بعد تدشين صندوق إعادة الإعمار، كم تحتاج سوريا لإصلاح ما أفسده الأسد؟ هو السؤال المحوري الذي يواجه السوريين في ظل الدمار الهائل الذي خلفته سنوات الحرب، حيث يمثل صندوق التنمية السوري نقطة انطلاق استثنائية لتنسيق جهود إعادة البناء وتحقيق التنمية المستدامة في البلاد، مع التأكيد على شفافية العمل ومشاركة المجتمع المدني.
بعد تدشين صندوق إعادة الإعمار.. جمع 60 مليون دولار خلال ساعات
إعلان الصندوق في قلعة دمشق التاريخية جاء ليؤكد انطلاقة مرحلية جديدة في مسيرة إعادة بناء سوريا بعد سنوات من الدمار، إذ أكّد الرئيس السوري أحمد الشرع أن الصندوق سيعمل وفق أعلى معايير الشفافية والإفصاح المالي، لا سيما مع أهمية إشراك المواطنين في دعم خطط التنمية وإعادة الإعمار. المدير العام للصندوق، محمد صفوت عبدالحميد رسلان، وصف المشروع بأنه بوصلة وطنية تجمع بين جهود الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والسوريين في الداخل والخارج، مع ضمان المحاسبة وخلق فرص عمل حقيقية وتنفيذ مشاريع اقتصادية وخدمية متكاملة في جميع المناطق. تعكس التبرعات التي تجاوزت 60 مليون دولار خلال ساعة واحدة فقط من الإعلان عن الصندوق، الالتفاف الكبير من قبل السوريين والداعمين، ما يعزز فرص تمويل وترميم البنية التحتية الحيوية مثل الطرق، الجسور، شبكات المياه والكهرباء، المطارات، الموانئ، وشبكات الاتصالات، بالإضافة إلى تقديم قروض حسنة لدعم المشاريع الاقتصادية والخدمية.
تكلفة إعادة الإعمار في سوريا بعد تدشين صندوق إعادة الإعمار.. تقديرات وتحديات تواجه البلاد
تمثل تكلفة إعادة إعمار سوريا أزمة اقتصادية ضخمة في ظل التحديات المستمرة، حيث تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى حاجات تتراوح بين 250 و400 مليار دولار، بينما تذهب بعض الجهات بعيدًا بالتقدير وصولًا إلى تريليون دولار إذا أُضيفت تعويضات الخسائر البشرية والإصلاحات المجتمعية الضرورية. وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يحتاج استقرار الخدمات الأساسية وخاصة في مجالات الصحة والتعليم والطاقة إلى حوالي 36 مليار دولار موزّعة على عشر سنوات، أي نحو 3.6 مليار دولار سنويًا، وهو مبلغ كبير يعكس عمق الكارثة التي خلفتها الحرب إضافةً إلى تكاليف منظمة اليونيسف التي تصل إلى 900 مليار دولار، منها 600 مليار دولار خسائر مباشرة حسب البنك الدولي. في هذا السياق، يتحمل صندوق التنمية السوري مسؤولية التنسيق مع الجهات الدولية الكبرى مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والأمم المتحدة، لقيادة جهود التنمية والتنظيم الشامل لإعادة بناء البلاد.
صندوق التنمية السوري ورؤية شاملة لتعزيز التنمية بعد تدشين صندوق إعادة الإعمار
يتجاوز دور صندوق التنمية السوري كونه مجرّد أداة مالية، ليصبح إطارًا لتوحيد الجهود على المستوى الوطني والدولي؛ إذ يلتزم الصندوق بقيادة مشاريع تنموية مستدامة ترتكز إلى شفافية عالية ومحاسبة دقيقة عبر آليات عمل واضحة. فيما يلي أبرز أهداف الصندوق:
- تمويل وترميم البنية التحتية الحيوية في كل المناطق السوريّة
- تحفيز القطاع الاقتصادي وتمكين المستفيدين من مشاريع ومنح قروض حسنة
- خلق فرص عمل ملموسة وشاملة تلبي احتياجات المجتمعات المحلية
- توحيد القطاعين العام والخاص وعمل السوريين في الداخل والخارج ضمن استراتيجية متكاملة
تأسيس الصندوق بموجب مرسوم رئاسي صدر في 9 يوليو الماضي يضع سوريا على طريق إعادة إعمار منظم ومستدام، محققًا التناغم بين الخطط التنموية والميزانيات المطلوبة لتحقيق تطلعات الشعب السوري في بناء مستقبل أفضل.
المجال | التكلفة المقدرة (مليار دولار) |
---|---|
إعادة الإعمار الأساسي (بنية تحتية وخدمات) | 250 – 400 |
تعويض الخسائر البشرية والإصلاحات المجتمعية | حتى 600 |
تثبيت واستقرار الخدمات (صحة وتعليم وطاقة) | 36 (على مدى 10 سنوات) |