الذهب العراقي يتصدر السوق اليوم بأعلى مستوياته، مدفوعًا بتحركات السوق العالمية وتقلبات سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي، حيث سجل جرام عيار 21 سعرًا هو الأعلى على الإطلاق، ما أعاد رسم خارطة الأسعار داخل العراق في سبتمبر 2025، وسط تساؤلات واسعة حول مستقبل المعدن الثمين وتأثير ارتفاعاته المتتالية على المواطنين والتجار على حد سواء.
الذهب العراقي والارتفاع القياسي في الأسعار مع بداية سبتمبر 2025
تواصل سوق الذهب العراقي صعودها المتسارع في يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2025، حيث شهدت أسعار الذهب تحركات غير مسبوقة بسبب عوامل عالمية ومحلية متداخلة. جرام الذهب عيار 21، الأكثر طلبًا بين العراقيين، سجل قيمة قياسية وصلت إلى 130,200 دينار عراقي (ما يعادل 99.38 دولارًا) متجاوزًا الحاجز التاريخي لهذا العيار، فيما ارتفع جرام الذهب عيار 18 إلى 108,852 دينارًا (83.15 دولارًا)، وجرام عيار 24 تخطى 145,136 دينارًا (110.86 دولارًا). كذلك، ارتفعت أونصة الذهب إلى 4,514,246 دينارًا (3,448 دولارًا)، بينما بلغ سعر السبيكة وزن 50 جرامًا عيار 21 نحو 6,349,720 دينار (4,850 دولارًا)
نوع الذهب | السعر بالدينار العراقي | السعر بالدولار الأمريكي |
---|---|---|
جرام عيار 21 | 130,200 | 99.38 |
جرام عيار 18 | 108,852 | 83.15 |
جرام عيار 24 | 145,136 | 110.86 |
أونصة الذهب | 4,514,246 | 3,448 |
سبيكة 50 جرام عيار 21 | 6,349,720 | 4,850 |
تأتي هذه الأرقام وسط موسم الصيف الذي عادةً ما يشهد ارتفاعًا في الطلب نتيجة المواسم الاجتماعية مثل الأفراح والتخزين الأسري للذهب، وهو ما يجعل الجمهور في حالة تأرجح بين البيع للاستفادة من القمم السعرية أو الانتظار أملاً في حدوث انخفاض مؤقت.
العوامل المحركة لارتفاع الذهب العراقي وتغيرات سوق الصرف
تعتمد حركة أسعار الذهب العراقي رئيسيًا على الأسعار العالمية للذهب وسعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، ويشكل كلا العاملين ركيزة ثابتة لاتجاهات السوق المحلية. الاضطرابات الجيوسياسية المستمرة في المنطقة، مع تحول البنوك المركزية العالمية إلى الذهب كملاذ آمن، عززت من ارتفاع الأسعار بنسبة وصلت إلى 28% خلال عام 2024 فقط، وفقًا لتقارير المؤسسات الدولية، مع توقعات باستمرار النمو خلال عام 2025.
على الصعيد المحلي، ساهم تقلب سعر صرف الدولار – الذي سجل 1,309.14 دينار للدولار الواحد – في زيادة تكاليف استيراد وتصنيع الذهب في العراق. كما شهد السوق إقبالًا ملحوظًا على سبائك الذهب الصغيرة بفئات 5 و10 جرامات، التي أصبحت خيارًا مفضلًا للمشترين، في مقابل تراجع حجم تعاملات المشغولات التقليدية.
- اعتماد السوق على سعر الذهب العالمي وسعر الدولار
- الاضطرابات الجيوسياسية وزيادة الإقبال العالمي على الذهب
- تذبذب سعر صرف الدولار وتأثيره على تكاليف الاستيراد
- تغير أنماط الطلب نحو السبائك الصغيرة في السوق المحلية
توقعات سوق الذهب العراقي وأثرها على المستهلكين والتجار
يرى الخبراء الاقتصاديون أن الذهب العراقي سيبقى محاطًا بأسعار مرتفعة خلال ما تبقى من عام 2025، ما لم تؤثر تغيرات جوهرية في الأسواق الدولية أو تحسن ملحوظ في قيمة الدينار العراقي يغير من مسار الأسعار بشكل حاسم. على الرغم من احتمالات حدوث تراجع مؤقت ناجم عن جني أرباح أو زيادة طفيفة في المعروض المحلي، تبقى النظرة العامة تصاعدية مع استمرار المخاوف الجيوسياسية والتراجع الاقتصادي وارتفاع الضغوط التضخمية.
تزامن هذه الارتفاعات يفرض واقعًا جديدًا يطال المستهلكين والتجار على حد لكن، فقد شهدت الأسواق انتعاشًا ملحوظًا في الطلب على السبائك الصغيرة والعملات الذهبية، مع تراجع نسبي في الأقسام الخاصة بالمشغولات التقليدية والمجوهرات الفاخرة. وتحولت الذهب إلى أداة ادخار مفضلة لطبقة الوسطى التي تحرص على حماية مدخراتها من تقلّبات سعر الدينار والتضخم المستمر. بالمقابل، بدأت الأعباء المالية تؤثر على المقبلين على الزواج، حيث ارتفعت كلف المهور وشبكات الذهب، ما دفع بعض العائلات للتوجه إلى عيارات أقل لتخفيف الأعباء.
يوصي الخبراء بعدم الاندفاع في قرارات البيع أو الشراء على خلفية تغيرات يومية ضئيلة، مع أهمية متابعة مستمرة لنشرات الأسعار العالمية والاستعانة بالمختصين عند اتخاذ قرارات مالية كبيرة. كما يجب على التجار إبقاء عينهم على تحركات الدولار، مع توقع تقلبات قصيرة الأمد لا تؤثر جوهريًا على الاتجاه العام للأسعار.
يبقى السؤال المحوري مطروحًا بقوة: هل سيصمد الذهب العراقي عند هذه المستويات القياسية أم ستشهد الأسواق فترة هدوء في الأسعار مع اقتراب نهاية العام؟ المشهد مرتبط تمامًا بالأحداث العالمية والديناميكيات السوقية، مع ثقة راسخة أن الذهب سيظل حجر الأساس في حفظ الأمان المالي للعائلات العراقية خلال عام 2025.