تسارع البيع.. سوق السندات اليابانية يواجه ضغطًا، والأسواق الآسيوية تتراجع بشكل ملحوظ

اليابان تسرّع وتيرة بيع السندات وسط تراجع حاد في الأسواق الآسيوية، مع تصاعد موجة البيع التي اجتاحت الأسواق العالمية نتيجة إصدارات ضخمة ومتزايدة للسندات من قِبل الشركات، إضافة إلى تصاعد المخاوف بشأن استدامة الموازنات في الدول المتقدمة، ما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم المخاطر ورفع العوائد خاصة على السندات طويلة الأجل.

السندات اليابانية تقود تراجعات السندات العالمية بقوة

برزت السندات اليابانية ضمن أكبر المتراجعات على الصعيد العالمي، حيث قفز العائد على سندات اليابان لأجل 30 عاماً بنسبة 8 نقاط أساس ليصل إلى 3.28%، وهو أعلى مستوى لها منذ فترة طويلة، وسط تصاعد الغموض السياسي داخل اليابان واستمرار تراجع قيمة الين مقابل الدولار، الأمر الذي زاد من الضغوط على السوق المحلية وأثار قلق المستثمرين؛ كما أصبح مزاد سندات الـ30 عاماً المقرر يوم الخميس محط اهتمام بالغ في طوكيو، لما له من تأثير على تحديد مسار العوائد وتقييم المخاطر الآجلة.

تدهور سندات الخزانة الأميركية والأوروبية وزيادة إصدارات الديون

على الجانب الآخر، تعرضت السندات الأميركية والأوروبية لضغوط قوية وسط موجة بيع واسعة؛ حيث حافظ العائد على سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عاماً على مستوى قريب من 5% وسط مخاوف من تفاقم الأوضاع الاقتصادية والسياسية، بينما سجل مؤشر “بلومبرغ غلوبال أغريغيت” أكبر تراجع يومي له منذ يونيو 2025، وهو مؤشر يعكس أداء سوق السندات العالمي، في وقت شهدت الأسواق إصدار أكثر من 90 مليار دولار من السندات الاستثمارية الجديدة خلال يوم واحد فقط، مما زاد من الضغوط التمويلية على الأسواق وقلل من جاذبية السندات طويلة الأجل للمستثمرين.

نوع السند العائد الحالي ملاحظات
سندات يابانية 30 عاماً 3.28% ارتفاع 8 نقاط أساس
سندات الخزانة الأميركية 30 عاماً 5% مستوى مستقر لكنه مرتفع
السندات الاستثمارية العالمية إصدارات تجاوزت 90 مليار دولار يومياً

ضغوط سياسية واقتصادية عالمية تدفع الأسواق المالية إلى مفترق طرق

تزامنًا مع تصاعد التحديات الاقتصادية والسياسية، عززت بيانات الاقتصاد الأسترالي من توقعات تثبيت أسعار الفائدة، بعدما أظهرت تقارير نموًا متسارعًا في الربع الثاني، مما دفع السندات الأسترالية إلى التراجع وانعكس ذلك على احتمالية بقاء البنك المركزي الأسترالي على سياسة سعر الفائدة دون تغيير، في حين حذر محللون مثل أندرو تايسهيرست من “نومورا” من أن تجاوز العائد على السندات الأميركية طويلة الأجل مستوى 5% قد يؤدي إلى مضاعفة الضغوط في الأسواق؛ أيضاً، دعا راجيف دي ميلو المستثمرين إلى تجنب التوجه نحو السندات طويلة الأجل في ظل الضبابية السياسية والمالية المتزايدة حول العالم.

تضاعفت المخاوف في اليابان بعد تهديد أحد حلفاء رئيس الوزراء بالاستقالة جراء خلافات داخل حزب الحزب الحاكم، وهو ما أدى إلى زيادة الغموض السياسي وتأزيم الأوضاع المالية، فزاد الضغط على سوق السندات اليابانية طويلة الأجل، وسط مخاوف المستثمرين من عدم استقرار الأوضاع المستقبلية، خصوصًا في ظل استمرار انخفاض الين.

  • رفض الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أعلن عزمه رفع دعوى قضائية أمام المحكمة العليا لإلغاء قرار قضائي بشأن التعريفات الجمركية،
  • وأكد ترمب في حديث له أن “الأسواق تحتاج الرسوم” ما يبرز أهمية الحماية التجارية كسياسة اقتصادية رئيسية لإدارته،
  • وتأتي هذه الخطوة في ظل ضغوط متزايدة على التجارة العالمية وتأثر الأسواق بها.

مع هذا الارتفاع السريع في إصدارات الديون وتشديد السياسات النقدية، تواجه الأسواق المالية العالمية حالة من الترقب الشديد والقلق، وسط ارتفاع مستويات العوائد وتراجع شهية المستثمرين تجاه السندات طويلة الأجل، مما يجعل الوضع عند مفترق طرق، فالمستقبل في ظل هذه الضغوط يعتمد بشكل كبير على كيفية إدارة الدول والأسواق لتوازن السياسات الاقتصادية والسياسية في الفترة القادمة.