب البلاد بهدف معالجة أزمة الكهرباء التي تعاني منها ليبيا، حيث تسعى المؤسسة الوطنية للنفط إلى تعزيز الاستقرار الطاقي وتقليل الاعتماد على واردات الوقود المكلفة، وسط حالة من الانقسامات السياسية بين الشرق والغرب في البلاد.

مشروع غاز طبيعي ضخم في ليبيا: أهمية واستراتيجية منطقة NC-7

يُعد مشروع الغاز الطبيعي الضخم في NC-7 من أكبر مشاريع الطاقة الجديدة في ليبيا التي تسعى لاستغلال احتياطات ضخم تقدر بحوالي 53 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، ما يعكس إمكانات هائلة لدعم القطاع الطاقي الليبي. هذا المشروع الاستراتيجي يستهدف رفع إنتاج الكهرباء وتحسينها عبر تحلية الاعتماد على مصادر الطاقة المستوردة باهظة التكلفة، وهو ما يمثل فرصة لتحسين البنيّة التحتية الطاقية في ليبيا. ومع ذلك، واجه المشروع تعثرات في عام 2023 نتيجة خلافات حول نسب الأرباح المخصصة للشركات الأجنبية، ما أدى إلى توقف مؤقت في التنفيذ، لكن جهود عودة المشروع جاءت بهدف تخطي هذه العقبات وتحقيق الاستفادة القصوى.

تنظيم وإدارة مشروع الغاز الطبيعي الضخم في ليبيا: خطوات جديدة للشركة “جليانة”

حرصت المؤسسة الوطنية للنفط على تقديم مقترح إداري جديد يرتكز على تأسيس شركة مستقلة تحت اسم “جليانة” تتخذ من مدينة بنغازي مقرًا لها، لتتولى الإشراف المباشر على مشروع الغاز الطبيعي الضخم في المنطقة NC-7، وتكون جهة تنفيذية تخدم توزيع عائدات الطاقة. تأتي هذه الخطوة كرد فعل مباشر على المطالب المتزايدة للإدارة الشرقية، التي صرحت سابقًا بشكاوى متعلقة بالتهميش في عائدات الموارد الطاقية، فمبدأ توزيع العوائد بشكل عادل عبر شركة جليانة الجديدة من شأنه أن يعزز التوازن السياسي والإداري بين الأطراف المختلفة، ويرسخ الاستقرار في قطاع النفط والغاز الليبي.

التحديات السياسية والفنية أمام مشروع الغاز الطبيعي الضخم في ليبيا

بينما يشكل مشروع الغاز الطبيعي الضخم في ليبيا نقطة انطلاق مهمة لتعزيز قطاع الطاقة، يواجه العديد من التحديات التي قد تؤثر على مسار تنفيذه؛ حيث لم تصدر حتى اللحظة أي موافقة رسمية من حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة على المقترح، مما يضفي حالة من عدم التيقن بشأن المستقبل القريب للمشروع. كما أن الشركات الأجنبية الكبرى المشاركة في التحالف الدولي، والتي تشمل شركات إيني الإيطالية، توتال إنرجيز الفرنسية، شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وشركة البترول التركية (TPAO)، لم تقدم أي تعليق رسمي على الرسالة حتى الآن، مع وجود تحفظات متكررة حول الشروط المطروحة من الجانب الليبي. إضافة إلى ذلك، يواجه المشروع عوائق تشريعية وقانونية جمة، تأتي في ظل الانقسام المؤسسي المستمر بين مراكز السلطة في طرابلس وبنغازي، ما يعقد من إمكانية التنسيق بين الأطراف المختلفة ويتطلب حلولًا شاملة لدعم استمرارية المشروع.

  • أكبر مشاريع الغاز في ليبيا واستغلال احتياطات بحجم 53 تريليون قدم مكعب
  • مشاركة تحالف دولي بقيادة شركات عالمية رائدة في مجال النفط والغاز
  • تأسيس شركة “جليانة” في بنغازي لإدارة العوائد ومحاولة التهدئة السياسية
  • تحديات تتعلق بعدم الرد الحكومي والتحفظات القانونية والسياسية المتنوعة
العنصر الوصف
الموقع منطقة NC-7 غرب ليبيا
الاحتياطات الغازية حوالي 53 تريليون قدم مكعب
الشركات المشاركة إيني، توتال إنرجيز، أدنوك، TPAO، والخليج العربي للنفط
التحديات اختلافات سياسية، غياب الرد الحكومي، تحفظات الشركات، الانقسام الداخلي

يمثل مشروع الغاز الطبيعي الضخم في ليبيا خطوة حيوية نحو معالجة نقص الكهرباء المزمن، إذ لا يزال ينتظر الإجابات والتفاهمات السياسية التي من شأنها أن ترفع العراقيل القانونية والتشريعية، وتفتح الطريق أمام تنفيذ فعلي يضمن تحقيق الاستفادة الوطنية من الموارد الطبيعية الهائلة الموجودة في ليبيا. لذلك، يبقى مراقبون الشأن الليبي ومتابعو قطاع الطاقة يقينين بأن نجاح هذا المشروع سيمثل نقطة ارتكاز جديدة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والطاقة في البلاد.