أصناف جديدة.. د.حمدي الموافي يكشف كيف يضمن الأرز اكتفاءً ذاتيًا مستقبليًا

الأرز في مصر ومستقبل زراعته بين التحديات والإنجازات

يعتبر ملف مستقبل زراعة الأرز في مصر موضوعًا حيويًا يواجه تحديات عديدة مثل محدودية الموارد المائية، الملوحة، والتغيرات المناخية، لكن الحكومة المصرية تبذل جهودًا متواصلة للحفاظ على الاكتفاء الذاتي في إنتاج الأرز، خاصة في ظل موسم الحصاد الحالي الذي يحمل روح الفرح والإنجاز في محافظات حزام الأرز المختلفة.

تحديات ونجاحات مستقبل زراعة الأرز في مصر

تُعد زراعة الأرز من المحاصيل التي تعتمد بشكل كبير على المياه، مما يجعل محدودية الموارد المائية إحدى أكبر التحديات التي تؤثر على مستقبل زراعة الأرز في مصر، إلى جانب ظاهرة الملوحة والتقلبات المناخية. لكن التطورات العلمية أثرت بشكل واضح على توجهات الزراعة، حيث تم استنباط أصناف جديدة قادرة على التكيف وتتحمل الترطيب والتجفيف، بدلًا من الزراعة التقليدية التي تعتمد على الغمر المستمر. هذا التغيير في الاستراتيجيات أدى إلى رفع إنتاجية الأرز، مع خفض احتياجات المياه، ما أسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي. وتعتبر مصر من الدول الرائدة عالميًا في إنتاجية وحدة المساحة من الأرز، إذ تمكنت من تجاوز سقف الإنتاج بكميات هائلة وتنوع كبير في الأصناف.

حزام الأرز ودوره في ضمان استدامة الإنتاج

تتم زراعة الأرز في مصر داخل نطاق جغرافي محدد يُعرف بحزام الأرز، الذي تم الاتفاق عليه بين وزارتي الزراعة والري، ويشمل محافظات شمال الدلتا مثل كفر الشيخ، الدقهلية، الشرقية، البحيرة، دمياط، الغربية، مع وجود مساحات إضافية في بورسعيد والإسماعيلية. هذا الحزام المتخصص يساهم في تركيز الجهود وتطوير أساليب الزراعة الحديثة، بما يتوافق مع الظروف المناخية والموارد المتاحة. إن تطبيق تقنيات الزراعة الدقيقة وإرشادات الوزارة لتحسين أداء المزارعين ساعد بشكل واضح في رفع كفاءة الإنتاج وتقليل الهدر.

ابتكارات الأصناف المصرية ودعم التكنولوجيا الحديثة في زراعة الأرز

من أبرز عوامل نجاح ملف مستقبل زراعة الأرز في مصر هو برنامج استنباط الأصناف المصرية التي تلبي أذواق المستهلك، وتتمتع بإنتاجية عالية واحتياجات مائية منخفضة، حيث تمت زراعتها من منتصف أبريل وحتى نهاية يونيو. بدأ المشروع منذ 2018 بإطلاق أول صنف مصري حديث وهو “سخا سوبر 300″، الذي حصد الجائزة الذهبية العالمية في جنيف للابتكار، في خطوة فريدة تعكس تفوق مصر في هذا المجال. كما تم استنباط أصناف للأرز الهجين، وصنف “جيزة بسمتي 201” المصري الأول من نوعه، والذي يتفوق في إنتاجيته على الأصناف الهندية والباكستانية، حيث يتجاوز إنتاجه 4 أطنان للفدان مقارنة بـ 2.5 طن في الأصناف الأجنبية. تدعم وزارة الزراعة هذا التقدم من خلال التنسيق المستمر مع الجهات الحكومية، ومتابعة تنفيذ التوصيات والإرشادات الزراعية، إلى جانب توفير تقاوي مختارة وفيرة في الوقت المناسب لموسم الزراعة.

  • استنباط أصناف منخفضة الاحتياج المائي وعالية الإنتاجية
  • تطبيق تقنيات الزراعة الحديثة لتقليل استهلاك المياه
  • تركيز الإنتاج في حزام الأرز شمال الدلتا ومحيطه
  • التنسيق بين وزارة الزراعة والري لدعم الزراعة المستدامة
الصنف الإنتاجية (طن/فدان) الموعد الزراعي
سخا سوبر 300 أعلى من المتوسط منتصف أبريل حتى يونيو
جيزة بسمتي 201 4 طن منتصف أبريل حتى يونيو

إن مستقبل زراعة الأرز في مصر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإدارة الحكيمة للموارد، والابتكار في تطوير أصناف تناسب الظروف البيئية الحالية، مما يفتح آفاقًا واسعة لتحقيق استدامة الإنتاج والاكتفاء الذاتي. تحقيق هذه الإنجازات لم يكن ممكنًا دون جهود متواصلة من وزارة الزراعة التي تعمل على مواكبة الزراعات الصيفية والشتوية، وتوفير التقاوي المناسبة، مع دعم تكنولوجيا الزراعة الحديثة التي تركّز على تحقيق أعلى جودة وأعلى إنتاجية ضمن حدود الموارد المتاحة.