جنرال الكرة.. حكاية محمود الجوهري وبطولات لا تُنسى في حرب أكتوبر

محمود الجوهري يظل رمزًا خالدًا في تاريخ الكرة المصرية والعربية، حيث يُحتفى بذكراه في ذكرى رحيله، التي تحمل بين طياتها قصة حياة طويلة وحافلة بالإنجازات والبطولات على مدار مشواره الرياضي والعسكري. تميز الجوهري بكونه جنرال الكرة المصرية وبطل حرب أكتوبر، وهو ما جعل اسمه يتردد في أروقة الرياضة والسياسة على حد سواء، بعد أن ترك إرثًا لا يُنسى من التفاني والعطاء في كافة المواقع التي شغلها.

مسيرة محمود الجوهري كلاعب ومدرب جنرال الكرة المصرية وبطل حرب أكتوبر

ولد محمود الجوهري في 20 فبراير 1938 بالقاهرة، وسرعان ما بدأ رحلته في كرة القدم داخل جدران النادي الأهلي، حيث كان لاعبًا بارعًا يشارك في الدفاع والهجوم في آنٍ معًا. تميز الجوهري كلاعب بالفوز بست بطولات الدوري المصري وثلاث نسخ من كأس مصر، قبل أن تضع إصابة الرباط الصليبي حدًا لمسيرته داخل الميدان، ليبدأ بعدها بالانخراط في عالم التدريب. لم تقتصر مسيرة الجنرال على الرياضة فقط، فقد حصل على بكالوريوس العلوم العسكرية من الكلية الحربية عام 1957، وعمل ضابطًا بسلاح الإشارة لمدة 20 عامًا، مترأسًا صفوف القوات المصرية في حرب أكتوبر المجيدة، حيث تجلت بطولته وشجاعته في ساحات القتال ما جعله رمزًا وطنيًا حقيقيًا.

إنجازات الجوهري في عالم التدريب ومسيرته مع الأندية والمنتخبات

بدأ محمود الجوهري مسيرته التدريبية عام 1965 داخل النادي الأهلي، وامتدت خبرته لتشمل أندية خليجية مثل اتحاد جدة والهلال السعودي، بل وحتى فريق الزمالك الذي دربه في موسم 1993-1994، مما يجعله المدرب الأهلاوي الوحيد الذي تولى القيادة الفنية للقلعة البيضاء. قاد الجوهري الأهلى لتحقيق أول لقب في دوري أبطال إفريقيا عام 1983، وفاز مع الزمالك ببطولة إفريقيا لأبطال الدوري والسوبر الإفريقي على حساب الأهلي. كما قاد منتخب عمان في كأس الخليج عام 1996، ولم تخلُ مسيرته من تجارب متعددة أثبت من خلالها كفاءته وحنكته في إدارة الفرق المختلفة.

• البدء كلاعب في النادي الأهلي بين 1955 و1961.
• تدريب النادي الأهلي في عدة فترات.
• قيادة فريق الزمالك في موسم 1993-1994.
• تدريب أندية خليجية هي الهلال واتحاد جدة والشارقة والوحدة.
• إشرافه على منتخب عمان في كأس الخليج 1996.

سجل محمود الجوهري المشرف مع منتخب مصر وولاية بلاده الأردنية

لم يُسطع نجم الجوهري فقط في الأندية، بل حقق سجلًا محترمًا مع منتخب مصر، إذ قاده إلى المشاركة الثانية في كأس العالم عام 1990 بإيطاليا، كما تمكن من الفوز بكأس أمم إفريقيا عام 1998 في بوركينا فاسو، ليصبح أول مدرب يحرز لقب كأس الأمم الإفريقية كلاعب ومدرب؛ فقد كان هداف البطولة في نسختي 1957 و1959. بعد انتهاء ولايته مع منتخب الفراعنة في 2002، انتقل الجوهري لخدمة الكرة الأردنية، حيث قاد منتخب الأردن إلى نهائيات كأس آسيا لأول مرة في تاريخه، قبل أن يعود لمنصب المدير الفني لاتحاد الكرة المصري لفترة قصيرة. استمرت مسيرة الجوهري في الأردن كمستشار فني لاتحاد الكرة حتى وافته المنية في 3 سبتمبر 2012، حيث أقيمت له جنازة عسكرية وشعبية في العاصمة عمّان، ثم نُقل جثمانه إلى القاهرة على متن طائرة خاصة.