النفط الروسي يتدفق للصين بقوة بينما تتراجع شحناته للهند بسبب الرسوم الجمركية العقابية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ما جعل الهند تقلص مشترياتها من النفط الخام الروسي على الرغم من اعتراضها العلني. شهدت صادرات النفط الخام الروسي تغيرات واضحة في الطلب العالمي، مع ارتفاع ملحوظ في الشحنات المتجهة إلى الصين، التي استفادت من الأسعار التنافسية وتراجع الشحنات الهندية.
تزايد النفط الروسي يتدفق للصين بقوة وسط انخفاض الطلب الهندي
سجل النفط الروسي ارتفاعاً جديداً في شحناته نحو الصين، حيث وصلت المشتريات إلى 1.28 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى خلال خمسة أشهر، مستفيدة بذلك من الضغوط الأمريكية على الهند التي تراجع طلبها إلى أقل من 1.3 مليون برميل يومياً بعد أن كانت ذروتها قرابة 1.9 مليون برميل في مارس، بانخفاض يقارب الثلث، حتى عند حساب الشحنات غير المعلنة الوجهة، ما يبرز الانخفاض بنسبة 28%. جاءت هذه التغيرات بسبب الرسوم الجمركية العقابية التي أدت إلى تقليص نيودلهي لمشترياتها من النفط الروسي رغم اتباعها أسلوب الاعتراض العلني، في حين عززت الصين استيراداتها، مما جعل النفط الروسي يتدفق للصين بقوة باستمرار.
ارتفاع شحنات النفط الروسي وتدفقها للصين يدعم صادراته رغم العقوبات
ارتفعت صادرات النفط الروسي عبر الموانئ إلى 3.49 مليون برميل يومياً خلال الأسبوع الأخير من أغسطس، محققة أعلى مستوى منذ سبعة أسابيع، وهو ما رفع متوسط الصادرات الشهرية إلى 3.15 مليون برميل يومياً. جاء هذا الارتفاع إثر توقف صيانة استمرت أربعة أسابيع في مشروع سخالين 2 وعودة تدفقات النفط عبر ميناء أوست-لوغا بعد الهجوم بالطائرات المسيّرة. في ظل هذا، يعكس النفط الروسي يتدفق للصين بقوة توازناً دقيقاً بين العقوبات الغربية وفرص الطلب في آسيا. من جهة أخرى، تأثرت العمليات التكريرية الروسية بسبب هجمات أوكرانيا على 8 مصافي خلال أغسطس التي أوقفت 13% من الطاقة التكريرية الفعالة، ما أدى إلى توجيه المزيد من الخام نحو التصدير بدلاً من التكرير المحلي، لا سيما في غرب روسيا.
تأثير الهجمات وتحولات مسارات الشحن على تدفقات النفط الروسي إلى آسيا
أدت الهجمات الأوكرانية وخصوصاً على محطة يونيشا التابعة لخط أنابيب دروجبا إلى توقف مؤقت لتدفقات النفط الخام إلى المجر وسلوفاكيا، مما اضطر إلى تحويل الشحنات إلى موانئ أخرى مثل بريمورسك ونوفوروسيسك، التي شهدت نشاطاً غير مسبوق مع استقبال 11 ناقلة خلال أسبوع واحد. وسط هذا المشهد، ظل النفط الروسي يتدفق للصين بقوة بينما استقرت الشحنات إلى تركيا وسوريا، حيث تراجعت إلى 340 ألف برميل يومياً و70 ألف برميل يومياً على التوالي. رغم ارتفاع صادرات روسيا النفطية بقيمة 1.42 مليار دولار في آخر أسبوع من أغسطس، أي بزيادة 310 ملايين دولار عن الأسبوع السابق، انخفضت أسعار خام الأورال الروسي المتوسط إلى 54.36 دولاراً للبرميل، بينما سجل خام إسبو في الشرق الأقصى 64.17 دولاراً، وبلغت شحنات الهند 64.43 دولاراً. تعكس هذه المعطيات معادلة معقدة بفعل العوامل الجيوسياسية والضغط الاقتصادي العالمي.
- انخفاض شحنات النفط الروسي للهند بنسبة 28%
- ارتفاع مشتريات الصين من النفط الروسي إلى 1.28 مليون برميل يومياً
- انتعاش صادرات النفط الروسي إلى 3.49 مليون برميل يومياً
- توقف 13% من الطاقة التكريرية الروسية بسبب الهجمات الأوكرانية
- تحويل مسارات الشحن عقب هجمات على خط أنابيب دروجبا
وجهة الشحن | معدل الشحن يومياً (برميل) | تغير مقارنة بالشهر السابق |
---|---|---|
الصين | 1.28 مليون | زيادة |
الهند | أقل من 1.3 مليون | انخفاض بنسبة 28% |
آسيا عموماً | 2.7 مليون | ارتفاع |
تركيا | 340 ألف | تراجع |
سوريا | 70 ألف | استقرار |