الأسواق المضغوطة.. تأثير التوترات العالمية يقود تراجع تداولات البورصة السعودية

مؤشر سوق الأسهم السعودية “تاسي” يشهد تراجعاً طفيفاً بنسبة 0.4% ليغلق عند مستوى 10619 نقطة، تأثراً بانخفاض أسهم الشركات الكبرى مثل مصرف الراجحي، أرامكو السعودية، والبنك الأهلي؛ هذا رغم ارتفاع قيم التداول خلال فترة المزاد بما يقارب 300 مليون ريال، إلا أن إجمالي تداولات السوق بلغ 3.3 مليار ريال، منخفضة بنسبة 23% مقارنة بمتوسط الشهر السابق و55% عن سبتمبر 2024، ما يعكس حالة من الترقب وحذر المستثمرين في السوق.

توقعات مؤشر سوق الأسهم السعودية “تاسي” وتحليل فرص الاستثمار

يرى أحمد الرشيد، المحلل المالي في صحيفة “الاقتصادية”، أن تراجع مؤشر سوق الأسهم السعودية “تاسي” الحالي عادةً ما لا يستمر لأكثر من 9 جلسات، مع وجود عدة إشارات فنية إيجابية، مثل تفوق عدد الأسهم المرتفعة على تلك المتراجعة وظهور مؤشرات تشبع بيعي، ما يشير إلى احتمال بداية انتعاش قريب للمؤشر. وفي استطلاع أجرته الأهلي المالية، أشار 47% من مديري الصناديق إلى أن السوق مقوّمة بأقل من قيمتها العادلة، وهذا يفتح المجال أمام فرص استثمارية كبيرة مع توقع تراجع محدود في الأسعار، ما يجعل مؤشر سوق الأسهم السعودية “تاسي” نقطة جذب مهمة للمستثمرين الباحثين عن عوائد واعدة.

محفزات مؤشر سوق الأسهم السعودية “تاسي” المستقبلية وأثر أسعار النفط والفائدة

تُعد أسعار النفط المتوقعة بين 60 و70 دولاراً للبرميل في عام 2026 من أهم المحفزات التي تدعم أداء مؤشر سوق الأسهم السعودية “تاسي”، حسبما ذكر إياد غلام من الأهلي المالية؛ إلى جانب توقعات خفض سعر الفائدة بمعدل مرتين في 2025 ومثلهما في 2026، وهي عوامل تساهم في تعزيز السيولة وتحفيز المستثمرين نحو زيادة النشاط في السوق. هذا التفاعل بين أسعار النفط وخفض الفائدة من المتوقع أن يوفر بيئة مناسبة لنمو السوق بشكل مستدام في المدى المتوسط.

تحليل العوامل السلبية والتحديات التي تواجه مؤشر سوق الأسهم السعودية “تاسي”

يركز محمد الميموني، المستشار المالي في “المتداول العربي”، على عدة عوامل سلبية تضغط على مؤشر سوق الأسهم السعودية “تاسي”، منها التوترات الجيوسياسية التي تزيد من عدم اليقين في السوق، وضعف السيولة التي تقيد القدرة على تحريك المؤشر صعوداً، بالإضافة إلى عمليات بيع مكثفة من قبل المؤسسات المالية الكبيرة التي أدت إلى كسر مستويات فنية هامة في أسهم رئيسية مثل “سابك”، “أرامكو”، و”بوبا”. ويشير الميموني إلى أن أسعار الفائدة ستظل العامل الحاسم في تحفيز السوق وتحديد اتجاه مؤشر سوق الأسهم السعودية “تاسي” خلال الفترات القادمة.

  • تراجع المؤشر بضغط من أسهم كبرى الشركات
  • صعود محدود خلال فترة المزاد رغم حجم تداول قوي نسبيًا
  • تأثيرات جيوسياسية وضعف السيولة في السوق
  • توقعات بتحسن السوق مع خفض أسعار الفائدة

توقع أداء قطاع البتروكيماويات والقطاع المصرفي وتأثيرهما على مؤشر سوق الأسهم السعودية “تاسي”

تبقى نظرة مديري الصناديق لقطاع البتروكيماويات متشائمة، بسبب توافر المعروض بشكل كبير وارتفاع الرسوم الجمركية، مما أدى إلى توقع استمرار ضعف أرباح القطاع حتى أواخر عام 2025 وربما مطلع 2026، رغم ظهور دلائل إيجابية محتملة بحلول نهاية 2026؛ وهذا ينعكس سلبًا على مؤشر سوق الأسهم السعودية “تاسي” بشكل جزئي. في المقابل، يحظى القطاع المصرفي، الذي يمثل ثاني أكبر مساهم في المؤشر، بتوقعات إيجابية مع تراجع أسعار الفائدة؛ حيث تصل مكررات الأرباح في المصارف إلى نحو 11.7 مرة، مع تداول بعض البنوك عند مستويات أقل، مما يعزز فرص انتعاش القطاع خاصة في مجالات التمويل العقاري وإعادة جدولة الديون، ونمو مؤشرات السوق المرتبطة بذلك.

القطاع توقعات الأداء 2025-2026
البتروكيماويات ضعيف، مع استمرار انخفاض الأرباح حتى نهاية 2025
القطاع المصرفي إيجابي، نتاج خفض أسعار الفائدة وانتعاش التمويل العقاري

تفاؤل بأداء مؤشر سوق الأسهم السعودية “تاسي” في الربعين الثالث والرابع من 2025

يرى ثامر السعيد، الرئيس التنفيذي في “BLME Capital KSA”، أن انخفاض قيم التداولات مؤخراً يعكس عزوف المستثمرين الحاليين، لكنه يتوقع تحسناً ملحوظاً مع انخفاض أسعار الفائدة وتحول السيولة المستقبلي نحو سوق الأسهم؛ ويشير إلى أن هناك خصومات مبالغ فيها في تقييم بعض القطاعات والأسهم، مما يرفع من العوائد الاستثمارية ويعزز فرص تحقيق أداء إيجابي خلال الربعين الثالث والرابع من 2025، مع مؤشرات تبشر بتعافي جذري في نشاط مؤشر سوق الأسهم السعودية “تاسي” ومستويات الأسعار.

بهذه الرؤية المتعددة الأبعاد، يمكن للمستثمرين التعرف على الوضع الحالي لمؤشر سوق الأسهم السعودية “تاسي”، والفرص والتحديات التي تواجهه، مما يساعدهم على اتخاذ قرارات استثمارية مبنية على تحليل دقيق ومعلومات تستند إلى توجهات السوق الفعلية.