وائل غنيم والعودة إلى الله دعوة للوسطية والابتعاد عن التشدد تجسد قصة ملهمة تتناول توبة الناشط المصري الشهير من إدمان المخدرات، مع نجاحه في حفظ 10 أجزاء من القرآن الكريم خلال نصف عام فقط؛ ما يعكس إحساسًا عميقًا بالرجوع إلى الله وتبني منهج الوسطية الدائمة في الدين، مع الابتعاد التام عن الغلو والتشدد الذي يؤدي إلى الانحراف عن الطريق الصحيح.
رسالة دار الإفتاء ودور الوسطية في توبة وائل غنيم والعودة إلى الله
أعادت رسالة دار الإفتاء المصرية لوائل غنيم تسليط الضوء على أهمية الالتزام بفضائل التوبة والوسطية، حيث أكد الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى، أن باب التوبة مفتوح دومًا لكل من عاد إلى الله بقلب خالص، معتبراً توبة وائل غنيم وحفظه للقرآن نصراً لروح الإنسان وتجديداً للأمل لكل من يسعى للانبعاث من جديد. في نصيحته لوائل، قال: “يا وائل، لا تدخل كهف التشدد”، وهذا التحذير ينبثق مباشرة من قوله تعالى: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ﴾ [الزمر: 53]، ما يبرز أن التدين الحق صُلبه الرحمة والاعتدال، لا التعصب والتطرف.
وائل غنيم والعودة إلى الله من خلال التوبة وحفظ القرآن الكريم
مر وائل غنيم بفترات عصيبة شملت معاناته مع إدمان المخدرات وتأثيره السلبي على صحته النفسية والجسدية، إلا أن إعلانه التوبة والرجوع إلى الله شكّل منعطفاً كبيراً في مسيرته. ووفقًا لما نشره عبر حساباته الرسمية، كان لالتزامه بالعبادة وتلاوة وحفظ القرآن أثرٌ بالغ في استعادة توازنه النفسي والروحي، ما جعله نموذجاً يُحتذى لمن فقد الأمل ويبحث عن بداية جديدة. في منشوراته، عبّر وائل عن الشعور بالقوة الداخلية والطمأنينة التي وجدها مع حفظ القرآن، وذكر أن كل آية حفظها كانت خطوة ثابتة نحو حياة أكثر استقرارًا وسعادة، مؤكدًا أن القرآن الكريم هو الدرع الأوثق ضد الضلال والانحراف، داعيًا إلى جعله دليلاً للسير في درب سماحة الإسلام والاعتدال.
تحذيرات من الغلو الديني وأهمية الوسطية في تجربة وائل غنيم والعودة إلى الله
على الرغم من الإشادة الكبيرة من دار الإفتاء بتوبة وائل غنيم، إلا أن الدكتور هشام ربيع نبه إلى ضرورة الحذر من الوقوع في التشدد والأفكار المتطرفة مرة أخرى، وقال: “لقد ذقت مرارة التطرف من قبل، فلا تجعل التدين المزيف يعود إليك بثوب يفرق ولا يجمع”، مع التشديد على أهمية الاستزادة من العلم الشرعي وفق المنهج الوسطي للأزهر الشريف الذي يوازن بين العقل والنقل، ويقدم الإسلام بصورة معتدلة بعيدة عن الغلو والتشدد. يتحقق ذلك من خلال:
- التزام الوسطية والاعتدال في الدين
- الاستفادة من التعليم الديني الصحيح
- الابتعاد عن التطرف الفكري والعملية
- تعزيز الروح الرحيمة والتسامح في الخطاب الديني
تجربة وائل غنيم والعودة إلى الله مع اعتناق الوسطية ليست مجرد تحول شخصي، بل رسالة أمل لكل من يعاني من اليأس أو الإدمان، فهي تذكر بأن رحمة الله واسعة وتفتح باب التوبة باستمرار، وأن كل إنسان له القدرة على إعادة بناء حياته بروح جديدة. مسيرة غنيم التي شهدت تقلبات عديدة بين النشاط السياسي والإدمان والاضطراب النفسي، ثم التوبة وحفظ كتاب الله، تؤكد أن المحطات الصعبة ليست نهايات؛ بل يمكن أن تكون بداية لطريق مختلف يملؤه السلام الداخلي. القصة تلخص في عدد من الدروس المهمة:
- الأمل لا يفنى مهما عظم الخطأ، فباب التوبة مفتوح دائمًا
- الارتباط بالقرآن يمنح طمأنينة داخلية وسندًا روحيًا ثابتًا
- الوسطية هي الملاذ الآمن من التشدّد والانحراف الفكري
- القدوة في التوبة العلنية تشجع الآخرين على السير في طريق الإصلاح
- المنهج الأزهري يضمن فهماً متوازنًا للدين بعيدا عن التطرف
أما رسالة دار الإفتاء، فتعكس رؤية شاملة لدور الدين كرحمة للبشر وضرورة التوبة والوسطية كسبيل إلى الله، مؤكدة أن الإسلام دين شامل يقوم على التيسير لا التعقيد، وعلى التوازن لا التطرف. حيث تبرز قصة وائل غنيم والعودة إلى الله نموذجًا حيًا على أن النهوض ممكن مهما بلغت الصعوبات، وأن الرجوع إلى الله هو مبادرة شجاعة وقوة داخلية حقيقية. مع استمرار طريق حفظ القرآن، يبقى دعاء الملايين له بالثبات على الحق أن يكون حافزًا لكل من يرنو إلى الخير والاعتدال؛ ليظل كتاب الله نورًا يرشد العباد نحو السلام والهداية.