تراجع التوظيف يضغط على “الفيدرالي” قبل حسم الفائدة، إذ استقرت مؤشرات الأسهم الأمريكية في وول ستريت اليوم مع ترقب المستثمرين لتقرير سوق العمل القادم غدًا، والذي يُتوقع أن يفتح الباب أمام خفض أسعار الفائدة من قِبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي؛ حيث ارتفع مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” بنسبة 0.2% في بداية التداولات، بينما انخفض مؤشر “داو جونز” الصناعي بـ 45 نقطة أو 0.1%، في حين ارتفع مؤشر “ناسداك” المركب بنسبة 0.4%، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.
تأثير تراجع التوظيف على عوائد سندات الخزانة الأمريكية
شهدت عوائد سندات الخزانة الأمريكية انخفاضًا ملحوظًا بعد صدور بيانات كشفت عن ضعف في سوق العمل، إذ بيّن التقرير الأخير أن أصحاب العمل – باستثناء القطاع الحكومي – خفّضوا وتيرة التوظيف إلى النصف تقريبًا خلال الشهر الماضي، متزامنًا مع زيادة طلبات إعانات البطالة الأسبوعية، ما يعكس تصاعد حالات تسريح العمال؛ وما زالت الأرقام لا تشير إلى وجود ركود اقتصادي، لكنها تضغط على “الفيدرالي” لاتخاذ قرار بتخفيض سعر الفائدة الرئيسي للمرة الأولى هذا العام، خلال اجتماعه المرتقب بعد أسبوعين. وأوضحت نيلا ريتشاردسون، كبيرة الاقتصاديين في “إيه دي بي”، أن النمو في الوظائف كان قويًا في بداية العام، لكنه فقد زخمه بسبب غموض المشهد الاقتصادي والعوامل الآتية:
- نقص في العمالة المتاحة
- انخفاض ثقة المستهلكين
- التحديات الناتجة عن تطورات الذكاء الاصطناعي
الترقب العالمي لتقرير سوق العمل وتأثير تراجع التوظيف على الفيدرالي
يتوقع صدور تقرير شامل لسوق العمل من وزارة العمل الأمريكية غدًا، وسط اهتمام ومتابعة دقيقة من الأسواق العالمية، خاصة عقب تقرير يوليو المخيب الذي ضم مراجعات هبوطية كبيرة لشهري يونيو ومايو، والتي أدت إلى ضغوط سياسية استدعت إقالة رئيس الوكالة المسؤولة عن جمع بيانات التشغيل الشهرية، ما يعزز أهمية بيانات سوق العمل القادمة وأثرها المحتمل على قرارات سياسة الفائدة في “الفيدرالي”؛ إذ يلعب تراجع التوظيف دورًا محوريًا في توقعات المحللين والمستثمرين، الذين يتابعون بدقة تحركات سوق العمل ومدى تأثيرها على الاقتصاد الأمريكي.
تأثير تراجع التوظيف على أداء الأسهم وسوق العمل
لا شك أن تراجع التوظيف يعكس تحديات تواجه شركات عدة، فشهد سوق الأسهم الأمريكية تحركات ملحوظة؛ حيث انخفض سهم “سيلز فورس” بنسبة 7.4% رغم إعلان نتائج مالية أفضل من التوقعات، في حين سجل سهم “سي 3 دوت إيه آي” تراجعًا أكبر بنسبة 9% بعد الإعلان عن خسائر فصلية تجاوزت التقديرات، ما دفع رئيس مجلس الإدارة توماس سيبل لوصف النتائج بأنها غير مقبولة وأعلن تعيين ستيفن إيهيكيان رئيسًا تنفيذيًا جديدًا للشركة؛ وعلى الجانب الآخر، ارتفع سهم “هيوليت باكارد إنتربرايز” بنسبة 1% عقب تحقيق أرباح تجاوزت توقعات المحللين، ما يعكس التباين في أداء الشركات وسط حالة عدم اليقين في سوق العمل وتأثيرها على قرارات الفيدرالي بشأن الفائدة.
مؤشر الأسهم | التغير في النسبة |
---|---|
ستاندرد آند بورز 500 | +0.2% |
داو جونز | -0.1% |
ناسداك | +0.4% |
يظل تراجع التوظيف ضاغطًا على مجلس الاحتياطي الأمريكي في الوقت الراهن، خاصة مع ارتفاع طلبات البطالة وضعف المؤشرات التشغيلية التي تجعل قرار خفض أسعار الفائدة خيارًا مرجحًا في الاجتماع المقبل، وسط انتظار الأسواق لبيانات سوق العمل المنتظرة التي ستحدد مدى قدرة الاقتصاد على الصمود دون اللجوء إلى تخفيف السياسات النقدية مجددًا، مما يعكس حساسية العلاقة بين مؤشرات العمالة وخيارات الفيدرالي في ضبط معدلات الفائدة.