أسعار النفط مستقرة وسط ترقب اجتماع أوبك+ والتوترات الجيوسياسية، حيث شهدت أسواق النفط العالمية حالة من التوازن خلال تداولات اليوم بعدما أغلق الخام عند أعلى مستوياته خلال شهر كامل، في ظل ترقب المستثمرين لتداعيات تصاعد المخاطر الجيوسياسية، خاصة مع احتمال تشديد العقوبات الأميركية على روسيا قبيل اجتماع تحالف أوبك+ المرتقب بشأن مستويات الإنتاج. فقد ارتفع خام برنت قرب 69 دولاراً للبرميل بعد مكاسب فاقت 1% في جلسة الثلاثاء، بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى أقل من 66 دولاراً للبرميل.
تأثير التوترات الجيوسياسية على سعر النفط واستقرار أوبك+
ترتبط أسعار النفط العالمية ارتباطاً وثيقاً بالتوترات الجيوسياسية المتصاعدة، وهو ما ينعكس بشكل واضح في استقرار أسعار النفط العالمية مع تقدم الأحداث السياسية؛ ففي تصريحات أثارت جدلاً واسعاً، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب مراقبته الحثيثة لتعامل فلاديمير بوتين مع ملف المفاوضات الأوكرانية، مشيراً إلى احتمال فرض إجراءات إضافية على موسكو في حال عدم تحقيق تقدم ملموس. إضافة إلى ذلك، أعلن ترمب عن تشدده في الحفاظ على الرسوم الجمركية المفروضة على الهند بنسبة 50% كعقوبة على تعاملها مع النفط الروسي، متجنباً تطبيق نفس السياسة على الصين، مما يعكس تركيزاً انتقائياً في الاستراتيجية التجارية الأميركية. هذه التحركات تشكل ضغطاً واضحاً على أسواق النفط، حيث تلعب التوترات الجيوسياسية دوراً محوريًا في تطورات أسعار النفط العالمية واستقرار أوبك+ في الأشهر القادمة.
توقعات الإنتاج في أوبك+ وتأثير المخاطر الجيوسياسية على الأسواق النفطية
تتجه أنظار الأسواق والنفط إلى اجتماع نهاية الأسبوع لتحالف أوبك+ الذي يضم كبار المنتجين مثل السعودية وروسيا، وسط توقعات بأن يظل الإنتاج دون تغيير خلال أكتوبر، مما قد يوقف سلسلة الزيادات المتتالية التي شهدها السوق. جاء ذلك في ظل ارتفاع أسعار الخام مع بداية سبتمبر بدعم من المخاوف المتعلقة بالإمدادات مقابل تراجعها في أغسطس بسبب التوقعات بفائض في السوق، وتظهر أسعار النفط العالمية استقراراً نسبياً نتيجة لهذه العوامل. يذكر وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في بنك “ING”، أن مخاطر الإمدادات الناجمة عن العقوبات المفروضة على روسيا ما تزال تؤثر على السوق، وأن احتمال تثبيت الإنتاج من قبل أوبك+ قد يفاجئ الأسواق بتحركات غير متوقعة، مما يزيد من حالة الترقب وعدم اليقين في السوق النفطية.
الضغوط الخارجية وتأثير الهجمات والتحركات البحرية على أسعار النفط العالمية
تتأثر أسعار النفط العالمية أيضاً بالعوامل الخارجية مثل الهجمات الأوكرانية باستخدام الطائرات المسيّرة على المصافي الروسية والتي أدت إلى تراجع معدلات تشغيل هذه المصافي، وقد يترتب على ذلك توفر كميات أكبر من الخام للتصدير، لكنه في الوقت نفسه يدعم أسعار النفط على المدى القريب، حسب محللي “ING”. إلى جانب ذلك، أثارت التحركات البحرية الأميركية قبالة سواحل فنزويلا مخاوف جديدة في السوق، حيث أرسلت واشنطن سفناً حربية في حملة لمكافحة تهريب المخدرات، ووجه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو اتهامات إلى الولايات المتحدة بمحاولة الاستيلاء على النفط الخام في بلاده، مما يضيف أبعاداً جيوسياسية إضافية تمارس ضغطها على تذبذب أسعار النفط العالمية. في ظل هذه الظروف، تظهر الأسواق حالة من الحذر والترقب المستمر، وتحليل أحدث تطورات الأسعار يعكس هذا التوازن الحذر.
نوع الخام | سعر البرميل (دولار) | التغير اليومي (%) | تاريخ التسليم |
---|---|---|---|
خام برنت | 68.89 | -0.4% | نوفمبر |
خام غرب تكساس الوسيط | 65.37 | -0.3% | أكتوبر |
- استقرار أسعار النفط العالمية يعكس حالة ترقب المستثمرين حول فاعلية عقوبات أميركا على روسيا
- تحالف أوبك+ مرجح أن يثبت انتاج النفط في أكتوبر وسط توقعات متباينة للمعروض العالمي
- الهجمات الأوكرانية والتحركات العسكرية الأميركية تزيد من حالة عدم الاستقرار في سوق النفط العالمية
تتذبذب أسعار النفط العالمية في ظل ضغوط متزايدة من الأحداث الجيوسياسية والاقتصادية؛ ويستمر المستثمرون في مراقبة التطورات التي ستصدر عن اجتماع أوبك+ القادم، مع توقعات بأن يستقر الإنتاج في الوقت الذي تُراقب فيه الأسواق تأثير العقوبات والعوامل الخارجية الأخرى. تبقى المؤشرات الحالية تشير إلى حالة من الحذر المشوبة بالتوتر، حيث أن أي تحول في قرارات أوبك+ أو تصعيد في التوترات الجيوسياسية قد يؤدي إلى تحولات ملحوظة في سوق النفط العالمية خلال الأيام المقبلة