انتقادات هونيس لـ”جنون” الإنفاق الصيفي للأندية الأوروبية وطالب المستشار ميرتس بالحفاظ على قانون “50+1”
يركز حديث يوخيم هونيس، الرئيس السابق لنادي بايرن ميونيخ، على “جنون” الإنفاق الذي شهدته الأندية الأوروبية خلال فترة الانتقالات الصيفية، مُعبراً عن قلقه تجاه المبالغ الطائلة التي أنفقتها الأندية بشكل غير مسبوق، فيما شدد المستشار الألماني فريدريش ميرتس على أهمية الحفاظ على قانون “50+1” لضمان استقرار الأندية الألمانية.
هونيس ينتقد جنون الإنفاق الصيفي للأندية الأوروبية وأثره على كرة القدم
وصف يوخيم هونيس الإنفاق الهائل للأندية الأوروبية خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية بأنه “جنون” حقيقي، مشيراً إلى حجم الأموال التي تم صرفها خلال الأشهر الأخيرة في سوق اللاعبين بشكل صادم؛ حيث بلغت إنفاقات أندية الدوري الإنجليزي نحو 3.56 مليار يورو، تلتها إيطاليا بـ1.19 مليار يورو، ثم ألمانيا بـ856 مليون يورو، تلتها إسبانيا بـ683 مليون يورو وفرنسا بـ637 مليون يورو. رغم تركه منصبه الرسمي في بايرن ميونيخ، لا يزال هونيس يمارس تأثيره داخل النادي، مؤكدًا أنه فرض على الإدارة عدم التعاقد مع لاعبين جدد إلا على سبيل الإعارة فقط، كما هو الحال في صفقة نيكولاس جاكسون القادمة من تشيلسي. أنفق بايرن ميونيخ 88.8 مليون يورو فقط، لكنه نجح في جني ما يقارب 99 مليون يورو من بيع وإعارة اللاعبين.
هونيس أفصح عن استغرابه مما شهدته كرة القدم في الأسابيع الستة إلى الثمانية الماضية، قائلاً: “هذا من جنون الأفعال، وصُعقت من حجم الأموال التي تدفع في لاعب متوسط المستوى، بينما يوظف آخرون رواتب بسيطة تتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف يورو”. شدد على ضرورة أن تسير الأندية الألمانية على طريق مختلف بعيداً عن تحمل مثل هذه المبالغ التي تهدد نزاهة اللعبة وروح المنافسة.
ضرورة الحفاظ على قانون 50+1 وأهميته حسب المستشار الألماني ميرتس
في خضم النقاشات الدائرة حول مستقبل الأندية الألمانية وآلية إدارتها، أطلق المستشار الألماني فريدريش ميرتس نداءً للحفاظ على قانون “50+1” الذي يمنع المستثمر الواحد من السيطرة الكاملة على الأندية المحلية، وهو قانون أثار جدلاً واسعًا في ألمانيا خلال السنوات الماضية، خاصة بعد محاولات لايبزيغ الالتفاف عليه عبر شراء شركة رد بول لنسبة الأسهم، ثم توزيعها بشكل يمكنها من تجاوز النص القانوني.
أكد ميرتس على أهمية هذا القانون قائلاً إنه مؤيد قوي له، رغم أنه يفرض بعض القيود على الأندية، لكنه يرى أن استقرار الأندية وجذورها في المجتمعات المحلية أهم من ذلك. وأوضح أن ترسيخ الهوية المحلية للأندية يظل حجر الزاوية للحفاظ على المنافسة العادلة والتوازن المالي.
كيف يؤثر جنون الإنفاق الأوروبي على الدوري الألماني وقانون 50+1؟
يبرز تأثير جنون الإنفاق الذي شهدته الأندية الأوروبية في الصيف الحالي بشكل واضح على الدوري الألماني، حيث يستمر بعض الأندية في اتباع سياسة الحذر المالية التي تعكسها مقتضيات قانون “50+1”. فالتفاوت بين إنفاق الدوري الإنجليزي وكبرى الدوريات الأخرى يسلط الضوء على اختلاف فلسفات العمل والإدارة داخل الأندية.
الدوري | مجموع الإنفاق الصيفي (بالمليار يورو) |
---|---|
الدوري الإنجليزي | 3.56 |
الدوري الإيطالي | 1.19 |
الدوري الألماني | 0.856 |
الدوري الإسباني | 0.683 |
الدوري الفرنسي | 0.637 |
تُظهر هذه الأرقام الفارق الكبير في تكلفة التعاقد مع اللاعبين بين الدوريات الأوروبية الكبرى، كما تُبرز أهمية قانون “50+1” في ترسيخ الاستدامة المالية داخل ألمانيا، والذي ساهم في جعل الأندية تحكم قبضتها في التحكم بمصيرها المالي والرياضي بعيدًا عن الاستثمارات الضخمة التي لا تراعي دائماً المردود الفعلي.
- يُحد قانون 50+1 من هيمنة المستثمرين الأجانب والسيطرة الفردية على الأندية
- يحافظ القانون على استقلالية الأعمال الرياضية داخل الأندية الألمانية
- يساهم في تقييد الإنفاق المفرط الذي يؤدي إلى اختلال التوازن في المنافسة
يبقى التأكيد على أن رفض الأندية الألمانية للانجرار وراء الجنون المالي الحالي هو السبيل للحفاظ على روح المنافسة ومستوى البطولات المحلية، ولضمان استمرارية تطور الكرة الألمانية بعقلانية توازي تاريخها الطويل وحضارتها الرياضية.